اعتصم العشرات من المواطنين وأهالي الأسرى، اليوم الثلاثاء، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة، دعما لصمود الحركة الأسيرة، في وجه الهجمة الشرسة وغير المسبوقة على حقوقهم من قبل إدارة سجون الاحتلال.

وشارك في الاعتصام المركزي، عدد من الأمناء العامين للفصائل وممثلو القوى الوطنية، ورفعت صور لعدد من الأسرى في سجون الاحتلال، ورددت شعارات دعما لصمودهم، وإسنادا لحقوقهم في الحرية، خاصة المضربين عن الطعام والمعزولين.

وأكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، دعم قرار الأسير ماهر الأخرس، الذي يخوض إضراباً عن الطعام منذ 79 يوماً، احتجاجا على الاعتقال الإداري.

وأوضح أبو بكر، أن الأخرس يدرك الخطوات التي يقوم بها، رداً على قرارات المحاكم الإسرائيلية، لاسيما أنه صاحب تجارب سابقة في الاعتقال الإداري، مضيفا أن "إدارة السجون حاولت دفعه لفك اضرابه قبل اسبوعين، وأبلغوه بصدور قرار بتجميد الاعتقال الإداري، لكنه رفض وأعلن الاستمرار في الإضراب، لان الاحتلال قد يعيد اعتقاله في أي لحظة.

وحول التوصية التي صدرت أمس عن محكمة الاحتلال العليا، أوضح أبو بكر أن المحكمة ستعقد اجتماعا خلال ساعات، للنظر في رفض الأسير ماهر الأخرس لتلك التوصية، التي تتعارض مع مطلبه بالإفراج الفوري عنه، بل نصت على عدم تجديد الحكم الاداري، الذي ينتهي في 26 من الشهر المقبل.

وحذر من تنامي موجة الاحتجاجات في المعتقلات خلال المرحلة المقبلة، إذا ما استمرت إدارة السجون في الاقتحامات لقمع الخطوات النضالية المؤازرة للأسير ماهر الأخرس والأسرى المعزولين، والتهديد بفرض عقوبات وإجراء محاكمات على الحركة الأسيرة.

بدوره، دعا رئيس نادي الأسير قدورة فارس، إلى الارتقاء بمستوى الفعاليات الشعبية الداعمة لنضالات الأسرى في سجون الاحتلال، مطالباً برفع وتيرة الأداء الجماهيري، حتى تصل الرسالة لكل العالم بأن شعبنا الفلسطيني يقف خلف أسراه.

وشدد فارس على أهمية استعادة مجالس الطلبة في الجامعات لدورها المركزي في خلق المناخ الداعم لنضالات الحركة الأسيرة، وبث الروح في النضال الفلسطيني التي سحقت تحت وطأة الانقسام.

واشار إلى أن الأسيرين ماهر الأخرس، واسماعيل العارف، الذي استؤصلت إحدى كليتيه قبل يومين، يشكلان رمزين للحالة الكفاحية للأسرى في سجون الاحتلال، حيث يرمز الأول لسياسة لاعتقال الإداري التي شكلت سيفا مسلطاً على رقاب الالاف من أبناء شعبنا، والآخر لسياسة الإهمال الطبي، التي كان ضحيتها المئات ما بين شهيد ومعوق.

ودعا فارس، إلى اتخاذ موقف وطني بمقاطعة محاكم الاحتلال المدنية والعسكرية، لتسقط عن إسرائيل الصبغة القانونية التي تتذرع بها، مشيرا إلى أن قرارا كهذا من شأنه أن يخلق تداعيات كبيرة سياسيا وقانونيا تصب في صالح شعبنا.

بدوره، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، أن شعبنا يقف بأسره إلى جانب الاسيرات والاسرى في سجون الاحتلال، مشدداً على أن لا سلام ولا امن ولا استقرار دون الافراج عنهم جميعا.

وأضاف، أن إصرار الاحتلال على الاستمرار في اعتقال الأسير ماهر الاخرس، وهو في حالة صحية حرجة، يمثل جريمة نكراء مدانة ومرفوضة، مطالبا بالإفراج فوراً عنه وباقي الاسرى الاداريين.

وطالب رأفت المؤسسات الدولية وكل الدول الصديقة لشعبنا بممارسة الضغط على الاحتلال، للإفراج عن ماهر الاخرس وبشكل فوري، لإنقاذه والمحافظة على حياته.

مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية، حلمي الاعرج، تحدث عن ضرورة استغلال المعركة التي يخوضها الأسير ماهر الأخرس.

وأكد الأعرج أهمية النموذج الذي يقدمه الأخرس، في تصميمه على النصر وانتزاع الحرية او الشهادة، قائلا إن أكثر ما يميز هذه المعركة هي الرغبة في كسر سياسة الاعتقال الإداري من حيث المبدأ، وليس من خلال الحصول على قرار بالتثبيت او عدم التجديد.

وتابع أن رفض الأسير الأخرس لتوصية محكمة الاحتلال العليا، يعني أنه لا يقبل بشرعية الاعتقال الاداري، وهو موقف يمكن ان يبنى عليه استراتيجية وطنية، تتزامن مع تحرك دولي بالقانون لإسقاط هذا النوع من الاعتقال.

من جانبها، اتهمت سهام محمد، زوجة الأسير إسماعيل عارف من بلدة دير عمار غرب رام الله، إدارة سجون الاحتلال بإهمال حالة زوجها طبياً وإخضاعه لعملية جراحية لتفتيت الحصى من إحدى كليتيه، ما أدى لاستئصالها.

وقالت، إن زوجها كان يعاني من حصوة صغيرة في إحدى كليتيه قبل 4 سنوات، وتم تفتيتها بـ "الليزر"، إلا أن الألم لم يتوقف واستمر في المعاناة، فقرر أطباء إدارة السجون إخضاعه لعملية جراحية قبل 3 أشهر، فتضررت الكلية بشكل كبير، وتقرر استئصالها.

وطالبت سهام اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهيئات الإنسانية بالتدخل وإرسال محامٍ للاستفسار عن وضع زوجها الصحي، خاصة أنها لم تتلق أية أخبار عنه منذ يوم الأحد الماضي.