اعتبرت حركة البناء الوطني الجزائرية أن تطبيع الإمارات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي هو حلقة ضمن صفقة القرن وانعكاساتها الخطيرة على القضية الفلسطينية، التي تمثل صورة سافرة للتواطؤ الدولي بجريمة متكاملة الأركان ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

وأكدت الحركة، في بيان لها، اليوم الأحد، أن شعوب الأمة قاطبة تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واستعادة أرضه ومقدساته، وإقامة دولته، وهي تدرك أن الشعوب العربية مع استرجاع الحق الفلسطيني، ونظام الحكم الذي يدعي تمثيل شعبه يجب أن يستجيب لطلبات شعبه .

وشددت على أن ما أقدمت عليه الإمارات من التنصل من التزاماتها بالموقف العربي، بالخروج على الجامعة العربية، خاصة اتفاقية قمة بيروت التي كانت بإجماع القادة العرب على مبادرة الملك عبد الله بن عبدالعزيز رحمه الله، يمثل وقوفا صريحا مع الاحتلال الإسرائيلي ضد حقوق الشعب الفلسطيني، ويجعل الإمارات جزءا من خطة أكبر تستهدف المنطقة بأكملها، وتهدد مشروع الأمة وحقوق شعوبها.

وأعربت عن رفضها لمسار التطبيع بكل أشكاله ومن أي جهة كانت، مؤكدة إدانتها لهذا الموقف بكل تداعياته، الذي يُعَــبر عن اصطفاف خارج مشروع الأمة العربية ولصالح أعدائها، باستغلال الوقت الحالي المشحون بحملات انتخابية، وكذا ظروف صحية عالمية مكبلة بإجراءات احترازية وقائية، تعيق التحرك الفعال والمثمر.

وجددت الحركة وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم مسار مقاومته للاحتلال، حيث يتأكد اليوم أكثر من أي وقت سابق ضخامة واستمرار المؤامرة الكبرى ضد فلسطين، داعية "الجامعة العربية" كفضاء للتدارك، و"منظمة التعاون الإسلامي" كصوت جامع للعالم الإسلامي"، و كل أحرار العالم، إلى التحرك العاجل من أجل مواقف وأعمال لنصرة فلسطين وأهلها ومقدساتها.

وحذرت من حالة الانزلاق في موقف النظام العربي الرسمي الذي أصبح عدد من مكوناته تتسابق باتجاه التطبيع، في تحدٍ خطير لشعوب الأمة وخياراتها الثابتة، وفي محاولة إحكام الحصار السياسي حول الموقف الفلسطيني المُوَحَد الرافض بل المقاوم لصفقة القرن، راجية من المجتمع المدني والمنظمات الأهلية والرموز المجتمعية التواصل المستمر مع الشعوب، بالمتاح من الوسائل والإمكانيات، لبيان وشرح حقيقة الموقف والمآلات الخطيرة على القضية المركزية ووحدة الأمة.

وقالت إن إسقاط الأقنعة السياسية في هذه المرحلة الحساسة ليس إلا محاولة فاشلة للاستقواء بالاحتلال والهيمنة ضد خيار الأمة في التحرر، وفي توجه شعوبها نحو الانعتاق والديمقراطية، وهو ما يزيد هذه الأنظمة عزلة عن الشرعية الشعبية.