افتتحت وزارة التنمية الاجتماعية، اليوم الثلاثاء، بمدينة رام الله، بالتعاون مع "اليونيسف"، والجمعية العربية للتأهيل- بيت جالا، أعمال الملتقى الأول، تحت عنوان "واقع اضطراب طيف التوحد في فلسطين- تحديات وأدوات تغيير.. "معًا نستطيع".

ويأتي الملتقى الذي يستمر لمدة يومين، في الوقت الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 كانون الأول لعام 2007 قرارا باعتماد اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، والذي يصادف الثاني من نيسان من كل عام، حيث دعت كافة الدول الأعضاء لإحياء هذا اليوم من كل عام لإذكاء الوعي بمرض التوحد، وتشجيع الدول لاتخاذ كافة التدابير اللازمة والهادفة لإذكاء الوعي لدى فئات المجتمع كافة للتعامل مع مرضى التوحد، وارتباطه بأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر والخاص منها في الهدف الرابع.

وقال وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني، إن الملتقى يحاكي مسألة اجتماعية، ومشكلة بدأت بالانتشار والازدياد على المستويين العالمي والمحلي، وهي ظاهرة عالمية استدعت التدخل من خلال منهجية يجب أن تنتج بناءً على اللقاءات والحوارات الهادفة لكل العاملين والخبراء المحليين والدوليين.

وأشار مجدلاني الى أنه ليس لدينا تقدير ومعرفة بعدد الأطفال المصابين بهذا المرض، حيث حاولنا في الوزارة تحديد الحالات ولكن دون نتيجة، خاصة أن بعض العائلات تعتبره نوع من أنواع الإعاقة، ولا تفصح عن حالة أطفالها، لافتا الى أننا أطلقنا في ديسمبر الماضي السجل الوطني الاجتماعي، وقد انتهينا اليوم من مسح قرابة 45 ألف أسرة من المستفيدين من الخدمات التي تقدمها الوزارة في الضفة الغربية، في حين سيتم عمل مسح لـ 88 ألف أسرة في الضفة الغربية، الأمر الذي قد يساهم في تحديث قاعدة البيانات حول مرض التوحد.

وقال إننا نطمح أن تكون نتائج هذا الملتقى قد أرست خارطة الطريق للتعامل مع فئات التوحد خلال السنوات القادمة على صعيد التشخيص والتقييم والعلاج والمتابعة، إضافة لعقد لقاءات سابقة بين الشركاء من أجل بلورة العمل مع طيف التوحد.

وأوصى بضرورة وضع آلية لحصر أعداد طيف التوحد، وتحديد منهجية للتشخيص والفحص المبكر، وتحديد الاحتياج الفعلي، وبلورة رؤية وسياسات واستراتيجية واضحة خلال المرحلة القادمة، واستخدام نظريات التخطيط القائمة على فحص الإمكانات، ونقاط القوة، والتحديات، والفرص، وأن يكون هناك شركاء على أرض الواقع الى جانب وزارة التنمية الاجتماعية.

واشتمل الملتقى على جلستين، ناقشت الجلسة الأولى ورقة عمل عن واقع التوحد في فلسطين، أكد فيها المتحدثون أن طيف التوحد هو حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي، مؤكدين أن التشخيصات في فلسطين غير دقيقة وعامية، وهي بحاجة لاختبارات يقوم بها أخصائيين نفسيين أعصاب، وأطباء العلاج الوظيفي والسلوكي.

كما ناقشت الجلسة أيضًا التوحد من منظور الطب النفسي، وطب الأعصاب. في حين ناقشت الجلسة الثانية تعزيز الخطاب الإعلامي ليكون أكثر استجابة لقطاع الإعاقة، والمعايير والمقاييس الدولية المرتبطة بالأبنية الخاصة بأطفال التوحد، وواقع دمج طلبة اضطراب طيف التوحد في المدارس الفلسطينية.