ضمن فعاليات إحياء الذكرى التاسعة عشر لاستشهاد القائد الخالد ياسر عرفات، نظّمت حركة "فتح" في البقاع مسيرة جماهيرية حاشدة جابت شوارع المخيّم، تخللها رفع الأعلام الفلسطينية وحركة "فتح" ، وذلك اليوم الأحد الموافق ٢٠٢٣/١١/١٢ في مخيّم الجليل.

تقدم الحضور أمين سر حركة "فتح" وفصائل م.ت.ف وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في البقاع م.فراس الحاج، أعضاء قيادة منطقة البقاع، ممثلي عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في البقاع، أمناء سر وأعضاء الشعب التنظيمية، قوى وأحزاب وطنية لبنانية، الفرق الكشفية، عناصر قوات الأمن الوطني الفلسطيني في البقاع، مؤسسة الأشبال والفتوة، المكتب الطلابي الحركي، وحدة الصحة المجتمعية في الهلال الأحمر الفلسطيني، الأخوات في مكتب المرأة الحركي وحشد كبير من أبناء المخيّم.

كلمة حركة "فتح" القاها أمين سرها وفصائل م.ت.ف في البقاع م.فراس الحاج، وجاء فيها: "إن شعبًا كشعب فلسطين روى الحرية بدماء أبنائه فلا بد أن ينتصر، ليس فينا وليس منا وليس بيننا من يفرط بذرة تراب من القدس الشريف، أبوعمار سكن في وجدان الشعب وترك إرثاً وتاريخاً ثابتاً لا يزول أبوعمار رمز الثورة والفداء والكفاح المسلح، رسم بكوفيته صورة الثائر الفلسطيني لتصبح رمزاً لكل الأحرار في العالم.
هو عزتنا وكرامتنا وفخرنا، صال وجال، حوصر وحاصر، قاتل وإستشهد، إنتصر وخذل، عاند وفاوض لكنه لم يساوم على ثوابتنا بحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة وخروج الأسرى من المعتقلات الصهيونية. بكا حزناً وألماً على المجازر التي إرتُكبت بحق شعبنا وفاض غضباً بوجه العالم الأخرس الساكت عن الحق والحقيقة".

وأضاف الحاج: "ما أحوجنا اليوم لأبو الثورة والثوار، ونحن نعيش الألم آلاماً مخضّبة بدماء الأطفال والنساء، أجسادهم مبعثرة أشلاء، وأوصال عائلاتهم مقطوعة بسبب الإجرام الصهيوني والأميركي منذ بدء العدوان على قطاع غزة، والذي لا زلنا نعيشه بألم وحسرة من عدو نازي، مجرم وخذلان أشقّاء وأصدقاء دون إرتقاء أفعالهم وأقوالهم لحرب الإبادة التي تشنها العصابة الصهيونية المتمثلة بحكومة متطرفة مهووسة بالقتل والإجرام".
 
وقال: "إن ما تمارسه حكومة الاحتلال هو إستنهاض للمشروع الصهيوني القائم على تهجير الفلسطينيين من أرضهم وإقامة الوطن البديل في سيناء والأردن، وهو ما يدفعهم لهذا المستوى من الإجرام بقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس وهدم للأبراج السكنية على رؤوس ساكنيها، وإستهداف الصحفيين والطواقم الطبية والإغاثية. إلا أن صمود شعبنا وصبره على هذه الإبادة لن تزيدنا إلا تمسكاً وإصراراً بأرضنا وحقوقنا المشروعة وستكسر المشروع الصهيوني وأهدافه الخبيثة، ومعه كل الداعمين للحكومة الصهيونية الفاشية كالولايات المتحدة وكندا والغرب الأعمى عن الجرائم الصهيونية".

واردف الحاج: "كما نحيّي مقاومة شعبنا الباسلة بالتصدي لهذا العدوان الذي يتكبد الخسائر الفادحة بالجنود والآليات، هذه المقاومة التي توحدّت دفاعاً عن شعبنا في وجه آلة الحرب الصهيونية، في الضفة وغزة والقدس دفاعاً عن مقدساتنا وأبناء شعبنا الذي يتعرض للتنكيل بشكل يومي بالقتل والإعتقال وهدم البيوت وقلع الأشجار من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال . إن المطلوب اليوم وفي ظل ما نعيشه من حرب إبادة ما أكّد عليه سيادة الرئيس الأخ أبومازن بضرورة وقف العدوان على قطاع غزة وعلى أبناء شعبنا في القدس والضفة، وفتح معبر رفح بشكل مستدام ورفض كل الحلول الأمنية والعسكرية والإدارية لقطاع غزة، وأكد أن لا حل بدون غزة ولا حل دون الدولة الفلسطينية المستقلة بما فيها غزة بعاصمتها القدس الشريف. كما رفض إدانة عملية طوفان الأقصى رغم كل الضغوطات والتهديدات وحمّل المسؤولية للإحتلال وممارسته العدوانية على شعبنا وللولايات المتحدة الأميركية التي تغطي العدو الصهيوني وجرائمه دون رادع، كما رفض إستلام أموال المقاصة منقوصة بما يصل لغزة، وأكد أنه لن يتخلى عن غزة والمسؤولية تجاهها".

وتحدث الحاج: "ونوجه التحية لكل أبناء شعبنا الذي يقدّم التضحيات دفاعاً عن فلسطين وكرامتها وفي مقدمتها حركة "فتح" التي لم ولن تتخلى يوماً عن مسؤوليتها وواجبها المقدس كرائدة للنضال الوطني الفلسطيني بكل أشكاله، وبما يحمي أبناء شعبنا ويحقق أهدافه وآماله واضعين مصلحة شعبنا العليا في مقدّمة أولوياتنا التي تستدعي ضرورة الإلتفاف حول قيادة م.ت.ف. الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني برئاسة الأخ الرئيس أبومازن، هذه المنظمة التي دفع آلاف الشهداء والأسرى والجرحى ليعترف بها في العالم كممثل شرعي والإعتراف بدولة فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة والتي من خلالها دخلت فلسطين إلى معظم المؤسسات الدولية وأصبح معترفاً بالشعب الفلسطيني وحقوقه في معظم دول العالم".

وختم الحاج:"إننا اليوم وفي ظل هذا العدوان الصهيوني الغاشم ندعو كافة أبناء شعبنا وفصائله لضرورة نبذ الفرقة وكل ما يؤدي لها، وضرورة تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة هذه المؤامرة الصهيوأميركية على شعبنا وقضيته، وأن نوحّد كل الجهود لوقف العدوان فوراً، كما ندعو الأخوة والأشقاء العرب والمسلمين إلى الإرتقاء بمواقفهم وقراراتهم بما يتناسب مع تضحيات الشعب الفلسطيني الكثيرة لإجبار الكيان وداعميه لوقف حرب الإبادة التي تُشن على شعبنا. نوجه التحية لكل السواعد المقاومة التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وإلى كل الشعوب العربية والإسلامية والأحرار في هذا العالم الذي رفض العدوان وطالب بوقفه ووقفوا بضمير حي أمام هول الجرائم المرتكبة بحق شعبنا. إننا نؤمن بالله اولاً ثم بإرادة شعبنا وصموده وبسالته في التصدي لآلة الحرب الصهيونية، بأن النصر آتٍ لا محالة، نقول ما كان يردّده دوماً رمز ثورتنا في ذكراه التاسعة عشر:"يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون".