يستخدم البعض "اليوتيوب" مع غياب التقوى، ومخافة الله، كمنصة لتوليد الكراهية بين أبناء الدين الواحد، ما يجعل الحرب الأهلية دائمًا ممكنة، في هذا البلد، أو ذاك.
أتحدث عن بعض المعممين، الذين يطلون علينا عبر هذه المنصة، من فرقاء الصنيعة الأعجمية، الطائفيين، والمذهبيين، سنة، وشيعة، ولا خطاب عند هذا البعض، سوى خطاب التحشيد الطائفي، الذي يفرق، ولا يوحد، ويشتت، ولا يجمع، خطاب يضيع فيه الإسلام الحنيف، ويركن فيه القرآن جانبًا، وتستولي أحاديث الكتب المشبوهة على العقيدة فتحزبها، ومعظم هذه الكتب، أعجمية الكاتب والمكتوب..!!
تعميم الخرافة، وتوليد الكراهية، هي حرفة كل هؤلاء، فما عاد بالإمكان أن نتحدث عن أمة عربية واحدة، فثمة أوطان تقزمت، وأخرى تمزقت تحت رايات الطوائف، والعقائد المحرفة، والحكايات المفبركة. منصات أخرى لفتاوى ثورجية، تريد فتوحات حتى لكواكب المجرة ...!! فتاوى معظمها لا يردد سوى الشائعات، ولا يتمسك بغير الادعاءات، ولا يصادق على غير الشعارات، ولا يعبر في المحصلة عن كل ذلك بغير لغة التطاول، والشتيمة، والتشكيك، والتكفير، وحتى التعهير، وعبث لا حصر له، ولا حدود، في كل هذه المنصات..!!
ولا يلتفت كل هؤلاء إلى ما يحدث في عالم اليوم من اضطراب عظيم، الأنواء الجوية، كربونية، تجعل من الفصول أكثر تطرفا في الحر والبرد معا. الذكاء الاصطناعي ينذر بانتهاء عصر الإنسان. أجيال جديدة من الحروب، لا تعرف الرحمة، وهي تتغول على لقمة الأمن والعيش معا. قيم السلعة، وثقافتها، تهيمن بتمجيد عظيم. التسطيح آية هذا العصر، ومنصات لتجميل الانحطاط الأخلاقي، وتمكين الرذيلة، والطامة الكبرى، جامعات تصبح أسواقا لإكسسوارات السلعة، وثيابها، وعطورها، ومراكز للتسلية، ومقاهي للثرثرات العابرة، فلا علم، ولا معرفة..!! والأكاديمية يلبسها البعض لاستعراضات استهلاكية، الطامة الأكبر، العارفون مجرد صيحات في البرية، ووجع على قارعة الطريق، والجهلة أغنيات على مقام المهرجان ..!! والآن ماذا سيحدث حقا لهذا العالم...؟؟
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها