بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الاثنين 20- 5- 2024

*رئاسة
سيادة الرئيس يعزي بوفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته

تقدم سيادة الرئيس محمود عباس، بأحر التعازي والمواساة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعبًا، بوفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين عبد اللهيان، في حادثة تحطم المروحية.
وأضاف سيادته: نتقدم بخالص التعازي والمواساة إلى الشعب الإيراني الشقيق، بوفاة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية، والوفد المرافق لهما، داعيًا الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويلهم أسرهم الصبر والسلوان، مؤكدين تضامن دولة فلسطين وشعبها مع القيادة والشعب الإيراني في هذا المصاب الجلل.

*فلسطينيات
رئيس الوزراء يبحث مع وزير خارجية السويد الجهود الإغاثية في غزة ووقف اعتداءات جيش الاحتلال والمستعمرين بالضفة

استقبل رئيس الوزراء، وزير الخارجية والمغتربين، د. محمد مصطفى، يوم الأحد في مكتبه برام الله، وزير خارجية السويد توبياس بيلستروم، وبحث معه آخر المستجدات في فلسطين، وتعزيز الجهود الإغاثية والإنسانية في قطاع غزة، واعتداءات جيش الاحتلال وإرهاب وعنف المستعمرين في الضفة.
وشدد رئيس الوزراء على أولوية وقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة، وتعزيز الجهود الإغاثية والإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية في القطاع، ووقف اعتداءات جيش الاحتلال وإرهاب وعنف المستعمرين في الضفة.
وأشار د. مصطفى إلى أن الاستيطان وإرهاب المستعمرين يشكلان عقبة أمام السلام وتحقيق حل الدولتين، وأن اليوم التالي لقطاع غزة هو إعادة توحيد شطري الوطن ووحدة المؤسسات في ظل الدولة الفلسطينية المستقلة.
ودعا إلى ضرورة دعم موازنة الحكومة، مستعرضا الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة نتيجة استمرار عدوان الاحتلال على شعبنا، واستمرار إسرائيل الاقتطاع من أموال المقاصة واحتجازها الذي يهدد قدرة الحكومة على الإيفاء بالتزاماتها.
واستعرض رئيس الوزراء أجندة الحكومة في الإصلاح والتطوير المؤسسي، والبنود التي تم تنفيذها والتي يجري العمل عليها، ومختلف خطط الإصلاح على المستويين المتوسط والبعيد.
كما ثمن رئيس الوزراء دعم السويد المستمر لفلسطين وموقفها الثابت الداعم لحل الدولتين والشجاع باعترافها بدولة فلسطين، داعيا في هذا السياق الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين للمسارعة والاعتراف بها لدعم لحل الدولتين والحفاظ عليه.
من جانبه، عبر وزير خارجية السويد عن دعم بلاده لجهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدانة الاستيطان باعتباره مخالفا للقانون الدولي، وفرض عقوبات على إرهاب المستعمرين، ودعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ككل.
يذكر أن السويد قدمت ما يقارب 35 مليون يورو كمساعدات إغاثية وإنسانية لقطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وستقدم 10 ملايين يورو إضافية لإغاثة أبناء شعبنا في غزة.
وحضر الاجتماع وزيرة الدولة للشؤون الخارجية فارسين اغابيكيان شاهين، وسفيرة فلسطين لدى السويد رولا المحيسن، والقنصل السويدي العام يوليوس ليليستروم.

*مواقف "م.ت.ف"
المجلس الوطني يشارك في اجتماعات الجمعية العامة لبرلمان البحر البيض المتوسط

اختتم وفد من المجلس الوطني الفلسطيني مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة لبرلمان البحر الأبيض المتوسط والتي عقدت في مدينة براغا بالبرتغال على مدار ثلاثة أيام من 14-16 أيار/مايو الجاري، بمشاركة مندوبين من 36 دولة وبرلمان، إضافة إلى المنظمات الدولية من ضمنها الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية.
وترأس الوفد، عضو المجلس، نائب رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط بلال قاسم، وعضو المجلس أحمد معروف.
وركّزت النقاشات في اللجنة الدائمة الثالثة للبرلمان، على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وما قامت به من جرائم حرب طالت مناحي الحياة كافة في القطاع، واعتداءات المستعمرين الإرهابيين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ضمن سياسة التطهير العرقي المتبعة والممنهجة لتهجير السكان وطردهم خارج الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأكد الوفد الفلسطيني في مداخلاته خلال اجتماعات اللجان واجتماع مكتب الرئاسة للبرلمان المتوسطي، أن ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي هي حرب إبادة جماعية ممنهجة تستهدف الشعب الفلسطيني.
كما أكد الوفد تمسك شعبنا وقيادته الشرعية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والمجلس الوطني الفلسطيني، برلمان الشعب الفلسطيني، بخيار السلام العادل والدائم والذي يشمل حقنا بالقدس الشرقية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، كحل سياسي بعيدًا عن ساحات الحروب والإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة اليمين المتطرفة والتي تصرّح ليلاً نهاراً بضرورة التخلص من الشعب الفلسطيني وتهجيره، حتى وصل الـأمر بالمطالبة بإلقاء قنابل ذرية ونووية على غزة.
وتبنى اجتماع البرلمان المتوسطي العديد من القرارات لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، أهمها اعتماد قرار يدعو لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد شعبنا في قطاع غزة، وضرورة استمرار دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
كما اعتمد قرارا يتبنى المبادرة العربية للسلام التي صدرت عن القمة العربية عام 2002، والتي تهدف إلى إقامة سلام عادل وشامل على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتم إقرار المشاركة في تنظيم قمة المستقبل في أيلول/سبتمبر المقبل في مقر الأمم المتحدة.
وعلى هامش الاجتماعات، التقى الوفد الفلسطيني مع رؤساء وأعضاء الوفود المشاركة.
وخلال لقائه مع الوفد، نقل رئيس البرلمان البرتغالي، الدولة المضيفة للاجتماعات، تحياته لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، وأكد موقف البرتغال الداعم لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، وأنها صوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على أحقية دولة فلسطين بالعضوية الكاملة، وتعمل مع الاتحاد الأوروبي من أجل ذلك.
كما التقى الوفد مع رئيس برلمان الجبل الأسود، الذي أكد موقف بلاده الثابت والداعم لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعلى عمق العلاقة بين الشعبين.
وأكد رؤساء وأعضاء الوفود البرلمانية العربية المشاركة في الاجتماعات والنقاشات خلال كلماتهم، موقفهم المساند للشعب الفلسطيني حتى نيل كامل حقوقه.
كما عبرت وفود تركيا وقبرص واليونان والعديد من البرلمانات الأوروبية، عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، ومطالبتها بوقف فوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتخلل الاجتماعات، تكريم الأطباء والمسعفين الفلسطينيين العاملين في مستشفيات قطاع غزة، تقديرا لما يبذلونه من تضحيات وجهود في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، حيث تسلم التكريم عضو المجلس الوطني بلال قاسم، وسط تصفيق حار من الحضور.

*عربي دولي
إيرلندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الجاري

قال رئيس الوزراء الإيرلندي سيمون هاريس: أن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال أيار/ مايو الجاري.
وأوضح هاريس في كلمة ألقاها لمناسبة إحياء ذكرى ضحايا المجاعة الإيرلندية الكبرى بين عامي 1845 و1852 بالعاصمة لندن، أن موقف بلاده من قضايا الشرق الأوسط واضح، مؤكدًا ضرورة وقف العنف فورًا ووصول المساعدات الإنسانية دون عائق بسبب الكارثة الإنسانية التي تحدث في غزة.
وأشار هاريس إلى أن إيرلندا تتحرك مع الدول التي تريد الاعتراف بدولة فلسطين.
يُذكر أن 8 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين وهي: بلغاريا، وبولندا، والتشيك، ورومانيا، وسلوفاكيا، والمجر، وإدارة جنوب قبرص الرومية، والسويد.

*إسرائيليات
"نتنياهو" منع رئيسي الموساد والشاباك من الاجتماع بمسؤولين أميركيين

منع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، كبار المسؤولين في حكومته، من الاجتماع بمسؤولين أميركيين، في محاولة للسيطرة على الرسائل التي تتلقاها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بشأن الحرب على غزة.
جاء ذلك بحسب ما أورد المراسل السياسي لموقعي "أكسيوس" الأميركي و"واللا" الإسرائيلي يوم الأحد 2024/05/19؛ نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، اعتبروا أن نتنياهو يحاول منع واشنطن من الحصول على معلومات حول الحرب تتعارض مع خطه.
وكشف التقرير أن نتنياهو منع رئيسي الموساد دافيد برنياع، والشاباك رونين بار، من الاجتماع بالقائم بأعمال رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي السناتور ماركو روبيو، خلال زيارته لإسرائيل قبل نحو ثلاثة أسابيع.
ولفت التقرير إلى أن نتنياهو منع عقد العديد من اللقاءات والاجتماعات التي كانت مقررة بين مسؤولين أمنيين واستخباراتيين إسرائيليين ونظرائهم في إدارة بايدن أو في الكونغرس الأميركي، منذ هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ويرى مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن السبب الذي يدفع نتنياهو لمنع عقد هذه الاجتماعات هو رغبته في السيطرة على المضامين التي يتلقاها أعضاء الكونغرس وكبار المسؤولين في إدارة بايدن من تل أبيب.
يأتي ذلك على وقع تصاعد التوتر في العلاقات بين الجانبين على خلفية إدارة نتنياهو للحرب على غزة.
وذكر التقرير أن السناتور روبيو الذي يعتبر داعمًا كبيرًا لإسرائيل، قام بزيارة إسرائيل خلال عطلة عيد الفصح اليهودي، وطلب مقابلة رئيسي الموساد والشاباك في إطار عمله كنائب لرئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس.
وخلال الزيارة التي أجريت في نهاية نهاية نيسان/ أبريل الماضي، التقى نتنياهو مع روبيو لكنه لم يسمح له بعقد اجتماعات مع قادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية. ورفض مكتب نتنياهو ومكتب روبيو التعليق على ما ورد في التقرير.
وشدد التقرير على أن قرار نتنياهو بهذا الشأن لم تكن موجهة شخصيا ضد روبيو.
وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون كبار: إن "منع اللقاءات يأتي على خلفية تصاعد الريبة والشك والبارانويا بين في التعامل بين نتنياهو وبين وقادة الأجهزة الأمنية منذ بداية الحرب"، بحسب التقرير.
ويعتقد العديد من قادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، أن رفض نتنياهو إجراء مناقشة إستراتيجية حول "اليوم التالي" للحرب على غزة (في إشارة لمستقبل القطاع الفلسطيني) تضر بالمصالح الإسرائيلية.
وذهب المسؤولون إلى أبعد من ذلك، إذ أوضحوا أن بعض قادة الأجهزة الأمنية يعتقدون أن نتنياهو يتخذ القرارات مدفوعا باعتبارات سياسية تتمثل ببقائه الشخصي في سدة الحكم وليس اعتبارات الأمن القومي الإسرائيلي.
وأوضحت المصادر أن نتنياهو مرتبط بشكل كامل على المتطرفين في حكومته، بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير، اللذين يريدان القضاء على السلطة الفلسطينية واحتلال قطاع غزة.
وأوضح التقرير أن اجتماع قادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بمسؤولين أميركيين، لا يعد أمرًا استثنائياً؛ إذ أنه على مدى العقود الماضية، اجتمع وفود الكونغرس وكبار المسؤولين في البيت الأبيض الذين يزورون إسرائيل بقادة الأجهزة الأمنية.
ولفت التقرير إلى انخفاض كبير في عدد الاجتماعات التي عقدها رئيسًا الموساد والشاباك مع المسؤولين الأميركيين منذ بدء الحرب، إذ أن نتنياهو لم يصادق إلى على اجتماع واحد أجراه برنياع وبار مع أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي.
وأكد مسؤول أميركي رفيع أن واشنطن طلبت الاجتماع برئيسي الموساد والشاباك عدة مرات منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ونتنياهو منع ذلك؛ كما منع نتنياهو اجتماعًا بين وزير الخارجية الأميركي، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي.

*أخبار فلسطين في لبنان
زاوية لوحدة الإسعاف والطوارئ في معرض الخيم في نهر البارد بمناسبة النكبتين

بمناسبة الذكرى الـ "٧٦" لنكبة فلسطين والذكرى الـ "١٧" لنكبة نهر البارد، وبدعوة من شبكة حماية الطفل، وهيئة المناصرة في مخيم نهر البارد، شاركت وحدة الإسعاف والطوارئ لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان -فريق نهر البارد بمسيرة العودة تضامنًا مع أهلنا في غزة وفلسطين، والتي انتهت عند معرض الخيم على الشارع العام في نهر البارد.
حيث نظمت الوحدة زاوية خاصة لها ضمن المعرض عرضت معداتها، وقامت بحملة فحوصات متنوعة للمشاركين بالمسيرة والمعرض "فحوصات ضغط وسكري وقياس النبض والاوكسيجين" وذلك بالتنسيق المشترك مع فوج نهر البارد بأفواج الإطفاء الفلسطينية.
ولاقت مشاركة فرق الوحدة في المعرض تفاعل كبير من الحضور وإقبال على الفحوصات.

*آراء
خطاب السؤال.../ بقلم: محمود أبو الهيجاء

لم يضع سيادة الرئيس أبو مازن النقاط فوق حروفها، فقط في خطابه القصير المكثف، أمام القمة العربية في البحرين، وإنما جعلها أيضا كلمات بحد ذاتها، كلمات بالغة الوضوح، والمعرفة، والموقف، لكل حرف، بنقطته، كلمته الدالة على المعنى المباشر، وغير المباشر في آن واحد ولأن الصراحة ببلاغتها الصادمة غالبًا، هي نهج الرئيس أبو مازن، وأساس خطابه السياسي، المحمول على قيمه الوطنية، وأخلاقياته المسؤولة، تفتح الخطاب على حقيقة ما ينبغي أن يكون هناك من موقف دولي وعربي بعيدًا عن  مراوغات البلاغة ومخاتلاتها وتحليقاتها الإنشائية، تجاه ما يجري من حرب إبادة للقضية الفلسطينية، وعلى قاعدة السؤال الجارح، "إلى متى سيستمر هذا الإرهاب الإسرائيلي؟ ومتى تنتهي هذه المأساة، ويتحرر شعبنا ودولتنا من الاحتلال؟"، إنه السؤال الذي لا يخاطب الضمير فحسب، عربيا كان هذا الضمير أم عالميًا، وإنما يخاطب التاريخ كذلك، ليعقد محاكماته التي ستدين ولا شك كل من ظل في تلك المراوغات والتحليقات الإنشائية، هاربًا من تحمل مسؤولياته الأخلاقية، والإنسانية، وقد لا يكون ذلك بعيدًا بعد الآن.
ولا يطرح سيادة الرئيس أبو مازن هذا السؤال في قاعة امتحان، من أجل إجابة لفظية، وإنما يطرحه في بيت المقام العربي، أولاً وخاصة، من أجل أن يعلو هذا المقام، لا بالجواب اللفظي الذي يريح ويستريح، وإنما بالموقف العملي الذي يضع سقفا زمنيا للخلاص من الإرهاب والمأساة، فإن لم يحدث هذا اليوم، فلا شك أنه سيكون بعد حين، وخاصة عندما يمتلك الأشقاء العرب، تمام اليقين، أن الأمن القطري، والقومي العربي، هو من أمن فلسطين، حين هي حرة، في دولتها المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية، وبمعنى لا أمن، ولا استقرار، ولا ازدهار في العالم العربي، دون فلسطين الدولة الحرة المستقلة. وعلى هذا شكل خطاب سيادة الرئيس أبو مازن في الواقع البيان الافتتاحي، والختامي للقمة العربية، ولهذا سنرضى بهذه القمة، قمة عربية خالصة، بروح الأمة وقيمها الأصيلة، طالما نحن هذه الروح، وأصحاب هذه القيم، وبهذا الصوت الذي لطالما كان، وسيظل معليًا خطاب الحق، والحقيقة، ولهذا لن نكون على مفترق طرق مع أي من أشقائنا العرب، فهم الأهل وإن ضنوا علينا.
هذا هو خطاب فلسطين، وإنه الخطاب الذي لم يتجاهل كذلك، لصراحته ومسؤوليته، وشجاعته، بواعث الخلل في ساحته الداخلية، وهو يشخص خطر القرارات المنفردة، وعبثها التي وفرت الذرائع لإسرائيل لتشغل نيران حربها الفاشية ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة  المكلوم، وفي الضفة الفلسطينية المحتلة، كما أنها القرارات التي أنتجت هوس التعلق بأوهام الإمارة، التي ما زالت تقود لرفض حركة حماس إنهاء الانقسام، الذي صب عمليًا في مصلحة إسرائيل، ضد فلسطين ومشروعها التحرري، وبصفة خاصة ضد قطاع غزة، فقد حاصرته طويلاً، وأوهمته كثيرًا - ألم تكن المنح المالية التي كان الشاباك يوافق على وصولها لخزائن حماس، هو التوهيم المبالغ فيه في هذا الإطار- وها هي اليوم تعود إسرائيل لاحتلاله، وبذريعة السابع من أكتوبر، جعلته ذبيحا ما زال ينزف حتى اللحظة.
ويبقى أن نوضح أيضًا لخطاب فلسطين المواقيت كلها، ولا يساوم هذا الخطاب على ذلك، ليكون من فوق أي منبر، وفي أي وقت، ليعلي كلمة الحق والحقيقة، لعل الذين ما زالوا غارقين في أحلام اليقظة، سادرين في غي الانقسام البغيض، لعلهم يصحون من هذه الأحلام، وهذا الغي المدمر، ليروا الواقع على حقيقته الموجعة، أهلنا في قطاع غزة اليوم عطاشى يتضورون جوعا، ونازحون بلا وجهات آمنة، الشهداء الضحايا فاقوا الخمسة وثلاثين ألفاً، والجرحى أكثر من ثمانين ألفًا، بلا مستلزمات الشفاء والرعاية الصحية، وحملات الاعتقالات التعسفية التي تواصلها قوات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في الضفة المحتلة، حملات يومية بالعشرات والمئات. فأي المواقيت هي الأجدى لقول خطاب فلسطين، وأهلها تحت النار على مدار الأربع وعشرين ساعة يوميًا.
وبعد، لا تلزمنا الحياة بضرورة معرفة كل شيء، لكن من الضرورة أن نعرف الأشياء والمواقف والسلوكيات والسياسات التي تجعل الحياة ممكنة بشروطها الآدمية والأخلاقية والسيادية، حتى لو كان ذلك مكلفا، وهذا ما يصبو إليه، وما أراده ويريده خطاب فلسطين على لسان الرئيس أبو مازن، تلزمنا حياتنا الوطنية خاصة، أن نعرف من هو الصادق، ومن هو الكاذب، في كل ما يتعلق بقضيتنا الوطنية، وتطلعاتنا المشروعة والعادلة، تلزمنا أن نعرف من هو الذي يتاجر بهذه القضية، ومن هو الذي يدافع عنها، ويسعى لنصرتها، وتلزمنا قبل كل شيء أن ندرك طريق الحق، كي لا نتيه في طريق الباطل، ونعرف أن طريق الحق موحشة، لقلة سالكيها، وفق ما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، لكنها تظل الطريق التي توصل للخلاص، والحياة المزدهرة، بالحرية، والسيادة، والاستقلال.

إذا كان لنا أن نوجز بعد كل هذا القول، فإن خطاب سيادة الرئيس عباس في قمة المنامة، هو الخطاب الذي يحمل كل هذه المعاني، وهذه التطلعات، كما أنه الخطاب الذي يدعو العالم أجمع لصحوة أخلاقية فاعلة، بكل ما تحمل كلمة الصحوة من معان ودلالات، الصحوة الضرورة قبل فوات الأوان.