قال الرئيس محمود عباس، مساء اليوم الأربعاء، إن صندوق دعم الطلبة الفلسطينيين في لبنان لكل الفلسطينيين، مضيفا 'نحن لا نفرق بين أحد لأن القضية ليست حزبية، وليست فئوية وليست عقائدية، وإنما من أجل كل الشعب الفلسطيني مهما اختلفت عقائده أو ارتباطاته أو انتماءاته'.

وأضاف سيادته، في كلمته خلال الاحتفال الذي أقيم في رام الله لجمع تبرعات لصالح صندوق الرئيس محمود عباس لمساعدة الطلبة الفلسطينيين في لبنان، أن ما يدفع لهؤلاء الطلبة سيكون منحة، 'لأن هذا الطالب الذي سيتخرج لا يدري متى سيبدأ العمل، وإذا وجده فمتى سيