رفضت القيادة فكرة تمديد المفاوضات الجارية حاليا مع اسرائيل لما بعد الموعد النهائي المقرر نهاية نيسان المقبل، في حين أعلنت مصادر فلسطينية واميركية ان الرئيس محمود عباس سيلتقي الرئيس الأميركي باراك اوباما في البيت الأبيض في 17 آذار المقبل، فيما كشفت مصادر صحفية ان اوباما يعتزم التدخل مباشرة لدفع عملية السلام.
وأعلن البيت الأبيض أمس ان اوباما سيستقبل الرئيس عباس في 17 آذار للبحث في مفاوضات السلام مع اسرائيل. وسيحصل هذا اللقاء بعد مرور اسبوعين على لقاء مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الثالث من آذار في البيت الأبيض ايضا.
وقال المصدر نفسه ان الرئيس اوباما يأمل في "بحث التقدم في المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية" مع عباس.
وسيناقش الرئيسان ايضا اجراءات ترمي الى "تعزيز المؤسسات التي يمكن ان تدعم اقامة دولة فلسطينية"، كما اوضح البيت الأبيض.
من جانبه أكد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة ان الرئيسين عباس واوباما سيبحثان العلاقات الثنائية وعملية السلام، مشيرا الى ان الاجتماع يأتي في اطار استمرار جهود الادارة الأميركية ووزير الخارجية جون كيري من خلال المفاوضات الجارية لحل الصراع.
وتلقى الرئيس مساء أمس اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي جون كيري جرى خلاله بحث التطورات في عملية السلام، وزيارة الرئيس إلى واشنطن في السابع عشر من آذار المقبل.
وكان كيري قال الأربعاء ان مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي من المقرر في الأصل ان تستمر تسعة أشهر، قد تتواصل الى ما بعد الموعد النهائي المقرر بنهاية نيسان المقبل. وبعد ان ذكر بأنه يعمل منذ نهاية تموز 2013 على وضع اتفاق اطار بين الجانبين، اوضح كيري انه "يعتقد ان لا أحد سيقلق اذا ما استلزم الأمر تسعة أشهر اخرى (..) للانتهاء" من عملية السلام.
لكن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.صائب عريقات قال أمس لوكالة فرانس برس "لا معنى لتمديد المفاوضات حتى ولو لساعة واحدة اضافية اذا استمرت اسرائيل ممثلة بحكومتها الحالية بالتنكر للقانون الدولي". واضاف "لا يوجد شريك في اسرائيل ملتزم بالسلام الحقيقي ولا بالقانون الدولي والشرعية الدولية"، مشيرا الى انه "لو كان هناك شريك ملتزم لما احتجنا تسع ساعات لانجاز الاتفاق".
وتابع عريقات "نحاول التوصل الى اطار وهي مهمة ضخمة عندما نعلم اننا عملنا حتى الآن طيلة هذه الأشهر السبعة في محاولة لفهم مواقف الطرفين كي نعطي دفعا للمفاوضات النهائية".
والتقى كيري الأسبوع الماضي في باريس الرئيس عباس الذي اعتبر ان الدبلوماسية الأميركية فشلت "حتى الآن" في تحديد اتفاق طار. وكان مسؤول فلسطيني اعلن ان الأفكار التي قدمها كيري للرئيس عباس "غير مقبولة" ولا يمكن ان "تكون قاعدة لاتفاق اطار" مع اسرائيل خصوصا فيما يتعلق بـ "الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية كدولة قومية لليهود".
وجعل نتنياهو الذي سيلتقي الاثنين المقبل الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، من الاعتراف بـ "يهودية الدولة الاسرائيلية" عنصرا اساسيا لأي اتفاق سلام.
ويرفض الفلسطينيون مطلب اسرائيل الاعتراف بها "كدولة يهودية" قائلين ان ذلك يمس بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وبالاضافة الى ذلك، يطالب نتنياهو في حال اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، بالحفاظ على انتشار عسكري اسرائيلي بعيد الأمد في منطقة غور الأردن مستبعدا ترك مسؤولية الأمن في هذه المنطقة لقوة دولية وافق الفلسطينيون على وجودها أو لقوة فلسطينية اسرائيلية مشتركة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون بشكل قاطع باعتباره استمرارا للاحتلال وانتقاصا من سيادتهم.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ان اوباما ينوي التدخل مباشرة في عملية السلام ودفع نتنياهو الى قبول "اتفاق الاطار" الأميركي عندما يستقبله الاثنين.
وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان حكومة نتنياهو قامت بهدوء بتنفيذ تجميد فعلي للبناء في المستوطنات خارج الكتل الكبرى وهي إحدى النقاط المثيرة للخلاف مع الفلسطينيين والأميركيين.
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان واشنطن ترغب في تجميد جزئي للاستيطان - الأمر الذي يعارضه بشدة اليمين المتطرف الحاكم في اسرائيل - عند الاعلان عن تمديد مفاوضات السلام بين الجانبين.
من جهتها، جددت حركة حماس أمس تأكيدها على رفض خطة كيري التي وصفتها "بالمشؤومة". وقالت الحركة في بيان "نجدد رفضنا لمشروع كيري ولما بات يعرف بخطة الاطار التي تقود الى الاعتراف بيهودية الدولة وتصفية القضية الفلسطينية وضياع الثوابت والحقوق الوطنية فلا تفاوض ولا مساومة على حقوقنا التاريخية والوطنية".
وذكرت صحيفة "معاريف" أمس أن السفير الأميركي لدى تل أبيب دان شابيرو تعرض لكلمات لاذعة من قبل مجموعة من أعضاء الكنيست المتطرفين خلال اجتماع يعتبر الأول من نوعه مع أعضاء كنيست ينتمون إلى لوبي "أرض إسرائيل". وأضافت الصحيفة أن اللقاء عقد الأربعاء بين الأعضاء والسفير الأميركى، حيث قال أحد الأعضاء، ويدعى دافيد روتم من حزب "إسرائيل بيتنا" موبخا إياه: "كيف يمكن أن نثق بكم؟ منذ متى كنتم إلى جانبنا؟.
وقال عضو الكنيست من الليكود موشيه فيغلين في هجومه على شابيرو: "المساعدات الأميركية خطأ وأنا أعارضها، وانعدام الثقة بيننا نابع من قضية جونثان بولارد التي تفوح منها رائحة قذرة" في اشارة الى الجاسوس الاسرائيلي المعتقل في أميركا.
وهاجم رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ايهود أولمرت تصرفات أعضاء "التجمع من أجل اسرائيل" أثناء لقائهم شابيرو. وقال أولمرت في خطاب له في تل أبيب: "النظام الأميركي يقلل حجم قواته، لكنه لا يقلل ولو قيد أنملة من المساعدات التي يقدمها لإسرائيل".
وتساءل أولمرت باستغراب: "هل هؤلاء هم أعداؤنا؟"، مضيفا "لقد حان الوقت لكي نقول شكرا لك أميركا".
ومع اقتراب موعد تنفيذ المرحلة الرابعة للافراج عن الأسرى ما قبل أوسلو، اعتبرت صحيفة "معاريف" أمس أن الافراج عن الأسرى الفلسطينيين من مناطق عام 48 بمثابة لغم قد يفجر المفاوضات.
وربط الصحيفة بين الافراج عن أسرى عام 48 والاستمرار بالمفاوضات والموافقة على اتفاق الاطار، مع بقاء عرض هذه القائمة على الحكومة الاسرائيلية للمصادقة عليها، على خلاف ما جرى في المراحل الثلاث السابقة والتي كانت اللجنة الوزارية الخاصة برئاسة نتنياهو هي التي تصادق عليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو لم يتعهد أمام الولايات المتحدة بالافراج عن الأسرى الفلسطينيين من مناطق عام 48، كما ان واشنطن لم تأخذ على نفسها هذا التعهد، في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر فلسطينية ان الرئيس عباس سينسحب من المفاوضات في حال لم يفرج عن أسرى عام 48، كونهم جزءا من القائمة التي تشمل 104 أسرى.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو سيعرض القائمة على الحكومة الاسرائيلية حال وقع الجانب الفلسطيني على اتفاق الاطار، وفي حال لم يوقع فإنه لن يعرض أمام حكومته قائمة تشمل أسرى فلسطينيين من مناطق عام 48. وتابعت: " مع ذلك فإن نتنياهو سيجد صعوبة كبيرة في تمرير قائمة تحتوي على الأسرى الفلسطينيين من مناطق عام 48، حال وقع الجانب الفلسطيني على اتفاق الاطار، بسبب معارضة العديد من الوزراء وعلى رأسهم وزراء من حزب الليكود" وهو الأمر الذي اعتبرته الصحيفة عقبة جديدة أمام المفاوضات قد تنفجر.