خضر الزعنون وإيهاب الريماوي
بعد غياب قسري لمدة سبع سنوات، ستتمكن فاتن قرعان (31 عاماً) من زيارة والديها في الأردن، حيث لم تتمكن من رؤيتهما منذ عام 2015 سوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكن بعد حصولها على "لم الشمل" ستتمكن أخيراً من معانقتهما.
وتقول قرعان من مدينة البيرة وهي تمسك بيدها قرار المواقفة بالحصول على الهوية: "السنوات السبع الماضية كانت الأصعب في حياتي، كنت بعيدة عن أهلي وأقاربي، ولم أتخيل يومياً أني سألتقي بهم مجدداً، إلا أن هذا الحلم أصبح حقيقة اليوم".
وتضيف: "أخطط منذ هذه اللحظة لشكل الزيارة التي ستكون لأهلي في الأردن، دقات قلبي تتسارع كلما خطر في ذهني أني سأزورهم قريباً، يا لها من فرحة لا تضاهيها فرحة".
أما منى زياد من بلدة بيتونيا غرب رام الله، والتي حصلت هي الأخرى على قرار لم الشمل بعد انتظار خمس سنوات، فتقول: "انتظرت تلك اللحظة طيلة هذه السنوات، ومرت خلالها ظروف عدة كنت فيها بأمس الحاجة لأهلي لأن يكونوا لجانبي".
وتتابع: "البعد عن الأهل صعب جداً، وخاصة لفتاة تأتي لأول مرة هنا ولا تعرف إن كانت ستتمكن من رؤية أهلها مجدداً، أو متى ستتمكن من ذلك. كنت أعيش في حلم، ولا أعرف إن كان سيتحقق أم لا، ولكن أخيراً بعد جهود القيادة الفلسطينية انتزعت حقي بالحصول على لم الشمل".
من جهته، قال المواطن محمد الربعي (38 عاماً) مواليد الأردن: "منذ 23 عاماً أنا في غزة بدون هوية ولم شمل، الحمد لله طلع لي لم شمل واشكر كل من ساهم في هذا العمل، والجهود الطيبة من الرئيس محمود عباس ومن الوزير حسين الشيخ وكل من ساهم".
وأضاف الربعي، الذي يعيل زوجته وأربعة أطفال، بنتان وولدان: "كنا في سجن كبير تقريبا في البطاقة التعريفية، ولدي أشقاء في الأردن، لم أتمكن من رؤيهم إلا من خلال الانترنت، والآن بعد حصولي على قرار لم الشمل سأتمكن من السفر واللقاء بهم".
في حين عبر المواطن وليد فروخ من قطاع غزة عن فرحته بالحصول على لم الشمل حيث قال: "منذ سبع سنوات بعيدٌ عن أسرتي التي تسكن في مصر، وخلال تلك السنوات لم أتمكن من اللقاء بهم، حيث توجهت ثلاث مرات للمعبر من أجل السفر لكن لم أتمكن من الخروج، سبع سنوات لم التقي بزوجتي ولا أبنائي، هذه فرحة كبيرة جداً".
وأضاف: "عندما صدر اسمي ليلة أمس لم أتمكن من النوم حتى الصباح، شعرت وكأني ولدت من جديد، لأن الهوية الفلسطينية تعني لي الكثير".
أما المواطن سهيل حجي (48 عاماً)، مواليد الامارات، فقال: "تقدمت على لم الشمل في شهر تشرين أول/اكتوبر العام الماضي، وعندما فحصت على الأسماء كان شعوري لا يوصف حيث أصبحت امتلك صفة المواطن وأتمكن من الدخول والخروج بحرية".
ووفق الناطق باسم هيئة الشؤون المدنية عماد قراقرة، فإن الدفعة التي أعلن عنها مؤخرا تأتي بناء على التفاهمات التي تمت مع الجانب الإسرائيلي في شهر أغسطس/ آب الماضي والتي على أثرها تم إعادة العمل في هذا الملف.
وأشار إلى أن ملف "لم الشمل" على سلم أولويات القيادة الفلسطينية والوزير حسين الشيخ، كون هذا الملف يشكل حالة إنسانية لآلاف المواطنين.
وأوضح قراقرة، في حديث لـ"وفا"، أن ملف لم الشمل متوقف منذ عام 2009، بعد أن جمدته حكومة بنيامين نتنياهو، علما أنه تم الحصول على لم الشمل لـ52 ألف مواطن بين أعوام 2007-2009.
وشدد على أنه سيتم الاستمرار في هذا الملف حتى إنهائه، وعند الانتهاء من حصول المواطنين الذي يقطنون في الأراضي الفلسطينية على "لم الشمل" سيتم الانتقال مباشرة للذين يعيشون خارج فلسطين.
بدوره، قال رئيس مكتب الهيئة العامة للشؤون المدنية في محافظات غزة إياد نصر إن "الهيئة لديها إصرار على منح المواطنة الفلسطينية لكل من تقدم بطلب لم شمل وخاصة أن لدينا الآلاف من الذين تقدموا بطلبات".
وأكد نصر، أن هذه الجهود تكللت بالنجاح وستستمر بذات العزيمة والإصرار من قبل القيادة الفلسطينية وبتوجيهات الرئيس محمود عباس وبجهد حثيث من الوزير حسين الشيخ والطواقم العاملة بالهيئة، التي سهرت ليل نهار على استقبال طلبات المواطنين، والذين وجهت إلى الجانب الإسرائيلي لكي يحصلوا على الهوية الفلسطينية وعلى المواطنة.
وأضاف نصر أن هذا دليل واضح على أن الرسالة التي تحملها القيادة والهيئة هي رسالة وطنية بامتياز، تحمل قيماً وطنية سامية قناعة منها أن هذا الجهد يجب أن يستمر لكي لا يضحى فلسطينياً فاقداً للهوية الوطنية أو فاقداً للمواطنة الوطنية.
ولفت نصر إلى أن هذا دليل واضح أيضاً على أن غزة لا زالت في القلب وأبناء شعبنا في غزة لا زالوا في قلب القيادة، وطالما أن هذا العدد الذي خرج للمحافظات الجنوبية هو تأكيد واضح على أن الوطن واحد ولا مجال للفصل بين الضفة وغزة، وسنبقى على هذه القناعة ما حيينا سنمارس قناعاتنا بأن الوطن والمواطن واحد لا مجال للفصل بينهما وأن الرسالة الوطنية التي تحملها القيادة رسالة ذات قيم سامية لا يمكن في لحظة من اللحظات أن نتخلى عنها.
وكان الوزير حسين الشيخ أعلن، نيابة عن سيادة الرئيس محمود عباس عن اسماء دفعة جديدة من الحاصلين على موافقات الهويات، وعددها 4000 موافقة من المحافظات الجنوبية، و1500 موافقة من المحافظات الشمالية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها