تحلم الجماهير الفلسطينية بمواصلة منتخبنا الأول لكرة القدم مشواره في بطولة كأس أمم آسيا عندما يحل ضيفًا ثقيلاً على صاحب الأرض والجمهور منتخب قطر في الدور ثمن النهائي من البطولة.

"الفدائي" نجح ولأول مرة في تاريخه بتحقيق نتائج ملفتة ورائعة في البطولة الآسيوية التي يشارك فيها للمرة الثالثة في تاريخه، لعل أفضل ما تحقق هو التأهل ولأول مرة للدور الثاني من البطولة بعد حلوله ثالثا في مجموعته بنفس رصيد منتخب الإمارات الذي تفوق بفارق الأهداف.

لم يكن التأهل للدور الثاني هو الإنجاز الوحيد في نسخة آسيا 2023 بل أن منتخبنا ولأول مرة نجح في تحقيق أول فوز له في البطولة بعد نجاحه في المباريات الماضية في تحقيق تعادلين، كما نجح مهاجمونا في الظهور بشكل لافت وتسجيل "5" أهداف وهذا لم يتحقق في النسختين الماضيتين التي سجل فيها هدف وحيد ومن ركلة جزاء.

مواصلة الحلم الفلسطيني تصطدم بمنتخب عنيد وقوي خاصة أنه يلعب على أرضه وهو "العنابي" القطري حامل لقب النسخة الماضية الذي قدم أفضل أداء من بين المنتخبات الـ"24" المشاركة في البطولة بعد تحقيقه العلامة الكاملة برصيد 9 نقاط من 3 انتصارات.

إذا لقاء عربي خالص سيضع الفدائي في مواجهة منتخب قطر البطل السابق لأول مرة في تاريخه يوم غد الإثنين الساعة السادسة بتوقيت العاصمة القدس، سيحتضنه استاد البيت في مدينة الخور شمال العاصمة الدوحة الذي كان قد شهد مباراة افتتاح كأس العالم قطر 2022، ويتسع لنحو 60 ألف مشجع.

لم تكن بداية منتخبنا خلال مشواره في البطولة جيدة، عندما خسر بنتيجة "4-1" أمام المنتخب الإيراني أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب، حيث لم يقدم لاعبونا أداء جيدا في مجريات الشوط الأول ما كلفنا "3" أهداف بنفس السيناريو من كرات عرضية فشل الدفاع في التعامل معها.

الوضع تغير كثيرًا في اللقاء الثاني أمام منتخب الإمارت الذي يضم في صفوف عددًا من المجنسين، حيث كان الفدائي الأفضل خلال الشوطين وأهدر العديد من الفرص السهلة التي حرمتنا من الخروج بنتيجة قياسية من الأهداف واكتفينا بالتعدل بهدف لمثله.

اللقاء الثالث الذي كان مفصليًا لمنتخبنا، قدم لاعبو الفدائي أداء قويًا ومشرفًا استطعنا خلاله الفوز بنتيجة كبيرة وبثلاثة أهداف نظيفة وكنا نستطيع تسجيل أكثر من هذه الأهداف لكن تسرع تامر صيام حرمنا من ذلك، في لقاء تألق فيه الرائع مصعب البطاطا الذي صنع هدفين، والنجم المبدع عدي الدباغ الذي سجل هدفين، وزيد قنبر الذي سجل الهدف الثالث.

كتيبة الفدائي قادرة على تحقيق الفوز اذا لعبت بثقة وعدم الخوف من الخصم الذي يلعب على أرضه، من خلال الدخول لأجواء اللقاء بدون أي ضغوط والبحث عن تقديم أداء مشرف خاصة في الربع ساعة الأولى من زمن الشوط الأول، وهذا يعتمد على قوة الدفاع بقيادة النجم محمد صالح، ومن خلفهم الحارس المميز رامي حمادة.

المنتخب القطري قدم عروضًا قوية، في حملة الدفاع عن لقبه وكان أول المتأهلين لهذا الدور، بعد صدارته للمجموعة الأولى بالعلامة الكاملة، والتي ضمت أيضاً منتخبات طاجيكستان، الصين، ولبنان.

وأحرز العنابي خمسة أهداف فيما لم تتلق شباكه أي هدف، ليكون بذلك خطه الدفاعي الأفضل بالبطولة حتى الآن إلى جانب تايلاند، بفوز كبير على لبنان بثلاثية نظيفة وعلى منتخبي طاجيكستان والصين بهدف وحيد.

ويضم العنابي القطري مجموعة من النجوم التي تألقت خلال البطولة، لعل أبرزهم أكرم عفيف وصيف قائمة الهدافين بثلاثة أهداف، إلى جانب زميله المعز علي، صاحب الرقم القياسي كأكثر المسجلين للأهداف في نسخة واحدة من البطولة بواقع 9 أهداف، وقائد المنتخب حسن الهيدوس الذي سجل هدف الفوز أمام الصين في اللقاء الأخير، إضافة للنجوم بسام الراوي، وبيدرو ميغيل، ومحمد وعد، وغيرهم.

التقى المنتخبان الفلسطيني والقطري في "10" مواجهات سابقة، من بينها "5" مباريات رسمية في تصفيات كأس آسيا وكأس العالم وكان آخرها عام 2003، وتميل الكفة لصالح العنابي، الذي يمتلك "7" انتصارات، مقابل انتصار واحد للفدائي، واحتكما للتعادل في مناسبتين.

أول اللقاءات الرسمية جمع المنتخبين عام 2000، في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا وانتهى لصالح قطر بهدف وحيد، وخلال تصفيات كأس العالم عام 2001 فازت قطر بنتيجة 2-1 في لقاء الذهاب ومثلها في الإياب، أما في تصفيات كأس آسيا عام 2003 فتمكن منتخبنا من الخروج بنتيجة التعادل بهدف لمثله، فيما شهد لقاء الإياب انتصاراً لقطر بنتيجة 2-1.

ويحتل منتخبنا المركز التاسع والتسعين عالميًا حسب آخر تصنيف للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للمنتخبات الوطنية، فيما يأتي المنتخب القطري في المركز الثامن والخمسين.

قال المدير الفني لمنتخبنا الوطني مكرم دبوب: إن "المباراة مع قطر غدًا الإثنين في ثمن نهائي كأس آسيا أخوية واحتفالية".

واعتبر دبوب في المؤتمر الصحفي بالمباراة والذي عقد اليوم الأحد في الدوحة، أن منتخبنا يلعب دون ضغوط، لأنه حقق هدفه الأساسي من المشاركة، وهو التأهل للدور الثاني، مشيرًا إلى أن الضغط الأكبر سيكون على المنتخب القطري، كونه حامل اللقب وصاحب الأرض والجمهور.

ورغم اعتباره أن لا خاسر بين الأشقاء، لكنّ دبوب أكد أن "الفدائي" سيدافع عن حظوظه أمام قطر، وخطف بطاقة التأهل إلى ربع النهائي، لافتًا إلى أننا سنحاول الظهور بنفس الأداء الذي كان أمام الإمارات وهونغ كونغ، وتقديم مباراة تشرف الكرة الفلسطينية.

بدوره، أكد تامر صيام، مهاجم منتخبنا الوطني، أن لا خاسر بين الأشقاء، وأن المباراة مع قطر ستكون عرسًا كرويًا، خاصة بين الجماهير في المدرجات.

وقال: إننا "سندخل المباراة بقوة وسندافع عن حظوظنا بالتأهل، وتحقيق إنجاز تاريخي جديد لفلسطين".

وأضاف: أن "منتخبنا يقدم في الآونة الأخيرة عروضًا جميلة، ويلعب بطريقة هجومية عكس ما كان سائدًا في السابق".

صيام وجّه التحية لأبناء شعبنا، خاصة في غزة، وأكد أن لاعبي "الفدائي" وتحديدًا القادمين من غزة، يعيشون ضغوطًا كبيرة نتيجة اعتداءات الاحتلال، لكنّ هذه المعاناة تدفع اللاعبين لبذل أقصى طاقاتهم وتحقيق الفوز.