إسرائيل الاحتلال والعدوان تواصل حربها الفاشية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، خاصةً في قطاع غزة الذبيح الذي شهد يوم أمس الأول مجزرة جديدة في مخيم النصيرات، ما زالت حركة حماس تواصل النكران المطلق للواقع في خطابها، وتصريحاتها، ومؤتمراتها الصحافية التي تنقلها فضائيات الخديعة، على نحو يشي بتوله ساخن بهذا النكران، تعززه هذه الفضائيات بمقابلات تحليلية سياسية، لمجموعة من صبيان الإخوان المسلمين، وخبراء التنظير الاستراتيجي، من جماعة " الممانعة". هم غالبًا ذاتهم في كل مرة، وكأنهم درس مقرر في منهاج الترويج  "لطوفان الأقصى" من قبل هؤلاء الصبيان، وهذه الجماعة، ومع أزدهار هذا النكران المميت، تواصل حماس السير في دروب الآخرين، ولا يخطر على بالها، أن تأتي نحو الدروب الوطنية، وأن تطرق أبواب الشرعية الفلسطينية، الوطنية، والنضالية، والدستورية، وليست أكاذيب غازي حمد، في هذا الأطار، التي زعم فيها أن حماس تريد حكومة وحدة وطنية، سوى مناورات إعلامية، يصدقها البعض داعيًا الشرعية، لتشكيل هذه الحكومة، وكأن الشرعية بقيادتها المسؤولة هي من يعيق ذلك، حتى اللحظة.

وللتوضيح أكثر في هذا السياق، فإن الدعوة الجدية، والصحيحة، ينبغي أن توجه أولاً لحركة حماس، فهي التي ما زالت تدور في تلك الدروب الإقليمية البعيدة، بل وما زال خطابها الإعلامي يهاجم قيادة الشرعية، ويشكك بمواقفها الحكيمة والمسؤولة.

والواقع أنه ما من خطاب للقيادة الشرعية، خلا من الدعوة للوحدة الوطنية، كضرورة انتصار حين تمكينها تحت راية منظمة التحرير الفلسطينة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والواقع أيضا أن سبع عشرة سنة، من الانقلاب الدموي العنيف على الشرعية، سجلت للقيادة الشرعية صبرًا لا مثيل له، من أجل المصالحة الوطنية، على كل أدعاءات حركة حماس، وخطاباتها التحريضية، ومناوراتها الإعلامية، لعل المصالحة تحقق غايتها المرجوة، فتنهي الانقلاب، وما حقق من انقسام بغيض. 

أبواب الشرعية، مشرعة، ولا تحتاج إلى من يطرقها، والطريق إليها دائمًا سالك، لكن حماس لا ترى، ولا تريد أن ترى ذلك حتى الآن، وبنكران مطلق ما زالت تتوهم أن بإمكانها أن تعود لحكم غزة، بالانقسام ذاته، وهذه هي الطامة الكبرى.