فتح ميديا- لبنان، شعب شُرّد من وطنه وعاش تيهاً في اصقاع المعمورة. تكالبت عليه قوى الشر الظلامية. تقاذفته اهواء المصالح والمنافع الاقليمية والدولية، عاش في الخيام مدة 17 عاماً. تجاهله المجتمع الدولي الداعم لغاصب الارض، اقاموا على ارضه شعباً ودولة، حاولوا طمس حضارته وتراثه وتاريخه.
نتيجة هذا الواقع المرير، انطلق مارد عملاق من هذا الشعب، اهتزت له اركان الدنيا وارتعدت اوصاله خوفاً، حوّل ظلمة ليل شعبه الى نور ساطع، معيداً فجره بعد غياب 17 عاماً، واعاد كرامته الضائعة مع اشراقة امل جديدة بعودته الى وطنه السليب، انه المارد الفتحاوي الذي شق طريق العودة بأول رصاصة له في عيلبون الاسطورة، وعُبّد بعدها بسيل من الدم النازف عبر اكبر العمليات العسكرية في تاريخ انطلاقته.
سبعة واربعون عاماً مضت وما زال هذا المارد في عز عنفوانه وقوته، ما زال بركاناً يقذف حممه على كل من يعترض طريقه، لم يهن ولم يكل، تنوع بأساليب نضاله ولكن عينه بقيت شاخصة على الهدف، ثوابته ثابتة لا يثنيه عن تحقيقها المؤامرات مهما عظمت. خاض غمار الحرب ضد غاصب الأرض، فبهر العالم بانتصاراته، وها هو اليوم بعد "47" عاماً من ولادته يخوض اشرس المعارك السياسية تعقيداً في تاريخ البشرية، معركة انتزاع اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية.
إلتزاماً منهم بالبيان الأول وتأكيداً على تمسكهم بحق العودة والثورة الفلسطينية لبت جماهير الشعب الفلسطينية دعوة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح لإحياء الذكرى ال 47 للإنطلاقة في مهرجان مركزي حاشد في قاعة رسالات الغبيري صباح الاحد 8-1-2012.
حضر الاحتفال : ممثل تيار المستقبل الوزير حسن منيمنة، وامين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات، وسفير دولة فلسطين اشرف دبور، والسفير الايراني في لبنان عضنفر ركن أبادي، وممثل حزب الله عضو المكتب السياسي د. احمد ملي، ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي د. بهاء ابو كروم، وممثل حركة امل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة امل الشيخ حسن المصري، وممثل العلامة الشيخ عفيف النابلسي المستشار السياسي الدكتور باسم سنان، وعدد من السفراء ورجال السلك الدبلوماسي ولفيف من المشايخ والائمة ورجال الدين، امين سر فصائل م.ت.ف في لبنان فتحي ابو العردات واعضاء الساحة، القنصل العام محمود الاسدي، عضوا المجلس الثوري امنة جبريل وجمال قشمر، امين سر اقليم لبنان رفعت شناعة واعضاء الاقليم، قيادة فصائل م.ت.ف وتحالف القوى الفلسطينية، ممثلو الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية ولفيف من المشايخ والائمة ورجال الدين ورجال فكر سياسة ، ممثلو مؤسسات حقوقية وانسانية دولية ومحلية ، ممثلو فصائل تحالف القوى الفلسطينية والاحزاب والقوى الاسلامية الفلسطينية.
بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية وفي مقدمتهم أب الثورة ابو عمار وتلى ذلك النشيدان الوطنيان اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة فتح.
وكانت كلمة لممثل الشؤون الاحتماعية التابعة لأسر الشهداء في منظمة التحرير الفلسطينية شريف أبو ايمن ثمن فيها على دور الشهداء في ايقاد شعلة الثورة الفلسطينية.
وأكد ابو ايمن على حق الشعب الفلسطيني في العودة الى ارضه معاهداً شهداء الثورة على الاستمرار في مسيرة النضال حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.
وألقى نائب رئيس المكتب السياسي في حركة امل الشيخ حسن المصري كلمة حيّا فيها الشعب الفلسطيني وحركة فتح في ذكرى الانطلاقة.
وانتقد المصري المجتمع الدولي الذي غضَّ الطرف عن قيام دولة عنصرية قسمت العالم العربي وجعلته يعيش في حالة من القلق المستمر.
واعتبر ان حق الشعب الفلسطيني في استعادة ارضه وتقرير مصيره هو حق مقدس بالنسبة للقوى الوطنية والاسلامية على إمتداد العالم العربي.
وطالب المصري الشعب الفلسطيني بالعودة الى الكفاح المسلح والالتزام بالنهج الاول الذي عمده شهداء الثورة الفلسطينية بدمائهم، معتبراً ان خيار المفاوضات سوف يؤدي الى مزيد من الاستيطان، داعياً القيادة الفلسطينية الى العودة الى الثورة الشعبية والجهاد المقدس، مؤكداً على تلازم المصير بين الشعبين اللبناني والفلسطيني.
وألقى عضو المكتب السياسي للحزب التقدمي الاشتراكي النائب بهاء ابو كروم كلمة الحزب استذكر فيها عذابات الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر منذ العام 1948، معتبراً ان الربيع العربي هو إستكمال لما بدأه الفلسطينيون في كفاحهم المسلح للاحتلال.
ودعا ابو كروم القيادة الفلسطينية الى الاسراع في اتمام المصالحة الوطنية لقطع الطريق على الاسرائيليين في شرذمة الثورة الفلسطينية.
وأكد ابو كروم على ضرورة تفويت الفرصة على العدو الاسرائيلي من خلال استكمال ملف الحقوق المدنية للفلسطيني داعياً الى اخراجه من دائرة التجاذبات السياسية.
