أجرت قناة "فلسطيننا" اتصالًا هاتفيًا مع المحلل السياسي والباحث القانوني السيد نعمان العابد، ضمن تغطيتها المستمرة لأحداث العدوان الصهيوني وتداعياته؛ وخلال الحوار مع الإعلامية مريم سليمان، قدَّم العابد رؤيته حول المستجدات الميدانية والسياسية في الساحتين اللبنانية والفلسطينية، وتأثير المتغيرات الدولية على مستقبل القضية الفلسطينية.

وأشار العابد إلى أن انخفاض وتيرة الهجمات الصهيونية على لبنان لا يرتبط بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، بل يرتبط بردع المقاومة اللبنانية للعدو، ولفت إلى أن هذا الردع أجبر الكيان الصهيوني على الانسحاب من المناطق الحدودية والتراجع عن أي خطط للتوغل، مؤكدًا أن المقاومة اللبنانية حافظت على تماسك الميدان، مما منع العدو من تحقيق أهدافه.

وأكَّد العابد أن المفاوضات التي تجري مع الكيان الصهيوني تأتي كمحاولة لمنح الاحتلال صورة نصر زائف من خلال فرض الوصاية على القرار اللبناني، إلا أن هذه المفاوضات محكومٌ عليها بالفشل منذ بدايتها؛ لأنها تهدف لإعادة الاحتلال بصورة غير مباشرة على الشعب اللبناني، وهو ما لا يمكن للشعب اللبناني أو مقاومته القبول به.

وفي إشارة إلى زيارة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، شدد العابد على أنها لن تحمل أي جديد سوى إضاعة الوقت، بخاصة أن الولايات المتحدة تدعم الاحتلال بدلًا من وقف عدوانه، لكنه لم يستبعد إمكانية تغيُّر المواقف بعد الانتخابات الأمريكية بناءً على تطورات الميدان.

وتحدث العابد عن العمليات التي ينفذها جيش الاحتلال الصهيوني عبر الحدود اللبنانية والسورية، معتبرًا إياها سياسة قديمة لمحاولة إرباك المقاومة وفرض النفوذ، وأضاف أن الاحتلال يعتمد على الدعم الاستخباراتي الغربي والأمريكي لتنفيذ هذه العمليات، لكنه أكَّد أن هذه التحركات لن تؤدي إلى أي تغيير فعلي في قواعد الصراع.

وتطرق العابد إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إنهاء الحرب وتحقيق السلام، مشيرًا إلى أن هذا التصور لا يستند إلى حلول دبلوماسية حقيقية بل يقوم على البلطجة العسكرية وتوسيع نفوذ الكيان الصهيوني على حساب الشعوب العربية، وأكد أن ترامب يدعم أجندة توسعية للكيان الصهيوني، ما يجعل السلام المستدام أمرًا بعيد المنال في ظل هذه التوجهات.

وفي ختام الحوار، أكد نعمان العابد أن المقاومة هي العامل الحاسم في الصراع، وهي التي ستحدد مصير الكيان الصهيوني، مشددًا على ضرورة أن تستثمر الشعوب العربية صمودها الميداني لتحقيق انتصارات سياسية تُجبر العدو على تغيير سياساته والانسحاب من الأراضي المحتلة.