في ذكرى يوم الأرض، ودعمًا وإسنادًا لأقصانا وأسرانا، أحيت منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا مهرجانًت جماهيريًا تخلله وصلةً فنيةً تراثيةً لفرقة الكوفية الفلسطينية على أنغام الأناشيد الثورية الوطنية في قاعة الشهيد زياد الأطرش في مخيم عين الحلوة، اليوم الأربعاء ٣٠ آذار ٢٠٢٢.
وشارك في المهرجان عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال كشمر، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة، وشعبها التنظيمية، وقائد القوة الأمنية المشتركة العقيد عبد الهادي الأسدي، وممثل التنظيم الشعبي الناصري عضو لجنتها المركزية خليل مدبولي، وفصائل "م.ت.ف."، وقادة العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني، واللجان الشعبية، والمؤسسات ولجان القواطع والأحياء، والأخوات في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وحشد من جماهير شعبنا.
وعلى عزف المكتب الكشفي الحركي- شعبة عين الحلوة استقبل أمين سر شعبة عين الحلوة الحضور.
وألقى عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا د.عبد أبو صلاح، كلمة قال فيها: "بداية وقبل كل شيء وباسمكم جميعاً نتوجه بتحية إجلال وإكبار إلى روح الشهيد البطل ضياء حمارشة "إبن الفتح" والذي إستطاع قضّ مضاجع الصهاينة في عملية بطولية في خاصرة الإحتلال. فقتل من قتل وإرتقى شهيداً عشية ذكرى يوم الأرض في رسالة واضحة عن تمسكنا بأرضنا والدفاع عنها بكل الوسائل المتاحة مهما طال الزمن".
ونوه د. أبو صلاح لفعاليات آذار قائلاً: "نختتم اليوم فعاليات شهر آذار التي بدأناها باحياء ذكرى معركة الكرامة التي أعادت كرامة الجندي العربي وكرامة الأمة. وها نحن نقف اليوم لنحيي ذكرى يوم الأرض الخالدة فينا أبداً لنؤكد أن معركة الأرض لم تبدأ ولم تنته في 30 آذار من العام 1976 بل هي مستمرة حتى يومنا هذا حتى العودة والتحرير."
وأضاف د. أبو صلاح: "نحن كفلسطينيين، كل أيامنا هي بمثابة يوم الأرض ففي كل يوم تصادر حكومة الإحتلال العنصرية الأراضي الفلسطينية، وتبني المستوطنات، وتهدم المنازل وتهجر السكان فتقتل البشر والحجر".
وتابع: "أمام هذا الواقع الخطير نجدد دعوتنا لكافة الفصائل الفلسطينية بضرورة الإلتفاف خلف منظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد البيت الفلسطيني الذي طالما طالبنا فيه لمواجهة كافة المؤامرات والمشاريع التصفوية."
وختم د. أبو صلاح كلمته: "من لبنان من مخيمات العودة نعلن تأييدنا المطلق لقرارات قياداتنا الوطنية الحكيمة وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس ولا سيما خلال إنعقاد المجلس المركزي الفلسطيني ومن قبلها تلك التي أعلنها من على منبر الأمم المتحدة".
وتخلل المهرجان وصلة فنية لفرقة الكوفية الفلسطينية للتراث، حيث قدّم ثلة من زهرات وأشبال الكوفية أجمل الرقصات الفلوكلورية والتراثية المتنوعة والمتعددة الأشكال، على ألحان الأغاني والأناشيد الثورية الفلسطينية، كما وتزين أشبال وفرقة الكوفية بالثوب والزي الفلسطيني، مؤكدين بذلك تمسكهم بالأرض وبالتراث الوطني ونقله من جيل إلى جيل، حتى النصر والتحرير.
ونتيجة للإبداع التي قدمته فرقة الكوفية في المهرجان وبالمهرجانات السابقة؛ كرّم اللواء ماهر شبايطة باسم فصائل "م.ت.ف" السيدة "حورية الفار" بدرع رمزي حيث تمَّ وصفها بسيدة المسرح الفلسطيني.
وألقى كلمة "م.ت.ف" عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال عصام حليحل، إذ توجه بكلمته ليوم الأرض قائلاً: "في الثلاثين من آذار من كل عام يحيي شعبنا الفلسطيني داخل الوطن وخارجه في كل أماكن تواجده ذكرى يوم الأرض الخالد، يوم هبت في 30 من أذار (مارس) عام 1976 جماهير شعبنا الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب دفاعاً عن الأرض الفلسطينية، وتصدت ببسالة لقرار السلطات الصهيونية بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل، وتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط لتهويد الجليل، حيث عمت المظاهرات الجماهيرية الحاشدة مختلف المناطق الفلسطينية، احتجاجاً على سياسة المصادرة، وكالعادة تم مواجهتها من قبل الاحتلال الإسرائيلي بالقوة العسكرية، فاجتاحت جنوده مدعومة بالآليات العسكرية القرى والبلدات الفلسطينية وأخذوا باطلاق النار عشوائياً على الفلسطينيين المتظاهرين، فسقط منهم ستة شهداء وعشرات الجرحى فضلاً عن اعتقال ما يزيد عن 300 آخرين."
ونوه حليحل في كلمته لمواصلة الكفاح قائلاً: "إن شعبنا الفلسطيني وهو يحيي هذه المناسبة المجيدة، فإنه يؤكد عزمه على مواصلة الكفاح دفاعاً عن الأرض الفلسطينية، وإستعداده للتضحية في سبيلها وفي سبيل تحقيق كامل أهدافة المشروعة، المتمثلة بالعودة وتقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس."
وفي يوم الأرض دعا حليحل إلى توحيد الصف الفلسطيني قائلاً: "يجب رص الصفوف، وإنهاء الإنقسام المقيت واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت مضلة "م.ت.ف" التي ناضلت وقدمت الآلاف من الشهداء والجرحى، لتبقى البيت الجامع للشعب الفلسطيني بكافة أماكن تواجده. وآن الأوان للوحدة الفلسطينية للتصدي لسياسة الاستيطان ومصادرة وتهويد الأراضي في جميع أنحاء الوطن، وإفشال مساعي العدو الصهيوني لمصادرة تاريخنا وجغرافيتنا والتراث الذي يربط شبعنا بهذه الأرض."
وأضاف حليحل: "نؤكد وقوفنا خلف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن، الثابت على الثوابت، خليفة القائد الراحل ياسر عرفات رحمه الله."
وأكد وجدد حليحل على حرصنا بأمن واستقرار لبنان قائلاً: "نجدد حرصنا على أمن واستقرار لبنان، ونؤكد بأن المخيمات الفلسطينية لن تكون إلا عاملاً داعمًا لوحدة أراضيه واستدامة التعايش السلمي بين أبنائه، وأنها لن تكون أيضاً منطلقاً لأية أعمال من شأنها المساس بأمنه. ومن هذا السياق ندعو الدولة اللبنانية الشقيقة لإعادة النظر بالقوانين والتشريعات التي تحرم الفلسطيني من الحقوق المدنية والإجتماعية، ونعتقد أن نيل اللاجئين حقوقهم لا يتعارض مع تمسكهم بحق العودة، ومقاومتهم لمؤامرة التوطين والتهجير".
ودعا حليحل إلى مواصلة الاعتصامات ضد سياسة الاونروا قائلاً: "نطالب الأونروا للوفاء بالتزاماتها والعمل على تأمين الدعم والأموال اللازمة للتخفيف من معاناة أهلنا المستمرة، كما ندعو الأونروا والمجتمع الدولي أيضاً لتقديم كل مقومات العيش الكريم الانساني للنازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان أسوةً بأشقائهم النازحين السوريين على اعتبار أن الظروف والمسببات التي أدت إلى نزوحهم واحدة، مع التأكيد بعدم المساس بالمؤسسات التربوية والصحية التي تقوم بخدمة شعبنا."
وختم حليحل كلمته: "نوجه التحية لصمود ونضال جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن وفي كافة أماكن تواجده، كما نوجه التحية لأهلنا في مناطق الـ48 الذين يتصدون للسياسة العنصرية التي يتبعها ضدهم الاحتلال الإسرائيلي ومساعيه لاقتلاعهم من أراضيهم وقراهم وبلداتهم."
وخلال المهرجان ألقى عضو اللجنة المركزية للتنظيم الشعبي الناصري خليل مدبولي كلمة القوى والأحزاب اللبنانية، مؤكداً على تضامنهم المستمر مع القضية الفلسطينية، وأنهم متضامنون مع الشعب الفلسطيني الجبار الصامد في التصدي للاحتلال الصهيوني.
وفي يوم الأرض وجه مدبولي التحية لروح الشهيد البطل ضياء حمارشة قائلاً: "في يوم الأرض المجيد لا يعني إلا أن انحني احتراماً وتقديراً أمام العملية البطولية التي حصلت بالأمس على يد شاب عمره من همر الورد، استطاع أن يدب الرعب في قلوب الصهاينة متحصناً بايمانة بالقضية الفلسطينية وبأن فلسطين للفلسطينيين رغم أنف الجميع. سلمت يداك ضياء حمارشة التي أطلقت رصاصات الكرامة، حتى ارتقيت شهيداً."
وختم مدبولي كلمته: "إن القضية الفلسطينية تبقى القضية المركزية للأمة العربية وإن صيدا بتاريخها الوطني وبمقاومتها وقواها الوطنية ملتزمة بحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وحقة بالعيش بكرامة وسط أهله في لبنان حتى عودته إلى وطنه."
تصوير: فادي عناني
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها