جدد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأربعاء 2024/08/07، مطالبته الأمم المتحدة للقيام بتحقيقٍ دولي محايد حول ما يجري من عمليات تعذيب ممنهجة بحقّ المعتقلين الفلسطينيين، كُشف جزء مصور منه عبر ما سُرب إلى وسائل الإعلام، إلى جانب عشرات الشّهادات التي وثقتها المؤسسات المختصة، والكفيلة بإدانة ومحاسبة الاحتلال.

وقال نادي الأسير، في بيان له، تعقيبًا على شريط فيديو يظهر مجموعة من جنود الاحتلال ينفذون جريمة اعتداء بحقّ أحد معتقلي غزة، لم تعرف هويته ولا وضعه الصحيّ حتّى اللحظة، في معسكر "سديه تيمان"، إنّ "على جهات التّحقيق الدّولية، أن تطالب الاحتلال بتسجيلات الكاميرات الموجودة في السّجون والمعسكرات، والتي تشكّل اليوم جزءاً مركزيًا من بُنيتها، والتي من المؤكّد أنّها ستكشف المزيد من الجرائم المروّعة الموثقة بالأدلة إلى جانب الشّهادات التي تسعى المؤسسات لمتابعتها، كوجه من أوجه الإبادة المستمرة".

وأضاف: أنّ "هذه الجريمة واحدة من بين العديد من جرائم الاعتداء التي نفّذها جنود الاحتلال بحقّ معتقلي غزة، تحديدًا في معسكر "سديه تيمان"، الذي شكّل الشّاهد الأبرز على جرائم التّعذيب بحقّ المعتقلين الفلسطينيين في سجون ومعسكرات الاحتلال، استنادًا لإفادات وشهادات معتقلين جرى الإفراج عنهم من معسكرات الاحتلال، وكذلك استنادًا لزيارات محدودة تمت مؤخرًا من قبل عدة مؤسسات".

وبيّن أنّ هذه الجريمة الموثقة بالكاميرات، تؤكّد أنّ هناك المزيد من الأدلة المصورة والتي يملكها الاحتلال حول كل الجرائم التي نفّذت بحقّ المعتقلين في المعسكر وفي سجون أخرى.

وأشار نادي الأسير، إلى أنّ تسريب الفيديو جاء بالتزامن مع مناقشة قضية إغلاق معسكر "سديه تيمان"، وهو مقصود، حيث يحاول الاحتلال التركيز على معسكر "سديه تيمان"، وكأنه الحيز الوحيد من بين حيزات السّجون التي تُمارس فيها ذات الجرائم الممنهجة التي لا تقل بمستواها عن الفظائع التي مورست في هذا المعسكر، مشيرًا إلى أنّ سجن "النقب" شكّل واحدًا من أبرز السّجون التي مورست فيها اعتداءات جنسية بمستوياتها المختلفة، استنادًا لشهادات حصلت عليها المؤسسات المختصة، وبذلك فإن السعي لإغلاق هذا المعسكر إن تم، لا يعني أنّ جرائم التّعذيب انتهت، بل إنّ جميع الشهادات التي يتم الحصول عليها من معتقلين مفرج عنهم ومن الطواقم القانونية تشمل كافة السّجون والمعسكرات، بما فيها مراكز التّحقيق والتّوقيف المؤقتة.

ولفت النادي في بيانه، إلى أنّ جرائم التّعذيب والاعتداء إلى جانب جريمة التّجويع والجرائم الطبية الممنهجة التي يستخدمها الاحتلال بحقّ المعتقلين في سجونه ومعسكراته، جميعها جرائم ثابتة وممنهجة استخدمها الاحتلال تاريخيًا بحقّ المعتقلين ومنها الاعتداءات التي تشكّل في هذه المرحلة أبرز هذه الجرائم، وأنّ المتغير الحاصل اليوم، فقط هو حجم وكثافة هذه الجرائم وتوسيع دائرتها مقارنة مع أي فترة زمنية أخرى.

وأكّد أنّ تصاعد الحديث عن ادعاءات الاحتلال نيته فتح تحقيقات ومحاسبة الجنود المتورطين في هذه الجريمة، في معسكر "سديه تيمان" كواحد من بين عدة معسكرات وسجون تحتجز فيها سلطات الاحتلال معتقلي غزة هي محاولات مكشوفة للتهرب من أي تحقيق دولي يكشف جرائمها ويقود الى محاسبتها.

وأضاف: أن "هذه التحقيقات هي مجرد ادعاءات لا تحمل أي معنى لمنظومة تمارس الإبادة الجماعية على مرأى من العالم، وتمارس جرائم التّعذيب والإعدامات الميدانية أمام عدسات الكاميرا، وإلى جانب كل هذا فإنّ منظومة القضاء الإسرائيليّ شكّلت ركنًا أساسيًا في ترسيخ كل الجرائم الحاصلة اليوم، ومنها الجرائم المتواصلة بحقّ الأسرى والمعتقلين".

وأشار نادي الأسير، إلى أنّ الاحتلال ومنذ بدء حرب الإبادة يواصل رفض السماح لمنظمة الصليب الأحمر الدولي بزيارة المعتقلين، وفرض جريمة الإخفاء القسري بحقّ الغالبية من معتقلي غزة، هذا عدا عن عشرات المعتقلين الذين استشهدوا في سجون ومعسكرات الاحتلال من معتقلي غزة ولم يكشف الاحتلال عن هوياتهم.

وبلغ عدد المعتقلين في سجون الاحتلال حتى بداية آب/ اغسطس أكثر من "9900"، وهذا الرقم، وفقًا لنادي الأسير، لا يشمل كافة معتقلي غزة تحديدًا المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.