بمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاده، أبّنت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الشَّهيد المناضل اللِّواء عاطف عبد العال، اليوم الإثنين ١٠-١-٢٠٢٢ في قاعة الشَّهيد الرَّمز ياسر عرفات في مخيَّم البداوي. 

وقد غصت القاعة بالجماهير الوفية لمسيرة الشهيد، تقدمها أمينُ سرِّ فصائلِ "م.ت.ف" وحركة "فتح" في الساحة اللبنانية فتحي أبو العردات، وأمين سر حركة "فتح"- إقليم لبنان حسين فيّاض، ومسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال، وعددٌ من أعضاء قيادة الإقليم، وأمناء سرّ وأعضاء قيادة المناطق والشُّعب التنظيمية في لبنان، وأمناء سرّ الاتحادات الوطنية والمكاتب الحركية في لبنان، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية، والقوى الوطنية اللبنانية، ودائرة الشباب في سفارة دولة فلسطين في لبنان، وحشدٌ من ضباط وكوادر حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، وحشدٌ جماهيري غفير من مخيّمات لبنان. 

وقد كان في استقبال المعزين أمين سرّ فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في الشمال مصطفى أبو حرب وأعضاء قيادة المنطقة، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الشمال بسام الأشقر، إلى جانب آل الشهيد وأقاربه ومحبيه. 

استَهلَّ عضو قيادة المنطقة الأخ محمد أبو عرب التأبين بقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية، وقال:  "نقفُ اليومَ أمام حضرةِ الشهداء، أمامَ شهيدٍ لطالما تغنت به مخيمات الصمود والإباء، وشهدت له ساحاتُ الكفاح والعطاء، وعرفته ميادينُ النضالِ والوفاء، برحيلك يا أبا مصطفى، فقدَ شعبنا، وفقدتْ المخيماتُ رجلاً من الرجال الرجال، المخلصين الأوفياء، المدافعين بشراسةِ الأسدِ وفِراسة المؤمن عن المشروع الوطني والقرار الفلسطيني". 

ثم دعا فضيلة الشيخ أبو عثمان لتلاوةِ آياتٍ عطرة من الذكر الحكيم لروح الشهيد. 

وقدم فضيلة الشيخ أحمد عطية موعظة دينية من وحي المناسبة، وقرأ الدعاء إلى روح الشهيد الطاهرة. 

كلمة آل الشَّهيد وأصدقائه ألقاها عضو قيادة المنطقة د. علي وهبة، استعرضَ فيها سيرة الشهيد اللواء أبو مصطفى، ومسيرته النضالية منذ التحاقه بحركة "فتح" شابًا يافعًا، حتى توليه مرتبة عضو قيادة حركة "فتح"- إقليم لبنان، حيث كانت له بصماته في كلّ مهمة تولاها. 
وتوجه بالشكر والتقدير إلى سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وإلى قيادة الساحة اللبنانية وقيادة الإقليم والمنطقة وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، وكل من وقف إلى جانبهم وواساهم في مصابهم الجلل. 

واختُتِمَ الحفل التأبيني بكلمة حركة "فتح" ألقاها عضو المجلس الثَّوري للحركة فتحي أبو العردات، تحدَّث فيها عن مزايا الشَّهيد اللِّواء أبو مصطفى ومناقبيّته، إذ كان نموذجًا للعطاء، وخدومًا وحريصًا ومخلصًا في رسالته، ومتعدد المهام، تجده يتنقل في كل المناطق اللبنانية لخدمة أبناء شعبنا الفلسطيني. 
ثمَّ توجه باسم سيادة الرئيس محمود عباس، وباسم سعادة السفير أشرف دبور، وباسم منظمة التحرير والمجلس الثوري لحركة "فتح"، والأمن الوطني وفصائل المقاومة الفلسطينية بأحر التعازي إلى آل الشهيد وأقاربه ومحبيه. 

ثمّ عرَض آخر التطورات وأبرز المستجدات التي تمر بها القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الدقيقة، مشيرًا إلى أن حركة "فتح" لم ولن تبخل بتقديم الشهداء والأسرى والجرحى من أجل فلسطين والقدس. 
ثم حيّا الأسرى الأبطال، أبو هواش، والأسرى الستة الذين كسروا هيبة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، والأسرى المضربين عن الطعام الذين يسطرون أروع البطولات بمواجهة العدو الإسرائيلي. 
ودعا إلى ضرورة توحيد الصف الفلسطيني، والترفع عن الصغائر من أجل حماية المخيمات، ومقاصصة مرتكبي الجرائم، والتعاطي بمسؤولية، والعمل بمصداقية وصفاء دون التسابق إلى إصدار البيانات والإتهامات، مؤكدًا أن حركة "فتح" هي رائدة العمل المشترك، والوحدة الوطنية على أرضية الإلتزام بالمصلحة الوطنية العليا. 
وفي معرض الحديث عن الساحة اللبنانية، أشار أبو العردات إلى أن الوجود الفلسطيني في لبنان يشكل عاملاً من عوامل الاستقرار الأمني والسياسي والإقتصادي، وقد فرض صورة الإنسان الفلسطيني المنضبط والملتزم. 
ودعا إلى ضرورة الإلتزام بوثيقة الشرف التي وُقعت برعاية مجلس النواب، كما شدد على تمسكه بالحقوق الإنسانية في هذا البلد، مؤكدًا رفضه للتوطين والتهجير. 
وقد شكر معالي وزير العمل بيرم، تقديرًا لقراره الأخير الذي يعطي فسحة من الأمل للفلسطيني. 
وختم: "لن نألو جهدًا في خدمة ومساعدة شعبنا الفلسطيني"، مشيرًا إلى تحسين وتطوير المستشفيات وفتح مدرستين نموذجيتين حديثتين بدعم من منظمة التحرير والأونروا. 

وفي الختام، تقبّلت قيادة حركة "فتح" وآل الشهيد ومحبيه وأقاربه التعازي من المعزين.