طارق الأسطل
بدلا من فستان زفاف أبيض تزف فيه إلى خطيبها سامي العمور، اتشحت غادة بالسواد، واستبدلت ملاح الفرح والأمل بالدموع والألم عقب تلقيها نبأ استشهاده في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
لم تكن تتخيل غادة أبو جامع أن تتلقى نبأ كهذا يوما من الأيام، فقد انتظرت حرية سامي بفارغ الصبر، ليجتمع شملهما ويستقران تحت سقف واحد. استشهد سامي وكان الخبر بالنسبة لها "كالصاعقة".
تقول أبو جامع (30 عاما) في حديثها لـ"وفا"، إنها كانت تعد الليالي والأيام بانتهاء محكومية سجنه البالغة 19 عاما، والتي أمضى منها 15 عاما.
بحزن وحسرة تضيف "أنا عاجزة عن استيعاب الخبر وحقيقة أنني لن أعود قادرة على رؤيته أو سماع صوته".
كنت انتظر بفارغ الصبر خروج ابني البكر الأسير سامي العمور من سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى أفرح به وأزوجه، بهذه العبارات المليئة بالحزن والألم والمرارة بدأت والدة الأسير سعاد العمور تتحدث عن فقدانها لفلذة كبدها.
والدته أم سامي (70 عاما) كانت تحاول استيعاب ما جرى، ولم تتوقف عن البكاء والعويل قائلة "هو أول فرحتي في هذه الدنيا وقد غادرها دون أن أتمكن من رؤيته أو احتضانه، رأيته آخر مرة قبل 4 سنوات، ولم يسمح لي الاحتلال الإسرائيلي بعدها أن أراه مجددا".
وتابعت "ابني لم يكن مريضا كما يزعم الاحتلال وليس لديه مشاكل صحية، بل إن ظروف الاعتقالية القاسية والإهمال الطبي هما السبب بإصابته بأمراض في القلب، والمؤلم انني لم أستطع ضمه لصدري أو أخفف عن آلامه".
أما أخوه أنور العمور فقد اكد أن حالة سامي الصحية تدهورت في الفترة الأخيرة، ولم يسمح لنا الاحتلال بزيارته، مبينا أنه عانى وتحمل الكثير من الأوجاع.
وحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية استشهاد أخيه نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، والمماطلة في متابعة وضعه الصحي إضافة الى ظروف الاعتقال القاسية التي تعرض لها على مدار سنوات اعتقاله.
وقال نعيش الآن أوقاتا صعبة للغاية في انتظار أن يتم استرداد جثمانه، لنتمكن من رؤيته وتقبليه ودفنه بما يليق بكرامة الشهداء.
يشار إن "الأسير سامي العمور (39 عاما)، من مدينة دير البلح في غزة، ارتقى صباح هذا اليوم في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، وهو معتقل منذ عام 2008 بعد أن اقتحمت قوة خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي منزله شرق غزة، وحكمت عليه لاحقا بالسجن 19 عاماً.
وطوال هذه السنوات حرمه الاحتلال من زيارة العائلة، حيث تمكن والداه من زيارته قبل أربع سنوات مرة واحدة فقط.
وبارتقاء الأسير العمور، يرتفع عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال إلى 227 شهيدا منذ عام 1967، منهم 72 أسيرا ارتقوا نتيجة الإهمال الطبي، بحسب بيان نادي الأسير.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها