بقلم: يامن نوباني

"أطلب من الأشخاص الذين يهتمون بي، أو لديهم شيء من الاهتمام بي، أن يستغلوا وجودي في فلسطين المحتلة لكي يبحثوا جديًا عن معلومات بشأن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ولا سيما حول دور الولايات المتحدة الأميركية في استمراريته".

كان هذا آخر ما كتبته الناشطة الأميركيّة من حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني راشيل كوري، التي حاولت منع تقدم جرافة إسرائيلية في حي السلام بمدينة رفح لتدمير أحد المنازل وتجريف أراضي المزارعين، وهي ترفع شعار "كن إنسانًا"، إلا أن سائق الجرافة قام بدعسها والمرور بجرافته العسكرية مرتين فوق جسدها.

استهداف "كوري" هو امتداد حلقة استهداف متضامنين أجانب من جنسيات مختلفة، أعدموا وقتلوا بنيران قوات الاحتلال وجرافاته وقذائف دباباته، خلال ممارستهم حياتهم الطبيعية وأعمالهم الإنسانية ودعمهم للفلسطينيين.

ويوم الجمعة الماضية، قتل قناص من جيش الاحتلال في بلدة بيتا جنوبي مدينة نابلس المتضامنة الأميركية من أصل تركي عائشة نور عزقي إيغي "26 عامًا".

وصلت إيجي، فلسطين قبل أيام قليلة من استشهادها، لمساندة المزارعين ودعمهم أمام اعتداءات المستعمرين وجنود الاحتلال، الذين يرتبكون يوميًا انتهاكات بحق المواطن الفلسطيني وأرضه، من استيلاء وتجريف وتخريب وسرقة ثمار وهدم منشآت وغرف زراعية ومنع وصول وملاحقة وإجبار على مغادرة الأرض.

وقد شهدت الانتفاضة الثانية "أيلول 2000" زخمًا تضامنيًا مع الشعب الفلسطيني، ازداد مع مرور سنوات الاحتلال وتجبره وإجرامه. ودفع الكثيرون من الداعمين للقضية الفلسطينية حياتهم ثمن وقوفهم ومناصرتهم لحقوق الشعب الفلسطيني، وكان منهم الطبيب الألماني هارولد فيشر "68 عاماً" الذي أقام في بيت جالا في العام 1981، واستشهد في 2-11-2000، بقذيفة دبابة اسرائيلية، وذلك أثناء خروجه من منزله لتلبية نداء استغاثة من منازل مجاورة تعرضت للقصف الإسرائيلي. وبقيت جثته لأكثر من ساعتين في الشارع قبل أن تتمكن الطواقم الطبية من انتشالها وقد تعرضت أطرافه للبتر والتمزق والحروق.

فيما كان المصور الإيطالي "رافائيل تشيريلو" (42 عاماً) في مهمة لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية لتغطية أحداث الانتفاضة الثانية. واستشهد في 13-3-2002 بعد إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال داخل مدينة رام الله.

وفي 22-11-2002 أطلق قناص اسرائيلي النار بشكل متعمد البريطاني "إيان هوك" (54 عاماً) خلال عمله مديراً لفريق إغاثة تابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، خلال وجوده مع فريق عمله بهدف المساعدة في إعادة بناء مخيم جنين الذي هدمه الاحتلال في نيسان 2002.

وفي العام 2003 أيضًا، كان المخرج الويلزي جيمس ميلر "34 عاماً" يقوم بتصوير فيلم وثائقي عن الأطفال في قطاع غزة، بعنوان "الموت في غزة" وفي اليوم الأخير للتصوير، بتاريخ 2-5-2003، أطلقت دبابة اسرائيلية النار على ميلر مما أدى إلى استشهاده.

وفي 11-4-2003، أصيب المتضامن البريطاني توم هرندل "22 عاماً" بالرصاص الحي بعد أن أطلق قناص إسرائيلي النار تجاهه خلال قيامه بحماية ثلاثة أطفال فلسطينيين من جنود الاحتلال في رفح. دخل "هرندل" في غيبوبة طويلة، نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات لندن لتلقي الرعاية الطبية المتخصصة، ثم استشهد في 13-1-2004.

وفي يوم 31 مايو/أيار 2010 قتلت قوات الاحتلال عشرة أتراك وأصابت 56 آخرين من المتضامنين على متن سفينة "مافي مرمرة" التي أقلت 750 ناشطاً في مجالات حقوق الإنسان والسياسة من 37 دولة غالبيتهم من الأتراك، ضمن "أسطول الحرية" تحمل مساعدات إنسانية وأدوية للتخفيف من معاناة أهل غزة.