جدة لأربع أحفاد، قادتها ظروف الحرب من مخيم اليرموك في سوريا إلى برلين، لتصبح الأمين العام المقرر لاتحاد المرأة العربية في برلين. أرادت فاطمة توفير الدعم اللازم للنساء العربيات لتحقيق الاندماج الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع الألماني ليصبحن أكثر قوة.

في رحلة تعبر بين ضفاف الحنين للوطن ورغبة قوية في بناء مستقبل مشرق، تتجسد قصة فاطمة الطيب، المرأة الفلسطينية الجزائرية القاطنة في برلين، كرمز للتحدي والإصرار. بعد إرسالها لابنها إلى ألمانيا لبدء حياة جديدة، لم تكن تتوقع فاطمة أن تصبح هي أيضًا لاجئة في هذا البلد، ولكنها واجهت التحديات بكل قوة وعزيمة. 

فاطمة الطيب والجدة لأربعة أحفاد تعرف حالها بأنها فلسطينية جزائرية من مواليد مخيم اليرموك في سوريا. ولأصولها الجزائرية قصة أيضًا كما تقول حيث هاجر أسلافها في الماضي من الجزائر إلى سوريا بسبب ظروف الحرب هناك. بيد أنها ظلت متمسكة بأصولها الجزائرية كما تقول لتشغل فيما بعد منصب في الاتحاد العام للنساء الجزائريات في سوريا.

لدى قدوم فاطمة إلى ألمانيا آواخر عام 2014 كان من الواضح لها المشاكل التي تواجهها المرأة العربية في ألمانيا، فالعديد من النساء جئن لاجئات إلى ألمانيا بسبب ظروف الحروب في العراق وسوريا واليمن والصومال وقبلها أيضًا من فلسطين ولبنان. كانت فاطمة تنظر لما أمامها من مشاكل من منظور آخر مختلف. فهي قضت سنوات عمرها في العمل النقابي النسائي. وكانت عضوة في اتحادات عديدة للمرأة كما تقول لموقع لمهاجر نيوز.

وتقول فاطمة: "مشاكل المرأة كثيرة، فاللغة ليست العائق الوحيد أمامها، بل أيضًا العادات والتقاليد ومنظومة العائلة المختلف مع منظور العائلة في الغرب. والمرأة العربية مشاكلها قد تكون نسوية، ولكن أيضًا عائلية، فهي تسعى طوال الوقت من أجل الحفاظ على تماسك عائلتها وتوفير احتياجاتهم، بيد أنها في الغرب أصبحت وحيدة. بحيث غابت عنها العديد من الأمور التي كانت تساعدها في السابق في رعاية العائلة مثل العائلة الكبيرة والقدرة على التواصل مع المؤسسات الحكومية وتوفير المرشدين والخبراء المناسبين".

لذلك قررت فاطمة ضرورة إيجاد اتحاد خاص بالمرأة العربية في برلين، بحيث يتوفر لدى المرأة العربية بغض النظر عن بلدها حاضنة مؤسساتية تدعمها وتعينها على الاندماج بشكل أفضل في مجتمع ناطق بالألمانية، وتمكنها من فهم أفضل بحقوقها وواجباتها من أجل تعزيز وجودها وذاتها في الغربة.

ولأن الاتحاد قوة كما تقول فاطمة، سعت منذ البداية إلى التواصل مع النساء العربيات اللواتي سبقنها بالقدوم إلى ألمانيا وكون لديهن خبرة كافية من أجل نقل هذه الخبرة إلى الأخريات اللواتي يحتجن الدعم والمساعدة.

وبعد جهود كبيرة وإجراءات بيروقراطية عديدة تمكنت النساء من عقد مؤتمر تأسيسي، وتم إقرار القوانين التأسيسية المطلوبة وتم اجراء انتخابات كما طلبت الدوائر الحكومية في برلين، وتم في المؤتمر انتخاب فاطمة الطيب لتكون الأمين العام المقرر للاتحاد. 

وتقول فاطمة: أنا "مسرورة للغاية لما يحدث أعلم أن هذه الإجراءات قد يراها البعض بسيطة إلا أنها مهمة جدًا من أجل تأسيس اتحاد نسائي يعنى بالمرأة العربية في برلين، وهو ما سينعكس على واقع المرأة العربية هناك، وقد نرى تحركات مماثلة للانتشار داخل مدن ألمانية وأوروبية أخرى. ومن أجل ذلك تنعقد الآمال وسنسعى لذلك بكل جهدنا".