يعرف الأعداء والخصوم على مختلف هوياتهم وغاياتهم، من هو الرئيس أبو مازن، يعرفون جيدًا وطنيته البالغة، وثقافته المعرفية الواسعة، وسياساته النضالية بواقعيتها التي اقتحمت شتى المحافل الدولية، وحصدت لفلسطين مقامات متنوعة، ويعرفون سعيه الدؤوب، لتمكين القانون من أن يكون سيد الحكم، وفوق الجميع، ولا أحد من فوقه مهما كان موقعه، وتوصيفه السياسي، أو الحزبي، أو الاجتماعي، ويعرفون بالطبع ديمقراطيته التي دعاه مرة شاعر فلسطين الكبير محمود درويش أن يخفف منها قليلًا، حين طالبه أن يكون أقل سويسرية، ولم يعد خافيًا على أحد بعد تصديه لصفقة القرن، وعلى نحو لم تستوعبه دول كبرى!! أنه غير قابل للمساومة على الثوابت المبدئية الوطنية، وبموقف المؤمن القابض على جمرة الدين، وصلابته التي هي بالقطع من صلابة فرسان فلسطين، كما لم يعد خافيًا على
أحد مناهضته للخطب الاستهلاكية، والشعارات الثورجية، والبلاغات الانتهازية الانتخابية، وبذات القدر، لا شك أنهم يعرفون أيضًا، قيمه الجمالية، والإنسانية، وتقديره العالي لنتاجاتها الإبداعية، ولطالما تباهى الرئيس أبو مازن بطبيعة الثقافة الفلسطينية، بكونها ثقافة الخير والمحبة والتسامح والسلام، المناهضة للإرهاب أيا كانت هويته الدولية والحزبية والعقائدية.

ولأن هؤلاء –الأعداء والخصوم– يعرفون كل ذلك جيدًا، يواصلون التحريض على الرئيس أبو مازن بتلفيقات وشائعات منوعة، وتقولات مصنعة، وادعاءات عديمة الخلق والضمير، ولن ننسى هنا كيف وصفه اليمين الإسرائيلي العنصري المتطرف، بأنه إرهابي دبلوماسي، ونشروا البوسترات الداعية إلى قتله!! ما يريد هؤلاء، الأعداء خاصة، وبمثل ما يفبركون، اغتيال الرئيس أبو مازن معنويًا، لاغتيال المشروع الوطني أساسًا، واستبداله بمشروع التبعية الذي يوهم بالازدهار الاقتصادي!! ويتوهم بعض الخصوم أن ذلك ممكن تحت رايات الإصلاح الديمقراطي!! نعرف، ويعرف الواقع والتاريخ، أن الازدهار في كل مناحي الحياة، إذا ما كان بلا حرية، فإنه لن يكون غير وصفة أخرى للعبودية، وبالنسبة لقضيتنا الوطنية، فإنه ليس غير وصفة لتأبيد الاحتلال الإسرائيلي، ألم يكن السلام الاقتصادي، برؤية نتنياهو، وترامب، هو مشروع هذا الازدهار..؟؟      

لن نسلم طبعًا من اتهام القلوب المريضة بأننا نداهن الرئيس أبو مازن هنا،  لغايات حزبية، أو لمصلحة شخصية، نقول لن نسلم من هذا الاتهام، ولا بأس  لأن القلوب المريضة لن تقرأ غير ما تريد من أوهام ادعاءاتها، لكننا ولكي نؤكد أننا لسنا بوارد هذه المداهنة، والتي لا يرضى بها الرئيس أساسًا، سنقول بطبيعة الإنسان أبو مازن وبما تحتمله، وتمثله هذه الطبيعة، ولن نذهب قطعا إلى توصيفات بلاغية، وشعاراتية له، من نوع قائد الضرورة، وما شابه ذلك من توصيفات محض بلاغية، لكننا سنقول، ونؤكد، وبما تفرض كلمة الحق الوطنية، وكلمة الضمير الأخلاقية، أن الرئيس أبو مازن هو قائد اللحظة التاريخية، ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر أنه هو من انحاز لقرار الكفاح المسلح في حوارات اللجنة المركزية الاولى لحركة فتح عشية الانطلاقة، وبقدر ما هو قائد هذه اللحظة، بقدر ماهو زعيم المسؤوليات الصعبة، والمهمات المكلفة، ولطالما هي مهمات حماية المشروع الوطني، والتمسك بالثوابت المبدئية، والقرار الوطني المستقل.

حقيقة وطبيعة الرئيس أبومازن هذه، هي التي يحاربها الأعداء والخصوم، ويحاولون بصيغ وكتابات شتى، تشويهها والنيل منها، ولكل منهم غاياته التي يظل أخطرها بالقطع غايات الأعداء، فهي غايات القتل والخراب والتصفية الشاملة لتطلعات شعبنا، وأهدافه العادلة، والمشروعة، في الحرية والاستقلال، ولهذا لا ينبغي وطنيا أن تصب غايات الخصوم، في مجاري غايات الأعداء التدميرية، وعليه اقتضى التنويه والتنبيه، وأشهد اللهم إنا قد بلغنا.