بقلم: الحارث الحصني

طوباس، الواقعة شمال الضفة الغربية، ضمن الشريط "الشفاغوري"، اقتحمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال النصف الأول من العام الحالي قرابة خمسين مرة، عاثت خلالها قتلاً واعتقالاً وتدميرًا للبنية التحتية والمركبات، وأعاقت الحركة الاقتصادية والزراعية في محافظة تُعتبر "سلة غذاء فلسطين".

- 37 شهيدًا في المحافظة

وودعت طوباس خمسة شهداء خلال يومين فقط من اقتحام الاحتلال لها، ثلاثة منهم من عقابا، واثنان من طوباس، أحدهما احتجز الاحتلال جثمانه بعد أن أطلق النار عليه في سهل عاطوف جنوب المدينة.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، استُشهد سبعة وثلاثين مواطنًا من طوباس، ثلاثة منهم استُشهدوا داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة الإهمال الطبي والقتل المتعمد، كان آخرهم مصطفى أبو عرة من بلدة عقابا.

- 264 معتقلاً من طوباس

ووفق نادي الأسير، فإن قفزة كبيرة في عدد حالات الاعتقال سُجلت في عموم أنحاء الضفة الغربية، وبالتحديد في طوباس.

ويقول مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة: إن "حصيلة اعتقالات محافظة طوباس منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر حتى اليوم مئتين وأربعة وستين معتقلاً، ستة منهم مصابون، اعتقلهم الاحتلال من مركبات الإسعاف، أو بعد محاصرتهم في منازل، ومنهم من كان مصاباً قبل الاعتقال بأيام، وثلاث نساء، للضغط على أبنائهن لتسليم أنفسهم".

- تدمير للممتلكات والبنية التحتية

في شوارع مخيم الفارعة الضيقة جنوب طوباس، لا تزال بعض المركبات التي دمرها الاحتلال خلال اقتحاماته، وبعض المنازل موجودة حتى اليوم بعد فقدان الأمل في إصلاحها.

وحتى نهاية أيار الماضي، تقول إحصائيات الحكم المحلي في طوباس: إن الاحتلال دمر خلال اقتحاماته المتكررة لمحافظة طوباس، تسعة وستين مركبة، قُدرت أضرارها بــ229300 شيقل.

وتبين الأرقام أن الاحتلال دمر حتى نهاية الشهر ذاته، ثلاثة وستين مبنى، سواء بشكل كلي أو جزئي.

وقُدرت الأضرار في الطرق، والمباني العامة، وشبكات المياه، والجدران الاستنادية بحوالي 201 ألف شيقل، فيما قدرت طواقم الحكم المحلي الخسائر في المرافق بحوالي 115 ألف شيقل.

- دولاب الاقتصاد يسير ببطء!

يقول مدير الغرفة التجارية والصناعية في طوباس معن صوافطة: إن "البطالة ارتفعت بـ50% في المحافظة، وهي نسبة مرتفعة، نظرا لطبيعة طوباس والأغوار الشمالية ذات اللون الزراعي".

ووفق دائرة الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الاقتصاد الوطني، فإن القطاع الزراعي، الذي يُعد من أكبر القطاعات في المحافظة، سجل خسائر بنسبة سبعين بالمئة، خاصة في الأيام الأولى من العدوان على غزة، لعدم تمكن المزارعين من تسويق منتجاتهم.

وفي قطاع الصناعة، قال صوافطة: إن الاحتلال يعيق إدخال المواد الخام اللازمة لتشغيل المنشآت الإنتاجية، وهو ما تسبب في تراجع الطاقة الإنتاجية وانخفاض حجم العمالة وزيادة تكلفة الإنتاج.

وذكر أن القطاع التجاري تضرر بشكل كبير من حيث الحركة الشرائية، وعدم قدرة المواطنين على الشراء، والاكتفاء بالمواد الأساسية، مضيفًا أن تراجع الوضع الاقتصادي كان العامل الكبير في إغلاق الكثير من المنشآت الصغيرة والمتناهية الصغر، خاصة النسوية منها.