تعمل الولايات المتحدة على تقليص وجودها العسكري في القارة الأوروبية وإضفاء الطابع الأوروبي على حلف شمال الأطلسي، وتسليم المسؤولية الرئيسية عن الأمن الأوروبي إلى أصحابها. 

وفي هذا السياق، سلطت مجلة فورين أفيرز الأميركية، الضوء على احتمال خروج الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي والتخلي عن مسؤوليتها عن أمن القارة، بعدما رسخت أميركا نفسها خلال مئة عام تقريبا في القارة كمزود أمني رئيسي، مع موافقة الأعضاء الأوروبيين في حلف الناتو بالقيادة الأميركية. 

وكان دعم الولايات المتحدة لحلف شمال الأطلسي خطوة معقولة في ظل تهديدات عدة، ومع ذلك، حتى في ذلك الوقت، لم يكن هدف واشنطن هو تحمل المسؤولية الدائمة عن الأمن الأوروبي. وبدلاً من ذلك، كان المقصود من حلف شمال الأطلسي أن يكون وسيلة مؤقتة لحماية دول أوروبا الغربية أثناء تعافيها من الحرب العالمية الثانية.

ورأى المقال أن الوضع اليوم مختلف إلى حد كبير، للمرة الأولى منذ قرون، تفتقر أوروبا إلى قوة مهيمنة محتملة، ومع عدم وجود أي مرشح للهيمنة الأوروبية، لم تعد هناك حاجة للولايات المتحدة لتولي الدور المهيمن في المنطقة.

وبحسب المجلة، تبدأ أولى خطوات هذا الانتقال للمسؤوليات، بسحب الولايات المتحدة بعض قواتها العسكرية من أوروبا وإلقاء المسؤولية عن توفير القوات التقليدية للازمة لتأمين القارة على عاتق الأوروبيين، إذ اعتبرت المجلة أن سحب القوات والعتاد هو الخطوة الملموسة التي من شأنها أن تسرع قيام القيادة الأوروبية بتحمل مسؤولية الدفاع عن نفسها، ومنعها من الاستمرار في الاعتماد على الولايات المتحدة.