بقلم:سامي أبو سالم

على مدخل مستشفى الأقصى بدير البلح يمسك عيسى الغول بعكازه المهشم ويحاول إصلاحه متكئًا على كرسيه الكهربائي المتحرك، بعد أن أوصل شاحن بطارية كرسيه بغرفة الحارس على مدخل المستشفى لشحنها بالطاقة الكهربائية.

وقال الغول: "إنه يحاول إصلاح العكاز الذي يساعده في التحرك على الدرج عندما يريد أن يصعد عند ابنتيه المصابتين أو عند استخدام الحمام".

وتابع: "انه يشحن كرسيه من "5" إلى "6" ساعات يوميًا كي يتمكن من التنقل في الشوارع لإيجاد أي شيء يؤكل لاطعام ابنتيه المصابتين سجى "17 عامًا")وإيمان "18 عامًا" اللتين أصيبتا في قصف إسرائيلي لمركز إيواء لجأن إليه مع أبيهما قبل زهاء الشهر".

ويقطن الغول في مخيم الشاطئ لكنه فر مع عائلته عندما تعرض حيهم للقصف الشديد من الطائرات الحربية الإسرائيلية.

ويقول: "تنقلت بالكرسي الكهربائي ثم عثرنا على "كارة" يجرها حصان، ثم ركبت أنا والكرسي على الكارة إلى جنوب غزة."

وأضاف: إن "الكرسي الكهربائي أنقذه حينها وأنقذ العائلة، كنت أحيانًا أحمل ابنتي معي أو زوجتي لتأخذ قسطًا من الراحة".

وحول مقدرته على التحرك خلال القصف، قال: "إنه مثله مثل ذوي الإعاقة يكون وضعهم أصعب من غيرهم، نكون في حيرة نغادر بسرعة لأننا عبء على الأولاد أم نصبر كي ينتهي القصف".

وكشف أنه عندما تعرض مخيم الشاطئ للقصف الشديد قبل زهاء الشهر اعتقد أنها موجة وستنتهي لكن القصف طال.

وتابع: "هربنا من مخيم الشاطئ، لجأنا لمخيم البريج جنوب غزة، ونحن هناك تعرضت المدرسة لقصف إسرائيلي وأصيبت ابنتيّ بجروح نقلناهما للمستشفى ومنذ ذلك الحين وهن يرقدن على سرير العلاج وأنا بصحبتهن."

ويشكو الغول من ضيق الحال ويقول: إن "أكثر ما يحتاجه هو الطعام والدواء لابنتيه المصابتين، إضافة لفراش وغطاء كي يستطيع أن ينام".

وأضاف: "أنا في المستشفى على الأرض عند ابنتي أو في أي زاوية، وأنا بحاجة لخدمات خاصة وبالكاد أستطيع أن أخدم نفسي".

ووفق الجهات المختصة، يبلغ عدد المعاقين حركيًا زهاء "50" ألف مواطن في محافظات قطاع غزة.

وحول الجهات الداعمة والمساعدات قال الغول، "إنه لم يصله شيء وسجل اسمه عند أكثر من جهة وسلم صورة بطاقة الهوية لأكثر من جهة لكن لم ير شيئًا".

وفي مدينة دير البلح كانت سماهر حمد من بيت حانون، تدفع ابنتها بيسان حمد على كرسي متحرك باحثة عن بعض الأدوية المنقطعة من الأسواق.

وقالت سماهر: إن ا"بنتها تعاني من التهابات مزمنة في المفاصل وما زاد الطين بلة أنها أصيبت في قصف إسرائيلي على مركز إيواء".

وأضافت: "كنا في بيت حانون وهربنا جراء القصف، ساعدها إخوتها في حملها ودفعها بعيداً عن القصف".

وأشارت إلى أنها لجأت إلى بيت لاهيا ولحق القصف بهم هناك فانتقلوا إلى مدرسة عمواس في جباليا كملاذ آمن.

وتابعت: "تعرضت المدرسة لقصف بالفسفور والقنابل الدخانية مما أدى إلى إصابتها بحروق، وهربنا وحملنا بيسان وبسبب التدافع وقعت من أيدينا أكثر من مرة وكادت أن تفقد حياتها".

وناشدت أي جهة لتوفير أدوية "بيولوجية" لابنتها، لا سيما أن الأدوية غير موجودة في الصيدليات ولا المستشفيات.

بعد هبوط شمس المغيب وصل "أبو خالد عريبان" على كرسي متحرك بساق يدفع بنفسه بيديه وقال، "إنه مصاب بمرض السكر وتم استئصال جزء من ساقه.

وأضاف عربيان الذي يقطن في دير البلح وسط قطاع غزة، "إنه يصل للمستشفى للفحص والغيار لكن المستشفى مشغول جداً بالشهداء والمصابين".

وتابع عريبان وهو يشير إلى سيارات مدنية وإسعافات تنقل شهداء ومصابين للمستشفى، "انظر، لا أحد لديه وقت لي، فالشهداء بالجملة".

وحول القصف على المنازل نوه أبو خالد، إلى أنه يقطن في منزل مغطى بالزينكو وبيته لا يحتمل أي قصف حتى لو مجاوراً، فيهرب من بيته إلى مكان آخر وأحيانًا "يسلم أمره لله ويمكث".