أقل ما يقال أنها عصابات منفلتة لا قانون يردعها ولا أدبيات تمنعها عن أبشع ممارساتها الارهابية، لا يمكن مقاربة أفعال المستوطنين على الأراضي الفلسطينية المحتلة بشريعة الغاب لأن الحيوانات لا تحرق أرضًا ولا شجرًا وأن قتلت فانها تقتل جوعًا كي لا تموت وحين تأكل فانها لا تأكل إلا فريستها انما المستوطنون المتخمون بعنصريتهم يقتلون للاستيلاء على كل ما هو لغيرهم.

هؤلاء الذين هاجروا إلى فلسطين من كل بلدان العالم لأجل استعمارها نراهم بأبشع المشاهد وهم يستبيحون كل شيء ويحاولون ببطشهم تمرير ما لم تستطع حكوماتهم لعقود طويلة تمريره على طاولة السياسة فتدفعهم وبحماية من قوات جيش الاحتلال لفرض واقع استيطاني موسع يقطع اوصال المناطق الفلسطينية.

زمر تغزو في النهار والليل وتتوزع بين القرى والبلدات الفلسطينية لتسطو على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومزروعاتهم وحتى مواشيهم مستخدمين كل أدوات القمع بما فيها اطلاق الرصاص الحي.

يكفي أن نرصد اعتداءات المستوطنين في يوم واحد لندرك أننا أمام هجمات إرهابية ولو بدت فردية أو تقودها مجموعات محددة إنما تدخل في مشروع الفوضى المنظمة التي يزرعها الكيان المحتل لفرض خرائط صفقة القرن التي وضعتها إدارة الرئيس الاميركي السابق ترامب بالتنسيق مع اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو التي أفشلها الفلسطينيون بمواقفهم الشعبية والسياسية والدبلوماسية.

وإذ يبدو واضحًا أن تلك الهجمات قد تصاعدت في الآونة الأخيرة خصوصًا بعد فوز جو بايدن وسقوط دونالد ترامب الذي كان يعول الاحتلال على بقائه في الحكم لاستكمال مشروع هباته الأحادية وعلى راسها الضم والتوسع في الأراضي الفلسطينية فيمضي (الاحتلال) في استغلاله السمج لجائحة كورونا التي قتلت واصابت الملايين، ولم يكن بمنأى عنها، في خطوات استباقية لأي قرارات محتملة قد تتخذها الإدارة الأميركية الجديدة في وجه الاستيطان الذي من المؤكد انه يدخل في صلب عرقلة ملف السلام.

وأن اسرائيل التي احتلت ما احتلته من فلسطين وكانت بداياتها قائمة على التنظيمات العصابية، مؤكد أنها مستمرة في نهج العنف والارهاب المثبت في الجرائم اليومية المصنفة جرائم حرب وانسانية، وهي التي تخرق القانون الدولي وتستبيحه في كل يوم، أمر بات يستلزم تحرك الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان لفضح ممارسات الاحتلال ومطالبته احترام مئات القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وفتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاتها اذ من غير الممكن الاكتفاء بسياسة الشجب والإجازة لاسرائيل ان تتنصل أكثر من القوانين والشرائع الدولية كما لا يمكن أن تكون حياة الفلسطيني رهن حجر او رصاصة يطلقها شبيحة الاستيطان.

وأن الإعلام يعد أحد الركائز الأساسية في فضح الجريمة الاسرائيلية، فان الوسائل الإعلامية لا سيما العربية منها مدعوة عبر منابرها لملاقاة الإعلام الفلسطيني في فضح ممارسات الاحتلال وجرائمه بحق فلسطين وشعبها.

وما كان إطلاق الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون "لليوم الاعلامي المفتوح ضد الاستيطان" بالأمس وبالشراكة مع قنوات وإذاعات عربية إلا فرصة مهمة للانضمام إلى الرسالة الاعلامية المركزية التي تأخذ على عاتقها الدفاع عن الحق الفلسطيني الذي ينتهك يوميًا بما فيه فضح الغزو الاستيطاني المتصاعد، فيكون لها الدور المؤثر عبر تصويبها على الوقائع اليومية والحقائق المثبتة بالشهادات الحية.