ورأى ابو كروم ان المستقبل يحمل مزيداً من التحديات بالنسبة للقيادة الفلسطينية في ظل غض المجتمع الدولي الطرفا عن التصرفات العنصرية للإسرائيليين ، داعياً حركتي فتح وحماس الى مزيد من التعاون وفتح الباب امام آفاق جديدة لما فيه مصلحة للشعب الفلسطيني.
وإلقى عضو المكتب السياسي لحزب الله احمد ملّي كلمة الحزب استعرض فيها انطلاق الكفاح المسلح الفلسطيني والتجربة الفذة لإعادة فلسطين الى الخارطة العربية والدولية بعد محاولات العدو الصهيوني لجعل القضية الفلسطينية مجرد مسألة لاجئين.
وهاجم ملّي الادارة الاميركية لإنحيازها المستمر الى العدو الاسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني ، داعياً العرب الى الإلتزام بالقضية الفلسطينية وخدمتها.
وأعاد التأكيد على تجربة المقاومة التي بدأها الشعب الفلسطيني معتبراً ان الأميركي أضعف من ان يحرز اي انتصار على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
والقى كلمة تيار المستقبل الوزير حسن منيمنة نقل فيها تحيات تيار المستقبل قيادة وجماهير في ذكرى إنطلاقة الثورة الفلسطينية التي يهتف لها أحرار العالم على الرغم من مضي 47 عاماً عليها.
وإعتبر منيمنة ان القضية الفلسطينية هي مسألة الانسان التي تؤرق أشراف العالم مطالباً القيادة بتوحيد الجبهة الداخلية واعتماد استراتيجية موحدة وآليات عمل محددة لأن التحديات الحاضرة لا يمكن ان تحتمل الصراعات الداخلية للحفاظ على الثوابت التي لا تقبل المفاوضة والمساومة.
واستذكر منيمنة القائد ياسر عرفات الذي معه كان حلم الدولة والقضية أمينة، منتقداً بعض المحاولات التي عملت على تطويق الثورة الفلسطينية واستهدافها من خلال الامساك بقرارها الوطني.
والقى السفير اشرف دبور كلمة سفارة دولة فلسطين نقل فيها تحيات الرئيس محمود عباس واستذكر من كلمته المؤامرات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ اكثر من قرن.
واعتبر دبور ان قلة من الرجال غيروا التاريخ من خلال اطلاق الرصاصة الاولى في العام 1965 ناقلين الشعب الفلسطيني من رماد النكبة الى جمرة المقاومة.
ورأى ان العام 2011 هو عام الانجاز الفلسطيني وعام الدبلوماسية الفلسطينية التي قادها الرئيس ابو مازن بنجاح واقتدار، وتوجه بتقديم الطلب لنيل العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية والاعتراف الكامل بها.
وثمن الدعم الكبير الذي قدمته الدولة اللبنانية في الامم المتحدة، شاكراً اللبنانيين قيادة وشعباً على رفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني في لبنان الى مستوى سفارة.
وختم دبور ان القيادات الفلسطينية تجتمع جنباً الى جنب لتحقيق الهدف الاكبر بقيام الدولة الفلسطينية.
وختم المهرجان بكلمة لامين سر حركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات استذكر فيها قيام الثورة الفلسطينية على يد ثلة من المؤمنين الشرفاء الذين حولوا ذكرى النكبة الى ذكرى قيام المارد الفتحاوي.
واعتبر ان ذكرى الانطلاقة تخزن الكثير من الانجازات الوطنية في الواقع الفلسطيني بفضل تضحيات الشعب الفلسطيني بعظمة الشهداء الابطال وفي مقدمتهم الشهيد الرمز ياسر عرفات.
وحيا في كلمته رجالات الفتح الذين كانوا المدماك الاول الذي بنى الثورة الفلسطينية واسس جيلاً من حملة الرايات الوطنية في الميادين.
ورأى ان القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس الفلسطيني ابو مازن ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد قد حققت نقلة نوعية في الواقع الفلسطيني حيث تمكنت القيادة الفلسطينية الرشيدة من اعادة القضية الى الخارطة السياسية وطلب العضوية الكاملة في الامم المتحدة.
وانتقد ابو العردات المجتمع الدولي الذي يتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في العودة واقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، معتبراً ان الشعب الفلسطيني في الشتات صاحب حق في العودة الى ارضه الذي شردته منها مؤامرات المجتمع الدولي.
وثمن المصالحة التي تمت مؤخراً في القاهره وما لذلك من مصلحة للشعب الفلسطيني واعداً بترتيبات مستقبلية تؤسس لمرحلة من العمل المشترك وخدمة للقضية الفلسطينية.
واكد ابو العردات على إلتزام القيادة الفلسطينية بالثوابت الوطنية وفي مقدمها حق العودة واقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ودعا الاطراف كافة الى التعاون فيما بينهم لحماية المخيمات الفلسطينية من كل ما يعكر صفو العلاقات فيه ومع الجوار، مؤكداً على وعي القيادات الفلسطينية وعدم انجرارها نحو الشائعات.
وطالب الدولة اللبنانية بضرورة متابعة ومعالجة كافة القضايا الاجتماعية بما يحفظ سيادة الدولة وامن المخيمات على قاعدة الحقوق والواجبات.
وختم كلمته بتوجيه التحية الى الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وشهداء الثورة الفلسطينية والامتين العربية والاسلامية.
وأبرقت جبهة النضال وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية وقيادة الجبهة الديمقراطية تبارك لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح بذكرى الانطلاقة خلال المهرجان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها