اختتمت قيادة حركة "فتح" وقوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة صيدا الدورة العسكرية التي نظمتها تحت عنوان دورة "شهداء مخيم المية ومية" والتي استهدفت فيها مجموعة من عناصر شعبة المية ومية وفصيل الملعب، وذلك في ملعب الشهيد فيصل الحسيني في المخيم، يوم الأربعاء ١٧-٨-٢٠٢٢.

الدورة التي جرت بإشراف قيادة حركة "فتح" وتدريب من ضباط قوات الأمن الوطني الفلسطيني، استمرت على مدار  أكثر من ٢٠ يومًا في ملعب الشهيد فيصل الحسيني في مخيم المية ومية، خضع خلالها المنتسبون لتدريبات عسكرية مكثفة ومحاضرات سياسية وتنظيمية هادفة على أيدي ثلة من الإخوة القادة والضباط.

وقد جرى حفل التخريج بحضور أعضاء من قيادة حركة "فتح" -إقليم لبنان، وقيادة منطقة صيدا التنظيمية، وقيادة قوات الأمن الوطني الفلسطيني وضباط صف، والقوة المشتركة، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، وأبناء شعبنا، حيث كان في استقبالهم أمين سر حركة "فتح" - شعبة المية ومية وأعضاء الشعبة وكوادرها، وزهرات وأشبال معسكر الشهيد نمر شبلي في مخيم المية ومية على وقع الطبول والموسيقى التي عزفتها الفرقة الموسيقية التابعة للكشافة.

المناسبة افتتحت بدقيقة صمت، ثم قراءة الفاتحة لأرواح شهدائنا الأبرار، تلاها الاستماع للنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح"، ثم كان استعراض لأشبال وزهرات مؤسسة الأشبال والفتوة.

وبعدها كانت كلمة عريف المناسبة، عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا مسؤول الإعلام يوسف الزريعي، الذي رحب بالحضور، وأكد أن "فتح" هي أول الرصاص وأول الحجارة، وديمومة الثورة وشعلة الكفاح المسلح المستمرة بتضحيات وعزائم أبنائها المخلصين، والتي رغم كل التحديات والملاحقات والاغتيالات والاعتقالات ومحاولات الشطب والإلغاء بقيت صامدة شامخة تتحدى عواصف المستحيل، لأنها "فتح" ثورة مستمرة حتى النصر والتحرير والعودة.

وأكد أنَّ هذا اللقاء اليوم تأكيد على النهج الراسخ لحركة "فتح" التي انطلقت مع الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات وثلة من رفاقه الأبطال واستمرت بمدادِ دماء الشهداء والفدائيين لتشق طريقها نحو تحقيق مشروعنا الوطني، بفضل قدرتها على الاستنهاض والتطوير والتجدد.

وأضاف الزريعي: "هي "فتح" العملاقة الولّادة، التي تلد في كل يوم فدائيًا ومناضلاً ومقاتلاً بفعل استمرارية عملها النضالي ودوراتها التنظيمية والعسكرية، وها نحن اليوم نقفُ في حضرة تخريج ثلة من عناصر هذه الحركة وأطرها، بعد أكثر من ٢٠ يومًا من التدريب المثمر خاضتها مجموعة من الإخوة كوادر وعناصر شعبة المية ومية وفصيل الملعب في إطار دورة شهداء مخيم المية ومية العسكرية، على أيدي ثلة من خيرة الإخوة في قوات الأمن الوطني الفلسطيني وحركة "فتح" المشهود لهم بالخبرة التنظيمية والعسكرية، لنؤكد أننا مستمرون، على خطى الياسر، وعلى خطى شهداء الفتح، في أداء دورنا الوطني الطليعي في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني نحو التحرير، وحماية أمن شعبنا وأمان واستقرار مخيماتنا من كل العابثين".

وتابع: "إخواني المتدربين هدفنا في حركة "فتح" واضح وبوصلتنا معروفة موجهة دائمًا نحو فلسطين وليس لدينا أي أجندة سواها، لكن إذا اضطررنا لاستخدام السلاح لاستئصال أي شواذ يحاول ضرب أمن المخيمات، سنكون جميعًا في مقدمة المدافعين عن شعبنا، مستمرين خلف قيادتنا الوطنية الشرعية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس حتى تحقيق أهدافنا الوطنية في دحر الاحتلال عن أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها". وختم بتوجيه التحية إلى المتدربين والمدربين وكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة.

وبعدها قدم الزريعي، عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان أبو إياد الشعلان، الذي ألقى كلمة نقل فيها إلى الحضور تحيات سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ أشرف دبور وقيادة الساحة لحركة "فتح" وإقليم لبنان.

وقال: "نلتقي في هذا الميدان هذا اليوم لنخرج إحدى الدورات التي ستكون بداية لدورات أخرى قادمة بإذن الله، وهذا التخرج يشمل أيضًا مخيمات فلسطينية أخرى. من هنا نحن نثمن ونقدر دور الإخوة المدربين الأبطال الذين خرجوا لنا أبطالاً في الميدان، والميدان يشهد لهم بكفاءتهم وقدرتهم القتالية لمواجهة أي طرف قد يستهدف أبناء حركتنا العظيمة".

وأضاف: "لا بد أن نعتبر بأن نقطة دم في ميدان التدريب تحمينا من قنطار من الدم في الميدان. فالهدف من التدريب هو الدفاع عن حركة "فتح" والدفاع عن أبناء شعبنا في مخيمات لبنان. ونحن العناصر الأساسية للدفاع وحفظ الأمن والاستقرار داخل مخيماتنا، ونحن الرقم الصعب الذي يراهن عليه أبناء شعبنا الفلسطيني ليس في لبنان فحسب وإنما حتى في فلسطين المحتلة".

وتابع الشعلان : "كما تعلمون فنحن في مرحلة خطيرة جدًا وخاصة بعد انسداد الأفق السياسي والحصار الدولي على القيادة الفلسطينية فلا بد من الإعداد والتجهيز لما هو قادم في المرحلة القادمة. لذا نحن نتدرب من أجل الدفاع عن مخيماتنا من عبث العابثين، وكذلك فالساحة اللبنانية معرضة في مرحلة قادمة لعدوان إسرائيلي، ونحن جزءٌ أساسي في المواجهة مع هذا العدو. فحركة "فتح" هي العمود الفقري للمقاومة شاء من شاء وأبى من أبى".

ودعا الشعلان المتدربين إلى الاستفادة القصوى مما تعلَّموه في الدورة وتطبيقه في الميدان مشددًا على أهمية تنمية الخبرة في الميدان والمواجهة.

وأضاف: "من هنا سنعمل في قيادة حركة "فتح" وفي إقليم لبنان على استنهاض وضعنا الأمني والعسكري على مستوى الإقليم في كل المخيمات، ونحن نشكر الإخوة في الأمن الوطني الذي تعاهدنا معهم بأن نتكامل بين التنظيم والأمن الوطني في خط المواجهة. ونؤكد اليوم أنه لا يجوز أن نكون متفرجين في أي حدث أمني داخل المخيم، لذا سنعمل في المرحلة القادمة على تدريب كل الأجيال. وأنتهز الفرصة لأوجه تحية إلى الأشبال والزهرات الذين قريبًا إن شاء الله أيضًا سيخضعون لدورة تدريبية حتى نستكمل كل الأجيال في خوض الميدان الذي نراهن عليه وتراهن علينا فيه قيادتنا، بخاصة في مرحلة قد يؤخد فيها في أي لحظة القرار الذي يتناسب مع وضعنا الميداني، ونحن مع عسكرة التنظيم تحت أي ظروف، وكلنا عسكريون في مواجهة العدوان الصهيوني".

وختم كلمته قائلاً: "إخواننا المدربين تحية لكم لجهودكم، ونحن نثمن ونقدر هذا الجهد الكبير الذي سينتقل إلى مكان آخر قريبًا، وللإخوة المتدربين تحية، ومزيدًا من العمل ومزيدًا من التضحية وإنها لثورة حتى النصر".

ثم كان عرض عسكري أداه ثلة من الإخوة خريجي الدورة، تخلله استعراض للمهارات والتدريبات العسكرية التي تلقوها خلال الدورة.

وبعدها خرجت قيادة حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني، المتدربين بمنحهم شهادات تخريج وتكريم.