تقرير: يامن نوباني

طورت طالبة الدكتوراة في معهد "يوليش" للأبحاث في ألمانيا فلسطين أبو سيف، أجهزة عالية الدقة لقياس الإحداثيات الموضعية لشعاع الجسيمات في المسارعات بحيث تأخذ حيزا صغيرا في المسارعات وتكون دقيقة في الوقت ذاته، وقد توصلت الى دقة عالية تصل إلى القليل من عشرات النانومترات.

وذلك ضمن الأنشطة البحثية لجسر العلوم الألماني الفلسطيني (PGSB)، حيث حصلت أبو سيف على منحة بحثية للقيام بأطروحة الدكتوراة، التي تحمل عنوان: "تطوير أجهزة عالية الدقة لقياس الإحداثيات الموضعية لشعاع الجسيمات في المسارعات". تحت اشراف الدكتور الفلسطيني سلمان سلمان من قسم الفيزياء في جامعة القدس، والبروفيسور هانز شتروهر من معهد يوليش للأبحاث في مؤسسة الفيزياء النووية بالتعاون مع جامعة آخن في ألمانيا.

وقالت أبو سيف لـ"وفا": يهدف البحث إلى تطوير أجهزة دقيقة لقياس إحداثيات المركز الموضعية لشعاع الجسيمات في المسارعات أو حلقات التخزين السنكترونية، ويكون ذلك بالاعتماد على مبدأ الحث المغناطيسي، أو التفاعل ما بين المجال المغناطيسي الناشئ عن تيار شعاع الجسيمات المشحونة، وما بين الملف المحاثي المجزأ بطريقة هندسية تجعل علاقة إحداثيات الشعاع متناسبة مباشرة مع الجهد الكهربائي الحثي الناشئ.

وأضافت: من أهم مخرجات الدراسة تطوير نوع جديد من هذا الأجهزة، بحيث تأخذ حيزا صغيرا في المسارعات وتكون دقيقة في نفس الوقت. وكذلك العمل على تطوير الجهاز وزيادة التردد الذي يمكن أن يشغل فيه.

وأشارت إلى أنه من أهم ما تم التوصل إليه من خلال مقارنة نتائج الفرق بين التجارب والتوقعات النظرية أن الجهاز يعمل بدقة قياس تصل إلى القليل من عشرات النانومترات وهي دقة عالة جدا. لكن العمل ما زال مستمرا لدراسة ومراقبة أداء الجهاز، خصوصا خلال مدى زمني طويل إضافة إلى دراسة كافة المؤثرات التي من الممكن أن تحد من دقة الجهاز.

وبينت: هذا النوع من الأجهزة تم العمل على تطويرها في مختبرات مؤسسة الفيزياء النووية وتم تركيب بعضها وفحصها في بيئة المسارع نفسه وقد استخدم لهذا الغرض السنكترون الصغير المتواجد حاليا في يوليش كوزي(COSY Synchrotron) ، وبالتحديد في مؤسسة الفيزياء النووية.

وقد أظهرت الفحوصات والتجارب التي أجريت في كوزي أن الجهاز تمت معايرته بشكل صحيح في المختبرات وقد تم استخدامه بشكل فعلي كمحدد لإحداثيات مركز الشعاع خلال أوقات تشغيل كوزي سنكترون.

وتابعت: يأتي هذا البحث العلمي كجزء من مشروع علمي يهدف إلى تشغيل المسارع وتخزينه بشعاع من البروتونات أو الديوترونات لتستخدم في غرض قياس الـ(edm, electric dipole moment) ، حيث أن إشارة مثل((edm سوف تساعد في فهم الكثير من التساؤلات الغامضة في علم الفيزياء والفلك، فيما يخص وجود المادة وعدم وجود نقيضها، أو لتبسيط الأمور بلغة أخرى؛ قد نتساءل أحيانا لماذا تواجدت الأشياء في كوننا الواسع بهذا الشكل؟ لماذا يتواجد البروتون والإلكترون، في حين لا تتواجد معكوسات/ مضادات هذه الجسيمات؟ كيف ستبدو الحياة في كوننا لم تواجدت مضادات المادة على الإطلاق بشكل وافر؟ كل هذه التساؤلات ستبدو أقل غموضا فيما لو تم قياس إشارة الـedm، وهذا ما تعمل عليه حاليا المجموعة العلمية. Jedi collaboration

ويجدر بالذكر أن هذه المجموعة (jedi) تضم علماء، وباحثين، وطلابا، من مختلف دول العالم، بما فيها ألمانيا، الولايات المتحدة الأميركية، بولندا، وفرنسا، وروسيا، وإيطاليا، وجورجيا، وغيرها.

 وقد انضمت الطالبة فلسطين إلى أعضاء هذه التجمع (يظهر جزء من أعضاء مجموعة Jedi في الصورة الجماعية المرفقة)، منذ أن باشرت عملها في درجة الدكتوراة في أواخر عام 2017، حيث تعمل على تطوير الأجهزة السابق ذكرها لقياس إحداثيات شعاع الجسيمات في المسارع كوزي الذي يستخدم لغرض البحث عن إشارة الـ edm.

فلسطين هي واحدة من الطلاب الذين حصلوا على منحة ضمن جسر العلوم الألماني الفلسطيني، حيث أن هناك بعض العشرات من الطلاب الفلسطينيين الآخرين الذين يعملون أيضا حاليا في معهد بوليش للأبحاث العلمية ولكن في مؤسسات أخرى وكل منهم يعمل على مشروع بحثي خاص به.

أبو سيف الأولى على دفعتها لدرجة الماجستير تخصص الفيزياء من جامعة النجاح الوطنية. عملت مدرسة رياضيات في العديد من مدارس مدينة رام الله، وبلدة الرام شمال مدينة القدس (مدارس بردج أكاديمي، والأمريكية الأردنية ومدارس المستقبل).