يُعتبر سرطان عنق الرحم الوحيد القابل للوقاية باللقاح، نظرًا لتوافر لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الذي يُعتبر المسبّب الأساس له في أكثر من 90 في المئة من الحالات، على الرغم من ذلك، ترتفع معدلات الوفيات الناتجة من سرطان عنق الرحم، لأنّه غالبًا ما تتمّ الاستشارة الطبية في مراحل متأخّرة من المرض، هذا ما أكّده الطبيب الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد المتخصّص في السرطانات النسائية الدكتور جوزيف غنيمة.

كيف يتطور سرطان عنق الرحم؟

سبب سرطان عنق الرحم في 97 إلى 99 في المئة من الحالات هو فيروس الورم الحليمي البشري الذي يمكن الإصابة به في العلاقات الجنسية، أما سرطان عنق الرحم فيُعتبر السرطان الرابع الأكثر انتشاراً بين النساء والسابع على مستوى العالم. وقد يصيب المرض بين 15و 60 سنة، فيما معدّل الإصابة هو 40 سنة.

يشير الدكتور غنيمة إلى أنّه من الممكن الإصابة بالفيروس في المسابح او عبر تقنية الليزر أو بغيرها من الوسائل، لكن الاحتمال يكون هنا أقل بكثير من احتمال التقاط العدوى في العلاقة الجنسية، ومن المؤسف أنّ نسبة الوفيات في سرطان عنق الرحم مرتفعة جداً، على الرغم من أنّ تطوره بطيء جداً وقد يمتد خلال 10 سنوات، حتى أنّه من الممكن أن يتخلّص منه الجسم في نسبة عالية من الحالات بشكل تلقائي في نسبة 80 إلى 85 في المئة من الحالات، أما في الحالات الباقية أي في نسبة 10 إلى 15 في المئة من الحالات، فمن الممكن التدخّل طبيًا والعلاجات المتبعة منعاً لتطوره إلى سرطان، لكن تكمن المشكلة في عدم التقيّد بإجراء الفحص الخاص بفيروس الورم الحليمي البشري القادر على  كشف الفيروس بشكل دقيق، والذي يجرى كل 3 إلى 5 سنوات.

هل يمكن كشف الفيروس بفحص الزجاجة؟

لا يُعتبر فحص الزجاجة بالدقّة المطلوبة لكشف الفيروس في نسبة عالية من الحالات، لذلك، لم يعد معتمداً غالبًا لهذه الغاية وحده، بل يتوافر لقاح الفيروس الحليمي البشري الخاص لكشف الفيروس بالدقّة المطلوبة، وهو الفحص المُعتمد في هذه الحالة وقد يجرى مع فحص الزجاجة او من دونه عندها.

كيف يُجرى لقاح فيروس الورم الحليمي البشري؟

في الدرجة الأولى لا بدّ من التوضيح أنّ مناعة الجسم يمكن أن تتخلّص من الفيروس تلقائيًا، فيمكن العمل على تعزيز هذه المناعة عبر اتباع كافة الإجراءات المرتبطة بنمط الحياة، كالعلاقات الجنسية السليمة والغذاء الصحي وممارسة الرياضة، في الوقت نفسه، يتوافر اللقاح الخاص بالفيروس الذي يمتاز بفعالية عالية وتنتجه شركتان.

ويُجرى اللقاح لدى الصبيان والفتيات على حدّ سواء لمزيد من الفعالية في الوقاية، بما أنّ الولد قادر أيضًا على التقاط العدوى ونقلها، هذا، ويُجرى اللقاح قبل عمر 14 سنة بمعدل جرعة او اثنتين، لأنّ المناعة تكون مرتفعة في هذه السن، أما بعدها فيُجرى بثلاث جرعات يفصل بينها شهران، أما بعد هذه السن، فيمكن أن يُجرى اللقاح، لكن توقفت الدراسات عند سن 26 سنة. ولا يحبذ إجراء اللقاح في سن متأخّرة، وإن كان البعض يلجأ إليه للوقاية، فيما لم تؤكّد الدراسات مدى فعاليته عندها.