علاء حنتش
رغم محاولات الاحتلال اجهاض المهرجان الوطني الرابع لرفض مخططات الضم والتطبيع في بلدة ترمسعيا، إلا أن رسالة شعبنا وقيادته وصلت، أننا موحدون في مواجهة الضم والتطبيع.
هذه الرسالة جاءت بعد عدة ساعات من اجتماع الرئيس محمود عباس بكافة القوى الوطنية والاسلامية في مقر الرئاسة، والذي أكد فيه أن الوحدة أقصر الطرق لمواجهة مؤامرات تصفية القضية الوطنية الفلسطينية من ضم وتطبيع خارج عن الاجماع العربي، على حساب حقوق شعبنا التاريخية.
منذ ساعات الصباح أقامت قوات الاحتلال الحواجز على الطرقات المؤدية إلى بلدة ترمسعيا شمال ميدنة رام الله، التي أعلنت احتضانها المهرجان في منطقة السهل التي ارتقى فيها الشهيد زياد ابو عين خلال مواجهات مع الاحتلال ضد الاستيلاء على راضي القرية عام 2014.
وبعد بدء اللجنة الوطنية العليا لمواجهة قرار الضم بالتجهيز للمهرجان، قامت قوات الاحتلال باقتحام المنطقة واعتدت على المنظمين باطلاق قنابل الغاز، ما أدى إلى اصابة العشرات بالاختناق ليتم نقل مكان الاحتفال إلى مدخل البلدة.
فيما احتجزت الحواجز المحيطة بالقرية، عشرات الحافلات والمركبات التي تقل المشاركين بمن فيهم عضو القائمة العربية المشتركة مطانس شحادة، الذي كان من المقرر أن يلقي كلمة باسم أهلنا داخل أراضي الـ48.
وقال عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان عبد الله أبو رحمة: "الاحتلال حاول منع إقامة المهرجان بالاعتداء على المنظمين، ما اضطر اللجنة لنقل مكانه، إضافة إلى احتجاز عديد الحافلات والمركبات على عدة حواجز خاصة حاجز زعترة جنوب نابلس، إضافة إلى أعمال الاستفزاز لجنود الاحتلال على بعد أمتار من المهرجان".
وما ان بدأ المهرجان حتى بدأ عريف الحفل بالترحم على باني دولة الامارات الشيخ زايد آل نهيان الذي كان خير سند لشعبنا وقضيتنا، وأنه لو كان حيا ما تجرأ أبناؤه على هذا العمل المشين الذي هو بمثابة خنجر في ظهر فلسطين والقدس، وأن فلسطين وفية للشرفاء وتلفظ الخونة والمتآمرين.
عظمة المشهد الوحدوي ألقت بظلالها على الحضور الذين اعتبروا هذا المهرجان يؤسس لتعزيز العامل الذاتي للفلسطينيين، القادر على مواجهة الاعداء ومخططاتهم، وفي المقدمة دحر الاحتلال واقامة دولة فلسطين المستقلة.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية حلمي الاعرج: "إن مهرجان الوحدة، هو رافعة للانتصار، فهو مهم للتصدي لقرار الضم والتطبيع الذي أقدمت عليه الامارات بموقف موحد وواضح".
من ناحيته، اعتبر أمين عام اتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين مراد السوداني أن هذا المهرجان يجسد قنطرة للوحدة الوطنية الواجبة، وهي قانون انتصارنا الذي نصر عليه اصرار الاحتلال على الضم والقتل والحصار.
وقال: "إن مشاركة الكل الفلسطيني يشكل فأل خير يمكن أن يبنى عليه في انجاز الوحدة الوطنية لمواجهة التطبيع الجنائزي، الثلاثي الاسرائيلي الاماراتي الاميركي المدان والمرفوض رسميا وشعبيا".
بدوره، قال نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر إن هذا يوم تاريخي فيه استعادة الوحدة بعدما بدأها الرئيس محمود عباس أمس في اجتماع القيادة، وهذا اليوم هو أول مهرجان منذ الانقسام تشارك فيه كل فصائل العمل الوطني بما فيها حماس، فهو رسالة للعالم أن الشعب الفلسطيني سياجه متين ولا يمكن اختراقه، والتطبيع والاستسلام والضم لن يجعل شعبنا الفلسطيني يرفع الراية البيضاء، وسيبقى يواصل نضاله لاستعادة حقوقه الكاملة.
آلاف الحاضرين رغم الحواجز، أوصلوا عدة رسائل ومضامين وطنية وسياسية أكثر من اي حشد خلال السنوات الماضية، فهو مهرجان الوحدة والتصدي لمحاولات شطب كينونة شعبنا وهويته.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها