أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن النهج الإسرائيلي يؤكد مجددا استحالة بدء مفاوضات فعالة وجادة ما لم يتوقف تماما مجمل النشاط الاستيطاني في القدس وبقية أنحاء الضفة الغربية، وما لم يجر الاعتراف الواضح والقاطع بحدود عام 1967 وبوحدة الكيان الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وغزة.

وشددت اللجنة، خلال اجتماع لها في رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس، اليوم الأربعاء، على ضرورة السير قدما وبإخلاص في تطبيق ملف المصالحة الوطنية.

ودعت للتعامل الجاد مع جميع القضايا المطروحة، بما فيها التحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية ولعضوية المجلس الوطني، وكذلك قيام حكومة تحضر لهذه الانتخابات.

وفيما يلي نص بيان اللجنة التنفيذية:

 عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس، اجتماعا لها، حيث بحثت جملة من القضايا البارزة وتوصلت إلى ما يلي:

أولا: إن قيام إسرائيل بتنفيذ مشاريع استيطانية واسعة وبشكل منهجي وشامل داخل القدس المحتلة وفي محيطها وفي جميع مناطق الضفة الغربية، يقدم دليلا بارزا وواضحا أن خطة هذه الحكومة تتمثل أساسا في منع تحقيق حل الدولتين عبر تمزيق وحدة الضفة الغربية وتطويق القدس بأكثر من حزام استيطاني والتغلغل داخل إحيائها تمهيدا لفرض حل من طرف واحد يستند على صيغة مشروع الكنتونات والمعازل المطوقة.

وتحاول حكومة إسرائيل استغلال الوضع العالمي والإقليمي الراهن، وبروز عدة قضايا وملفات هامة لكي تطبق مشروعها وفرض واقع جديد على الأرض في غياب الاهتمام العالمي المطلوب.

ويأتي هذا المخطط في سياق عمل حكومة إسرائيل على فصل قطاع غزة بشكل تام وفرض نظام حصار دائم يكفل إتمام هذا الفصل.

إن هذا الخطر الاستراتيجي الذي يهدد بشكل جذري مستقبل التسوية واستقرار المنطقة بأسرها، يستدعي التعامل معه على ذات القدر من التهديد الذي يمثله ضد مصالح شعبنا وحقوقه وضد الأمن الإقليمي والدولي.

إن القيادة الفلسطينية ترى ضرورة التوجه العاجل إلى مجلس الأمن الدولي من أجل وضع العالم أمام مسؤولياته، ولوقف هذا المخطط الجذري الإسرائيلي والشامل الذي يجري تطبيقه بشكل متسارع وبغرض تحقيق أهدافه خلال العام القادم.

وهذا النهج الإسرائيلي يؤكد مجددا استحالة بدء مفاوضات فعالة وجادة ما لم يتوقف تماما مجمل النشاط الاستيطاني في القدس وبقية أنحاء الضفة الغربية، وما لم يجر الاعتراف الواضح والقاطع بحدود عام 1967 وبوحدة الكيان الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وغزة.

ثانيا: تعبر القيادة الفلسطينية عن تقديرها لسير عمليات الانتخابات في أكثر من بلد عربي شقيق، وذلك في إطار بناء مسار ديمقراطي جديد يكفل لشعوبنا حقوقها في الحرية والكرامة الإنسانية.

وتأمل القيادة الفلسطينية بأن يؤدي هذا التحول الديمقراطي إلى المزيد من تعزيز التلاحم الوطني والنهوض الاقتصادي للقضاء على التخلف والفقر والفوارق الاجتماعية الواسعة وفي سبيل اللحاق بركب العصر والتقدم الإنساني.

كما تثق القيادة الفلسطينية بأن هذه التحولات في عدد من المجتمعات العربية سوف تعزز صمود شعبنا وكفاحه من أجل حقوقه الوطنية، حيث تبقى فلسطين هي جوهر الصراع وعنوان المستقبل المشرق للمنطقة وشعوبها بأسرها.

ثالثا: تؤكد القيادة الفلسطينية ضرورة السير قدما وبإخلاص في تطبيق ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية وذلك على أثر لقاء القاهرة بين الرئيس محمود عباس والسيد خالد مشعل، وعلى ضوء اللقاءات المرتقبة ابتداء من منتصف الشهر الحالي والتي تجمع ممثلي جميع الفصائل الفلسطينية.

وترى القيادة الفلسطينية ضرورة التعامل الجاد مع جميع القضايا المطروحة، بما فيها التحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية ولعضوية المجلس الوطني، وكذلك قيام حكومة تحضر لهذه الانتخابات، بالإضافة إلى المشاركة في أعمال منظمة التحرير الفلسطينية عبر اللجنة المؤقتة لمنظمة التحرير التي لا تتعارض مع مسؤوليات وصلاحيات هيئات منظمة. 

رابعا: تدعو القيادة الفلسطينية إلى ضرورة أن تشمل الدفعة الثانية من صفقة الأسرى، الأسرى ذوي الأحكام العالية، سواء قبل اتفاق أوسلو أو بعده، وأن تلتزم إسرائيل بما وعدت به الحكومة الإسرائيلية السابقة بشأن إطلاق سراح عدد مماثل من الأسرى.

إن هذه المسألة تشكل قضية محورية في الظرف الراهن، ولا بد من تعامل الجميع مع هذا الملف بالجدية التامة التي يستحقها.

خامسا: تعبر القيادة الفلسطينية عن اعتزازها واعتزاز شعبنا بأسره بذكرى انطلاق الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى في يوم 8/12/1987 والتي شكلت الرافعة الكبرى للنهوض الوطني الفلسطيني وفتحت الأبواب أمام مشروع الاستقلال الوطني، وأكدت على قدرة المقاومة الشعبية السلمية في مواجهة خطط الاحتلال وجرائمه.

وتؤكد القيادة الفلسطينية على أن هذه الذكرى يجب أن تكون ملهما لتطوير المقاومة الشعبية السلمية إيذانا بربيع فلسطيني يحقق الحرية والكرامة والاستقلال لشعبنا العظيم