في عالمنا الحديث، تشكل صناعة المحتوى جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثير من الأشخاص، حيثُ أنّها اقتحمت المجتمع بقوة، وأصبحت وسيلة للتعبير عن الذات ومشاركة الأفكار والمعلومات. وقد أدت هذه الظاهرة إلى ظهور مئات الآلاف من المحتوى الرقمي على شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو والمدونات. وفي ظل هذا التنوع الهائل من المحتوى، تبرز بعض الشخصيات التي تمتلك القدرة على لفت الانتباه وتحقيق تأثير كبير في المجتمع. واحدة من هذه الشخصيات هي ديمة موصللي، التي تعتبر أحد أبرز المؤثرين الاجتماعيين في الوطن العربي. بدأت ديمة مسيرتها في صناعة المحتوى الكوميدي من خلال مشاركة فيديوهات قصيرة تعكس الفروقات بين الأسر العربية والأسر الغربية في التعامل مع الأمور الحياتية وتعرضها بطريقة كوميدية على منصات التواصل الاجتماعي، ومع مرور الوقت نجحت في بناء جمهور كبير ووفي، وأصبح لها تأثير كبير في مجالات متعددة.
عندما يبدأ الفرد في صناعة المحتوى، يمكن أن يكون ذلك كنشاط ثانوي بالنسبة لبعض الناس، في حين يعتبره آخرون مهنة أولية، فالجميع يبدأ بهذه المهنة ليروي شغفه وموهبته، وفي الوقت نفسه يحتفظ بروتين حياته كأب أو أم أو صاحب عمل أو موظف، ويعتبر تحقيق التوازن بين صناعة المحتوى والالتزامات العائلية تحدياً يواجهه الكثيرون وخاصةً عندما يصبح الشخص مشهوراً ويكتسب نجاحاً في عالم صناعة المحتوى، فيضطر إلى التزام التنظيم وإدارة وقته بشكل فعال، وخاصةً بالنسبة للأمهات ، فيصبح من الضروري تحقيق التوازن بين واجباتهن الأسرية والمنزلية وبين تواجدهن على منصات التواصل الاجتماعي، وهذا ليس بالأمر السهل، فقد يواجهن تحديات في تخصيص الوقت وتلبية احتياجات أسرهن، في حين يحتجن إلى الانخراط في مجتمع المحتوى الرقمي.
ديمة موصللي، المؤثرة الاجتماعية المعروفة بروحها المرحة وحسّها الكوميدي تعتبر قدوةً في كيفية تحقيق التوازن بين دورها كأم وكمؤثرة اجتماعية. تنجح ديمة في تنسيق وتنظيم وقتها بشكل جيد، وتعتبر أسرتها من أولوياتها إذ تقوم بتحديد أوقات العمل على صناعة المحتوى، مع الحرص على تخصيص وقت كافٍ لأطفالها والاهتمام بهم.
وفي تصريحها، تشير ديمة إلى أهمية التنسيق والتوازن بين صناعة المحتوى والحياة العائلية قائلةً: "النجاح في صناعة المحتوى ليس مهمة سهلة فهو يتطلب من الشخص أن يكون مبدعاً ومتحمساً، وأن يكون لديه القدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في عالم الإعلام الرقمي، كما يجب عليه أن يتعامل مع التحديات التي قد تواجهه في طريقه، مثل ضغط الوقت وضغوط الجمهور والتوازن مع الحياة الشخصية، ولكن الحفاظ على صحة العائلة وسعادتها يأتي في المقام الأول، إذ أنني أعمل على تقديم الدعم والاهتمام اللازمين لأبنائي وزوجي والقيام بواجباتي كافةً، وأنا أنصح الآباء والأمهات العاملين في مجال صناعة المحتوى بأن يكونوا واعين لاحتياجات أسرهم وأن يعتبروا الحفاظ على التوازن بين الحياة المهنية والشخصية أمراً هامّاً، لذلك يجب دائماً وضع جدول زمني وتنظيم الوقت بحيث يكون 60% من اليوم لكم وللأسرة و 40% للعمل على مواقع التواصل الاجتماعي وهكذا نضمن أن لا تضيع ساعات النهار دون تحقيق أي انجاز يُذكر".
في الختام، إن تحقيق التوازن بين صناعة المحتوى وواجبات الأسرة يعتبر تحدياً حقيقياً للأشخاص العاملين في هذا المجال، ومع ذلك يمكن إحراز تقدم وتحقيق نجاح في كليهما عن طريق التنظيم، التخطيط الجيد والوعي للاحتياجات الشخصية والعائلية، وأن يعملوا على تحقيق التوازن وتقديم الاهتمام لكل جانب من جوانب حياتهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها