أكّدت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان أنَّ مجزرة صبرا وشاتيلا الأليمة التي ما زالت شاهدةً على طبيعة الإجرام الصهيوني العنصري المتطرف، ستبقى فصلاً مأساويًّا في ذاكرة شعبنا الفلسطيني، وصفحة سوداء في سجل دولة الاحتلال الإسرائيلي الحافل بالجرائم والهمجية والقتل والعنصرية تجاه شعبنا الفلسطيني وتجاه كل شعوب المنطقة.
وقالت الفصائل في بيان صدر عنها، في الذكرى الـ38 للمجزرة: "إنّ 16 و17 و18 أيلول 1982 أيام سوداء في تاريخ شعبنا وقضيتنا، حيث أقدم جيش الاحتلال الصهيوني والميليشيات الموالية على ارتكاب أبشع مجزرة في تاريخ البشرية الماضي والمعاصر بحق الفلسطينيين واللبنانيين المدنيين العزّل والأبرياء، حيث أقدمت تلك العصابات الإجرامية بغطاء من جيش الاحتلال ووزير حربه آنذاك أرييل شارون على اقتحام التجمعات السكنية في منطقة الحرش وفي مخيم صبرا وشاتيلا، وأمعنت قتلاً وتنكيلاً بسكانها، وتمثيلاً بالجثث".
وأشار البيان إلى أنّه تم إرتكاب تلك المجزرة رغم الضمانات الدولية التي أعطيت لمنظمة التحرير الفلسطينية لحماية المدنيين في المخيمات الفلسطينية قبل الخروج من بيروت، وترافق ذلك مع انسحاب القوات الدولية من محيط المخيمات، فشكلت المخيمات الفلسطينية مسرحًا لدولة إسرائيل للانتقام من الأبرياء والعزّل ردّا على هزيمتها وفشلها بتحقيق هدفها باحتلال بيروت والقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية.
وأضاف البيان: "لقد آن الأوان لإحقاق الحق، وتحقيق العدالة الدولية بالاقتصاص من المرتكبين الذين يستقبلون بكل حفاوة في العديد من دول العالم وبعض الدول العربية ويفرش تحت أقدامهم السجاد الأحمر، رغم جرائمهم البشعة والشنعاء والمستمرة حتى يومنا هذا، حيث الجريمة التاريخية الكبرى ما زالت جاثمة على صدور شعبنا الفلسطيني المتمثلة بـالنكبة، التي نتج عنها احتلال فلسطين وتهجير سكانها الأصليين".
وأكّدت الفصائل أنَّ هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي ارتكبها قادة الاحتلال ستبقى وصمة عار سوداء على جبين زعماء الدول الكبرى والمجتمع الدولي الذي انقسم بين منحاز لـ"دولة الاحتلال" ومتفرج على ما ترتكبه دولة الكيان الصهيوني إلى يومنا هذا ضد شعبنا وقضيتنا مدعومة من الإدارة الأميريكة المعادية والمتنكرة لحقوق شعبنا الثابتة غير القابلة للتصرف كما نصّت عليه الشرعية الدولية.
وتابع البيان: "إننا في هذه الأيام نرى صفقة القرن المزعومة وخطوات التطبيع تحت عنوان وهم السلام بين دولة الاحتلال وعدد من الدول العربية وغير العربية في الوقت الذي ما زالت دماء شهدائنا لم تجف بعد، وأسرانا البواسل يقبعون في سجون الاحتلال، وما زالت أرضنا محتلة، ونؤكد أن لا سلام بدون فلسطين، والسلام الحقيقي يبدأ بتنفيذ كافة القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية دون اجتزاء، وكل ما يجري من محاولات بائسة لتنفيذ ما تسمى "صفقة القرن" المزعومة ما هو إلا أوهام ولن تمر وستسقط أمام صلابة وصمود وبسالة وشجاعة وثبات شعبنا وقيادته وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، مهما بلغت التضحيات والتحديات والضغوطات".
وشدد البيان على أنَّ حق العودة لا بد أن يتحقق عاجلاً أم آجلاً، لأنَّ الشّعب الفلسطيني هو صاحب الأرض الأصلي، ولن تتمكن أيّة قوة في هذا العالم من طمس أو إنتزاع هذا الحق.
وأكد البيان أنَّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشَّرعي والوحيد للشَّعب الفلسطيني، وهي كيان الشعب الفلسطيني المعنوي، داعيًا الفصائل كافةً للانضواء تحت لوائها في إطار وحدة وطنية حقيقية تمثّل وحدة الموقف ووحدة الهدف وإستراتيجية مقاومة موحدة في وجه كل محاولات شطبها أو إلغائها، وأن كل تلك المحاولات بحق منظمة التحرير ستفشل لأنَّ القيادة الفلسطينية ترفض التنازل عن أي حق من حقوق شعبنا وثوابتنا الوطنية التي توافقت عليها جميع الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية.
وشدَّدَت الفصائل على أنّ مؤامرة صفقة القرن المشؤومة وخطوات التطبيع وأوهام السلام المزعوم ستفشل، لأنّ الشّعب الفلسطيني يرفض بيع أرضه ووطنه وثابت وصامد ومنغرس فيها على الرغم من التهديدات والتهويل تارة والإغراءات المادية تارة أخرى، وما زال اللاجئون الفلسطينيون متمسكون بحق العودة ورافضين لكل أشكال التوطين أو التهجير.
وختم البيان: "إن الطريق إلى السلام والأمن والاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الجاثم على أرضنا واحترام حقوق الشعب الفلسطيني والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها