غتالت قوات الاحتلال أمس الناشط في الجبهة الشعبية معتز وشحة (25 عاما)، في عملية خاصة استهدفت منزل الشهيد باطلاق الصواريخ والقذائف.
ووسط صدمة كبيرة عثرت عائلة وشحة وجيرانها وأهالي بلدة بيرزيت على جثمان الشهيد معتز بعد ان تحول المنزل الذي تحصن فيه انقاضا جراء الصواريخ والقذائف. وقال شهود ان جيش الاحتلال اغتال وشحة مع العلم انه لم يكن يشكل خطرا وان قرار الاعدام كان هو ما أرادت تنفيذه قوة الاحتلال التي ارتكبت الجريمة.
تفاصيل الجريمة واستنادا لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ففي حوالي الساعة السادسة من صباح أمس اقتحمت قوات الاحتلال، معززة بأكثر من عشرين آلية عسكرية، بلدة بيرزيت، وتمركزت في حي الأمير حسن، وحاصرت منزل عائلة المواطن عبد الرحيم أحمد عبد الله وشحة، وشرعت بإطلاق القنابل الصوتية في المنطقة، وطالبت عبر مكبرات الصوت سكان المنزل، والمنازل المجاورة بالخروج منها.
وفور خروج عدد من سكان تلك المنازل، اعتقلت قوات الاحتلال نجل المواطن المذكور، رامز (28 عاما)، وابن عمه فادي (27 عاما)، وجرى تقييدهما بعد الاعتداء عليهما بالضرب. وأجرى أحد ضباط القوة الاحتلالية تحقيقا ميدانيا مع المواطن وشحة حول مكان وجود نجله الآخر معتز وذكر أنه لا يعلم إن كان في المنزل أم لا كونه نام في الليلة السابقة قبل عودته. وفي حوالي الساعة 8:30 صباحا أحضرت قوات الاحتلال جرافة عسكرية وشرعت بتجريف الجدار الغربي للمنزل، واستمرت أعمال التجريف حتى الساعة 10:30 صباحا، وفي التوقيت المذكور أطلق أحد الجنود صاروخا عن الكتف باتجاه المنزل اتبعه الجنود بإطلاق أربع قذائف أخرى ما ادى لاندلاع النيران فيه. وعلى الفور اقتحمت قوة من جيش الاحتلال المنزل وسط إطلاق النار بشكل كثيف، وفي حوالي الساعة 12:00 ظهرا انسحبت قوات الاحتلال من البلدة.
وفي تلك الأثناء وصلت سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى المكان، وقام طاقمها بالدخول إلى المنزل، ووجدوا معتز جثة هامدة، ونقل جثمانه إلى مجمع فلسطين الطبي. وذكرت مصادر طبية ان الشهيد أصيب بشظايا الصاروخ في المنطقة العلوية من الجسم، وأن جزءا من مخه خرج من جمجمته، وشاهدوا علامات تمزق وحروق في الأجزاء والأطراف العليا من الجسم.
وأدانت منظمة التحرير والحكومة والجامعة العربية وفصائل العمل الوطني الجريمة وطالبت بمحاسبة اسرائيل، فيما توعدت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للشعبية بالرد. وزعمت متحدثة باسم جيش الاحتلال ان الشهيد "متورط في انشطة ارهابية".
وجاءت جريمة الاحتلال بعد ان اتهمت منظمة العفو الدولية اسرائيل بقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ثلاث سنوات "دون مراعاة الحياة الانسانية". وقالت المنظمة ان "القوات الاسرائيلية التي لا تراعي الحياة الانسانية، قتلت عشرات المدنيين الفلسطينيين بمن فيهم اطفال في الضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الماضية مع افلات شبه تام من العقاب".
واغلقت قوات الاحتلال أمس مدخل مخيم الفوار، ومنعت حركة العبور منه للسيارات عقب مواجهات إثر اغتيال الشهيد معتز. وأفادت مصادر محلية، ان الشبان رشقوا النقطة العسكرية الاحتلالية المقامة على مدخل مخيم الفوار بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما رد الجنود باطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان ما أدى لاصابة 3 شبان بالرصاص المطاطي وعدد آخر بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.
وأصيب فتيان من بلدة بيت امر، مساء أمس برصاص معدني مغلف بالمطاط، اطلقه جنود الاحتلال خلال محاولتهم اقتحام البلدة.
وأحرق عشرات الشبان في مدينة القدس المحتلة مركزا تابعا لشرطة الاحتلال بمدخل باب الأسباط "أحد بوابات القدس القديمة" قرب مدخل المسجد الأقصى المبارك، احتجاجا على ظروف استشهاد الأسير جهاد الطويل.
واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان في المنطقة، عقب تشييع جثمان الشهيد الطويل(47 عاما) مساء أمس الأول، الذي استشهد الاثنين الماضي بعد الاعتداء عليه في سجن "بئر السبع – ديكل"، حيث امتدت هذه المواجهات إلى حي رأس العامود مسقط رأس الشهيد.
واقتحم مئات المستوطنين فجر أمس "قبر يوسف" بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحجة أداء طقوس دينية، حيث جرت مواجهات مع الشبان الذين تصدوا لهم.
وشرع مستوطنون أمس بتجريف أراض زراعية على أطراف قرية جالود الواقعة قرب مستوطنة "شفوت رحيل".
ونصبت قوات الاحتلال أمس "كرفانين" في أراضي بلدة الخضر، واعتقلت 15 مواطنا من محافظات الخليل وبيت لحم وجنين ونابلس والقدس ورام الله، ورحلت 23 عائلة من منطقة الرأس الأحمر في منطقة الأغوار الشمالية بحجة إجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية.
في غضون ذلك طلب مكتب المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية وقف إجراءات نقل إدارة "الحديقة الأثرية" المحاذية للجهة الجنوبية من الحرم القدسي لجمعية "إلعاد" الاستيطانية، بسبب خلافات بين التيارات اليهودية الدينية. وكشفت رسالة مكتب المستشار القضائي لوزير الإسكان، أوري أرئيل، عن وجود مخطط لإقامة ساحة صلاة أخرى لليهود في الجهة الجنوبية للحرم القدسي.
وكانت صحيفة هآرتس كشفت النقاب أمس اللأول عن أن الحكومة ممثلة بالوزير أرئيل وقعت اتفاقا مع جمعية "إلعاد" على إدارة ما يعرف إسرائيليا بالحديقة الأثرية او مركز "دافيدسون"، الواقع في الجهة الجنوبية للحرم القدسي.
وطالبت مساعدة المستشار القضائي، دينا زلبرغ، في رسالة لأرئيل، المسؤول عن "الشركة الحكومية لترميم وتطوير الحي اليهودي" بوقف إجراءات نقل الموقع لجمعية "إلعاد" إلى حين "حل القضايا القانونية بهذا الصدد".
وقالت إن خطوة من هذا النوع من شأنها أن تضر باتفاق تنظيم الصلوات في الحائط الغربي وبالمفاوضات الجارية مع التيارات اليهودية الليبرالية.
وكان رؤساء التيار اليهودي الإصلاحي هددوا بالتراجع عن الاتفاق مع الحكومة إذا ما نقلت إدارة الموقع لجهة غير حكومية.
وقالت زلبرغ في رسالتها إن الخطوة لا تتماشى مع تعليمات المستشار القضائي السابق للحكومة والتي اشارت إلى أن جهة حكومية فقط مخولة بإدارة الحائط الغربي. وكشفت الرسالة عن وجود مخطط لإقامة ساحة صلاة أخرى لليهود في الجهة الغربية للحرم القدسي.