ولد في مدينة الهفوف- شرقي المملكة العربية السعودية عام 1940.
الراحل الكبير ،هو الدبلوماسي وأحد أهم رموز التكنوقراط في المملكة العربية السعودية، وهو أيضاً الأديب والشاعر والمفكر.
رحل غازي القصيبي عن عالمنا في الخامس عشر من آب الجاري، عن سبعين عاماً، وبعد صراع طويل مع مرض السرطان.
تبوأ إدارات ووزارات عدة، كما عمل سفيراً لبلاده في المملكة المتحدة حتى عام 2002.
استقال ذلك العام من منصبه كسفير، ومتخلياً أيضاً عن اي عمل في المجال الحكومي والرسمي، وتفرغ للكتابة نهائياً.
سبب الإستقالة قصيدته "للشهداء" التي مجَّد فيها الإستشهادية آيات الأخرس- إبنة كتائب شهداء الأقصى، والتي رافقها صخب واسع في بريطانيا من قبل الجماعات اليهودية والقوى المؤيدة لإسرائيل، كما تخللها انتقادات واسعة من قبل الحكومة البريطانية وعدد كبير من نواب مجلس العموم.
وبعد تلك الضجة ردَّ القصيبي على الذين استهدفوه هو والمملكة العربية السعودية، التي يمثلها من خلال موقعه الدبلوماسي، في 24- 4 - 2002، حيث خاطبهم قائلا: أنا مستعد لتغيير رأيي، إذا وافقت هذه الأوساط على وصف شارون – الذي كان رئيساً للحكومة الإسرائيلية آنذاك- ومن هم على شاكلته في إسرائيل بأنهم إرهابيون.
حياته كانت حافلة بالنشاط والحيوية والحضور المميز، والتي تشمل كافة المواقع والمستويات التي عمل بها. كان من حصاد ذلك أيضاً حوالي عشرين كتاباً ورواية والكثير من المشاركات الأدبية والمحاضرات.
في الشعر كتب القصيبي: صوت من الخليج- الأشج- اللون عن الأوراد- أشعار من جزائر اللؤلؤ- سحيم- وللشهداء.
يجدر التنويه بأهمية شعر القصيبي، الذي تناول القضايا الكبرى المتعلقة بالأمة العربية ومجتمعاتها بجرأة وشفافية عاليتين، لدرجة أن اسمه لمع بين أسماء فطاحل الشعراء العرب المعاصرين.
في الرواية: شقة الحرية- العصفورية- سبعة- هما- سعادة السفير- دنسكو- سلمى- أبو شلاخ البرمائي- الجنية.
في الفكر: الأسئلة الكبرى- الغزو الثقافي- أميركا والسعودية- ثورة في السنة النبوية- حياة في الإدارة.
مؤخراً، وبعد منع طويل لروايات القصيبي، أصدر وزير الثقافة والإعلام السعودي، الدكتور عبد العزيز الخوجة توجيهاته بإتاحة جميع مؤلفات القصيبي في المملكة، موضحاً ذلك بأنه "من غير اللائق أن لا يتوفر نتاجه الفكري في المكتبات السعودية".
في أحد مقاطع قصيدته "للشهداء" خاطب القصيبي آيات الأخرس قائلاً:
قل لآيات يا عروسَ العوالي
كلُّ حسن لمقتلك الفداء
حين يخصى الفحول، صفوة قومي
يتصدَّى للمجرم الحسناء
تلثم الموت وهي تضحك بشرى
ومن الموت يهرب الزعماء.
بين حياة القصيبي العملية ونتاجه الفكري والأدبي تناقضات ومفارقات نجح في جسرها وربطها، لأنه عرف كلمة سر البديع من اللغة، والجميل من الصور، وما بينهما حسٍّ موسيقي رقيق يجيد التواصل بين شجى القصيدة والأوتار الساحرة.
غازي القصيبي، لن نقول وداعاً... فحياتك ممتدة ما بقيت كتبك وآثار حبرك النقي. وما أحوجنا لنماذج كان يعشقها محمود درويش.
محمد سرور
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها