انكشف مخطط حكام طهران، وبدت سوأة أدواتهم التنفيذية: جماعة الإخوان المسلمين، وفرعهم المسلح في فلسطين المسمى "حماس" ومعهم جماعة "الجهاد الإسلامي" بعد الاعلان جهارًا عن مقر غرفة أركان عملياتهم في طهران، فالهدف النهائي لما يسمى "فيلق القدس" السيطرة على عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، واستباحة الضفة الشرقية لنهر الأردن، واغتيال المشروع الوطني الفلسطيني، بسلاح الانفلات الأمني، الذي بدأ ينتشر ويتوسع كالفايروس في الضفة الغربية، تحت مسميات تبدو نبيلة، لكن مجموعات عليها الف علامة استفهام، بسبب استهدافها المؤسسة الأمنية الفلسطينية، والاستقرار الداخلي وتهديدها للسلم المجتمعي والأهلي ايضا، وانتهاجها أساليب العصابات، كفرض الأتاوات والخاوة على مواطنين ومؤسسات، وأحدثها حادثة اطلاق النار على مقر بلدية دير الغصون في طولكرم، وهذا انحراف مشهود عن الأهداف الوطنية، وبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية السياسي، فهذه المجموعات المصطنعة بأيد خارجية، والمسيرة بريموت كونترول (الغرفة السوداء) تطلق عشر رصاصات على آليات جيش الاحتلال المضادة حتى للقذائف الصاروخية للتمويه، ويطلقون تسعين رصاصة من المئة على مقرات المؤسسة الأمنية الفلسطينية، تمولهم وتسندهم لوجستيًا جهات القاسم المشترك بينها العدائية المطلقة للمثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني (منظمة التحرير الفلسطينية) وهدف اسقاط السلطة الوطنية.
لكن هذه الجهات لن تتمكن من بلوغ اهدافها دون السيطرة على الضفة الشرقية لنهر الأردن، أي المملكة الأردنية الهاشمية، وبما أنه لا وجود لجماعات مسلحة في المملكة تعهد اليها مهمة ضرب ركائز الاستقرار والأمن في المملكة، فإن البديل هو جماعة الاخوان المسلمين، عبر أسوأ وأفظع وأنذل وأحقر استثمار لدماء الشعب الفلسطيني المسفوكة في حملة الابادة الصهيونية على شعبنا، المستمرة منذ ستة شهور، أما الهدف البعيد والمرئي بوضوح، فهو تهيئة الظروف ليكون الأردن الشقيق (الوطن البديل)، فيبدأ العد العكسي لتنفيذ مخطط التهجير القسري من الضفة الغربية بما فيها القدس لتسهيل عمليات تهويدها، ونعتقد أن قيادة المملكة الأردنية الهاشمية التي استطاعت بحكمتها تجنيب الشعب الأردني، تداعيات المؤامرة الاخوانية المنخرطة في خطة الفوضى الخلاقة، او ما سمي الربيع العربي، ستكون في موضع استهداف مباشر، لرفضها التهجير القسري، ومواقفها المنسجمة مع موقف القيادة الفلسطينية، فيما يتعلق بالحق الفلسطيني، وباستقلال الشعب الفلسطيني في دولة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران بما فيها القدس الشرقية، فقيادة وشعب المملكة مستهدفان، بالتزامن مع استهداف القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، أما أدواتهم فجاهزة، حيث يتم تفعيل وحشد منتسبي الاخوان تمهيدا لساعة الصفر في الشارع، عبر استغلال مشاعر الجماهير الأردنية الصادقة مع الشعب الفلسطيني، إذ لا انكشاف افصح من مضامين الهتافات التي يطلقها المندسون عن سابق تصميم وترصد، التي لا علاقة لها بغزة، أو القدس، أو الحق الفلسطيني، فالمقصود حرف اتجاه الشارع – نعتقد أنهم لن يفلحوا بفضل وعي الشعب الأردني الشقيق، وقدرة القيادة في المملكة على وأد مؤامرة حكام طهران وأدواتهم، الذين ما زالوا يعتقدون بإمكانية السيطرة على العاصمة الخامسة من دول المشرق العربي، مع منح منظومة الاحتلال الاسرائيلي ضمانات لإبقاء أم العواصم (القدس) تحت سيطرتها، وغض الطرف عن عملية تهويدها، فعينهم تتطلع للسيطرة على رأس البحر الأحمر شمالا (خليج العقبة)، للضغط على جمهورية مصر العربية بعد سيطرتهم التامة على مدخله الاستراتيجي الجنوبي عند باب المندب، وقد يكون صحيحا أن جماعة الاخوان المسلمين تساوم الادارة الأمريكية على تمكينهم من المملكة مقابل تمكين منظومة الاحتلال (اسرائيل) من قطاع غزة، وذلك لاستعادة احياء مشروعهم الذي ضرب بقوة الوعي الشعبي الجماهيري والرسمي في مصر وتونس.
نحن على ثقة بسقوط المخطط الايراني الاخواني في المملكة الأردنية الهاشمية، فقد أسقطتهم فلسطين من قبل، ولم تمكنهم من اصطناع بدائل عن منظمة التحرير، وبات الشعب مقتنعًا أن أدواتهم لم يجلبوا إلا الكوارث والشاهد قطاع غزة! ولن يفلحوا في المملكة الأردنية بفضل حكمة وقوة وصلابة قيادتها، وتمسك شعبها وإيمانه بفكرة الاستقلال والسيادة والقرار الوطني المستقل لكل من المملكة الأردنية الهاشمية، والدولة الفلسطينية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها