شهد شاهد من أهل منظومة الاحتلال والاستيطان العنصرية (إسرائيل) بقوله: "يوجد في الأشهر الأخيرة تصعيد في الجرائم والإرهاب القومي (اليهودي). هذا إرهاب، ولا توجد طريقة أخرى لوصف ذلك".. إنه المتحدث العسكري الإسرائيلي، الذي أقر بصحة المعادلة الحقيقية وملخصها أن الاحتلال والاستيطان جريمة حرب، وأن الشعب الفلسطيني ضحية هذه الجريمة شرعن له القانون الدولي مقاومة الاحتلال بالوسائل المشروعة، بالتوازي مع شرعية وثقافة إنسانية أزلية منحت الإنسان فردًا وشعبًا حق مقاومة الغزاة والدفاع عن أرضه وبيته وعائلته ووطنه.
وسيكون مهمًا جدًا الاطلاع على خلاصة "إنذار استراتيجي" قدمه رئيس (الشاباك) الإسرائيلي رونين بار، لرئيس حكومة المنظومة، بنيامين نتنياهو ومفادها حسب صحيفة يديعوت أحرونوت: "إن الإرهاب اليهودي يغذي المقاومة الفلسطينية، وإن استهداف الفلسطينيين وأملاكهم سيؤدي إلى تنفيذ عمليات مسلحة فلسطينية".. وزاد على الإنذار تحذير رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي "هيرتسي هليفي" من: "أن الإرهاب اليهودي يزيد المحفزات لتنفيذ عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية".
أما بن غفير- وهو إرهابي من الدرجة الأولى بامتياز برتبة "وزير الأمن الداخلي" في حكومة الصهيونية الدينية التي يرأسها بنيامين نتنياهو – فله موقف آخر لا يعتبر مضادًا، وإنما صادقًا فيما يخص جوهر ومضمون منظومة الاحتلال والاستيطان والعنصرية القائمة أصلاً على مبدأ سفك دماء الفلسطينيين، وإنكار حقهم في الحياة على أرض وطنهم التاريخي، وتشريع جريمة الحرب والجريمة ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين كأسلوب مقدس لحماية الذات اليهودية التي يدعونها!! فزعيم العصابة الإجرامية العنصرية كما يوحي اسمها حزب "عوتسما يهوديت" أي"العظمة اليهودية" طالب بمنح المستوطنين الذين يقتلون مواطنين فلسطينيين أوسمة تقدير وحصانة قانونية"... ورغم أنهم يفعلون ذلك بالخفاء إلا أننا نتمنى إسقاط الستار ليرى العالم حقيقة المنهج الإجرامي العنصري الفاشي الناظم لحكومة نتنياهو الحالية على الأقل، إن لم ير العالم حقيقة أساسات هذه الدولة "إسرائيل" القائمة على عظام مئات آلاف الفلسطينيين ضحايا المشروع (الاستعماري الدولي – الصهيوني)، ونعتقد أن أي دولة في العالم تتبنى قيم الحرية والتحرر، والديمقراطية وحقوق الإنسان في دساتيرها، يجب التعبير عن انسجام سياساتها الخارجية مع مبادئها، فتسارع لسن قوانين وأخذ قرارات لاعتبار حزب بن غفير "عوتسما يهوديت" جماعة إرهابية، يجب مكافحتها، ومقاطعة الحكومة الإسرائيلية والكنيست الإسرائيلي بحكم وجود وزراء ونواب تابعون لهذه "الجماعة اليهودية الإرهابية"، وقد أكدت المعلومات مشاركة عضوين في الهجوم على قرية برقة وقتل الشاب قصي معطان (19 سنة) بالرصاص الحي، وهما المستوطن إليشا يارد، وهو مساعد برلماني وإلى جانبه المستوطن يحيئيل إيندور.. وقد شاركا في قتل الشاب الفلسطيني لأنه حاول مع رفاقه الدفاع عن أراضيهم وبيوتهم، ورد شر المجرمين الإرهابيين المستوطنين اليهود عن عائلاتهم حيث رشقوهم بثمار الأرض"الحجارة".
من ناحيتنا – وتحديدًا المنظمات الحقوقية العاملة في فلسطين، بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الرسمية الحكومية ذات الاختصاص، - يجب ألا نوفر جهدًا لتبيان الحقائق وتفاصيل وقائع وأحداث الجرائم التي يرتكبها المستوطنون تحت حماية جيش منظومة الاحتلال – رغم محاولة قادته ورؤوس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التبرؤ من جرائمهم – فالدلائل تشير إلى تورط ضباط وجنود في الميدان، وتعمد غض الطرف عن هجمات ووحشية المستوطنين في كثير من جرائمهم التي ازدادت وتيرتها، ما دفع مجموعة من النشطاء الأميركيين لمطالبة إدارة رئيس الولايات المتحد الأميركية جو بايدن لإدراج مجموعات من المستوطنين اليهود تسمي نفسها "شبيبة التلال" ضمن قوائم الجماعات والمنظمات الإرهابية حسب التصنيف الأميركي، فهؤلاء مسؤولون عن سفك دماء عشرات من المواطنين الفلسطينيين الأبرياء وجرح مئات بالرصاص الحي وإحراق ممتلكات وأراضٍ زراعية، وهجمات إجرامية إرهابية مثبتة وقائعها بالصورة والصوت، بلغت حوالي 800 هجوم في شهر واحد. وللتذكير فإن الإدارة الأميركية قررت سنة 1997 تصنيف جماعة "كهانا" منظمة إرهابية.. ما يعني إن الإدارة الأميركية معنية بعدم خروج"إرهاب الدولة" الذي تمارسه حكومات منظومة الاحتلال والاستيطان (إسرائيل) عن سياقه، تحت شعار وذرائع"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" لأن انفلات الإرهاب اليهودي كما وصفه رئيس الشاباك، والمتحدث العسكري الإسرائيلي، سيعقد عمل جيش الاحتلال من ناحية، ويحرج الإدارة الأميركية، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية ترعى الجماعات الإرهابية ومنهم "شبيبة التلال" وتقدم لهم التسهيلات لإنشاء بؤر استيطانية على أراض زراعية لمواطنين فلسطينيين، ونعتقد بضرورة العمل على تطوير الموقف الرسمي الأميركي ما أمكن، بعد وصف الخارجية الأميركية عملية قتل المواطن الفلسطيني الشاب معطان في برقة القريبة من مدينة رام الله "بالعملية الإرهابية" ومطالبتها كذلك "بتحقيق العدالة" بعد دعوتها "لمحاسبة المجرمين الإرهابيين"... فإذا كان إرهاب المستوطنين محرجًا للإدارة الأميركية الحالية، ونسمع أصواتًا أميركية تطالب بموقف رسمي أميركي صريح وفاعل من هذا الإرهاب، فإن الواجب يتطلب منا فتح نوافذ إعلامية وحقوقية ورسمية أوسع على الشارع الأميركي، وعلى ممثليه في الكونغرس، فالحق يحتاج إلى حكمة في التواصل وعقلانية وموضوعية الطرح، وكذلك الاعتماد على المعلومة المثبتة غير القابلة للدحض أو النقض، وبذلك نبين للعالم وللمجتمع الدولي أن منظومة الاحتلال والاستيطان (إسرائيل) هي البيئة المنشئة والحاضنة للإرهاب الحقيقي، ومصدره.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها