يتخوف الجنود الإسرائيليون الذين يخططون للسفر إلى دول في العالم من ملاحقتهم قضائيًا واعتقالهم في تلك الدول، على إثر جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل خلال حربها على غزة، كما يتخوف من ذلك جنود شاركوا في الحرب على لبنان واجتياح جنوبه.

ويسعى عشرات الجنود الإسرائيليين، الذين شاركوا في الحرب، إلى محو حساباتهم في الشبكات الاجتماعية، وبينها فيسبوك وإنستغرام، قبل سفرهم في الأسابيع المقبلة إلى البرازيل، للمشاركة في المهرجان السنوي الشهير في ريو دي جانيرو، الشهر المقبل.

وتزايد تخوف هؤلاء الجنود بعد تقديم طلبات إلى محاكم برازيلية باعتقال ومحاكمة جندي إسرائيل، شارك في الحرب على غزة ورُصد تواجده في البرازيل، من خلال صور التقطها لنفسه في قطاع غزة ولاحقًا في البرازيل ونشرها في حسابه في الشبكات الاجتماعية، لكنه تمكن من الهرب من البرازيل.

وقال جندي إسرائيلي، يدعى "غاي": "سيسافر مع أصدقائه الذي شاركوا في الحرب على غزة ولبنان طوال أشهر كثيرة، بعد أسبوعين، ومحونا جميع مقاطع الفيديو والصور التي نشرناها في فيسبوك وإنستغرام"، حسبما نقلت عنه القناة 12، اليوم الأحد 2025/01/26.

وأضاف: "نخاف أن تعتقلنا السلطات في البرازيل في أعقاب دعاوى تقدمها منظمات مؤيدة للفلسطينيين وأن تنهار رحلتنا كلها، وقد رأينا ماذا حدث للجندي الذي وصل إلى البرازيل واضطر إلى الهروب بعملية معقدة كي لا يعتقلوه، ولن نمنح ذخيرة (أي صور ومقاطع فيديو) لتلك المنظمات المعادية".

ويخطط جندي إسرائيلي آخر، يدعى "دان"، إلى السفر مع خمسة من أصدقائه الجنود للمشاركة في مهرجان ريو في إطار رحلة إلى أميركا الجنوبية، حسب القناة.

وقال هذا الجندي: "نريد أن نكون في ريو أثناء المهرجان، فهذه فرصة تسنح مرة واحدة في الحياة، وأدركنا أنه إذا أردنا التجول برأس هادئ، يتعين علينا محو حسابتنا في الشبكات الاجتماعية، ونريد أن نقوم برحلة ما بعد الخدمة العسكرية مثلما يفعل الجميع وألا نكون ملاحقين، وبعد عودتنا من الرحلة سنعيد حساباتنا في الشبكات، وينبغي أن نكون أذكياء".

وأضافت القناة: أن "جنودًا مسرحين، ولم يخدموا في وحدات قتالية، وإنما في وحدات داعمة للقتال مثل طباخين وعناصر في وحدات الصيانة واللوجستية، الذين يخططون للسفر إلى البرازيل، الأسبوع المقبل، محو حساباتهم في الشبكات الاجتماعية تحسبًا من اعتقالهم".

وقال أحد هؤلاء الجنود، ويدعى "طال": "كنت في غزة ونشرت صور سيلفي لي من هناك، لكني فهمت أنه لا يهم تلك المنظمات المعادية لإسرائيل التي تلاحق الجنود ماذا فعلوا خلال خدمتهم العسكرية، ومحوت الصور ومقاطع الفيدي من فيسبوك".

وقبل ثلاثة أسابيع تقريبًا، قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، إخفاء هوية جميع الجنود والضباط المشاركين في العمليات العسكرية المتعلقة بالحرب، على خلفية المخاوف المتصاعدة من المحاولات لملاحقتهم قضائيًا في الخارج.

وشملت هذه التعليمات جميع العسكريين من رتبة عميد فما دون، وتتضمن منع نشر أي صور أو أسماء مقاطع قد تُستخدم كأدلة في تحقيقات ضد جرائم الحرب التي ارتكبها ويرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.