نحن ذاكرة العصر الفلسطينية. أعمارنا ريشة كتاب المجد. أوردتنا صهيل الأطياف المحلقة في عليائها، تغاريدُ دموع أشعلتها تنهدات الحنين.

نحن وجيفُ الصدى الأول. أزير قبضة أينع غضبها، قامة شمخت فوق جدران المستحيل... نحن كوفَّيةٌ رسمت في الأثير خارطة معاناةٍ عتيقة، بخيوط من فداءٍ، بأنامل من عشق... من وفاء.

نحن شعلة أوراها لا يخمد، نارها صورٌ تبسَّمتْ للوغى، انحنت على تخوم الأرض، تشظَّت في رحابها....

نحن الصفنة المرَّة التي سبقت عاصفة الثورة، وجواب الأسئلة الصعبة على الخيار الصعب.

نحن أول الرصاص. أول الشهداء. أول الأسرى... خيارنا غصنُ الزيتون والبندقية. نحن فلسطينيو اللهجة والنكهة والملامح، لسنا نحيد عن درب الأوائل منا، بل نكمل مشوار أحمد موسى وخليل الجمل، نكمل مشوار عبد الفتاح محمود  وصيدم  وأبو علي اياد وثلة الصحب من القادة المناضلين الشهداء ... كلِّ الشهداء.

نحن الأوفياء لعهد فلسطين الحرَّة _ المستقلة. أوفياء للقدس الشريف عاصمة دولتنا الآتية على جناح اليقين.

نحن الدمعة والابتسامة في عين أبو جهاد الوزير... في عيون الخالدين من شموس القافلة... كل شموس القافلة. نحن نسلٌ عرَّش فوق كاهل الزمان، كلُّ ثورةٍ على بغي، كلُّ نخلة أو زيتونةٍ تعبَّدت في المحراب  الفلسطيني.

نحن القابضون على جمر الحرَية، نعبِّدُ طريق العودة للحالمين بالدار والبيارة والرابية  ومشاتل الورد.

نحن حركة التحرير الوطني الفلسطيني _ فتح،  أيقونة ياسر عرفات، شعلته التي تبقى دليل أحرار العالم الى الثورة والنصر.هو ملهمنا وقائدنا ورمزنا وشهيدنا الخالد... لم ولن نكون بغير خندقه، لأنه الخندق المؤدي إلى مهبط الآمال ومحط الرحال... إلى فلســطين الحبيـــبة.