وجه الحبر الأعظم البابا فرنسيس، اليوم الأربعاء، رسالة للمسيحيين الكاثوليك في الأرض المقدسة، عشية عيد الفصح المجيد.
وقال البابا فرنسيس في رسالته: "أفكّر فيكم منذ زمن، وأصلي من أجلكم كل يوم. والآن، في عشيّة عيد القيامة المجيد، المليء لكم بالآلام الكثيرة ونور القيامة ضئيل، أشعر بالحاجة إلى أن أكتب إليكم لأقول لكم إنّني أحملكم في قلبي".
وأضاف: "أنا قريب منكم جميعًا، في طقوسكم المختلفة، أيها المؤمنين الكاثوليك الأعزاء المنتشرون في جميع أنحاء الأرض المقدسة: ولا سيّما الذين يعانون، في هذه الظروف الصعبة، بشكل مؤلم جدًا من مأساة الحرب الهوجاء، والأطفال الذين حُرموا المستقبل، والذين يبكون ويتألمون، والذين يعيشون في القلق والضياع".
وتابع البابا في رسالته: "الفصح، قلب إيماننا، له معنى أبلغ لكم، أنتم الذين تحتفلون به في الأماكن التي عاش فيها السيد المسيح، من دون الأرض التي تسكنونها منذ قرون، وحيث تريدون أن تبقوا، وهو صواب أن تبقوا، لا يوجد تاريخ خلاص ولا جغرافية خلاص. شكرًا على شهادتكم للإيمان، وشكرًا للمحبة فيما بينكم، وشكرًا لأنّكم تتمسكون بالرجاء رغم ضياع كل رجاء".
وقال البابا فرنسيس: "أريد أن يشعر كل واحد منكم بمحبتي كأب، يعرف آلامكم ومصاعبكم، وخاصة تلك التي واجهتموها في الأشهر الأخيرة. ومع محبتي، أريد أن تشعروا بمودة جميع الكاثوليك في العالم".
وأضاف: "أفكر فيكم، وأتذكر الحج الذي قمت به بينكم منذ عشر سنوات، وأُردّد كلمات القديس البابا بولس السادس، أول خليفة لبطرس حَجّ إلى الأرض المقدسة، التي وجهها إلى جميع المؤمنين قبل خمسين سنة: استمرار حالة التوتر في الشّرق الأوسط، دون اتخاذ خطوات حاسمة نحو السلام، يشكّل خطرًا جسيمًا ومستمرًا، لا يهدّد فقط هدوء وأمن السكان هناك- وسلام العالم أجمع – بل أيضًا بعض القيم العزيزة جدًا لعدة أسباب على جزء كبير من الإنسانية".
وتابع: "في هذه الأوقات المظلمة، التي فيها يبدو أنّ ظلام الجمعة العظيمة يُغَطّي أرضكم وأنحاء كثيرة جدًا من العالم التي شوهها جنون الحرب التي لا فائدة منها، والتي هي دائمًا وللجميع هزيمة دموية، أنتم شعلة مضاءة في الليل، أنتم بذور صلاح في أرض مزّقتها الصراعات".
ودعا البابا الفرنسيس، جميع المسيحيين في العالم ليُظهِروا دعمهم للمسيحيين في الأرض المقدسة بالعمل، وليُصَلُّوا لهم دون كلل، لكي يَنعم أخيرًا جميع السكان بالسلام.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها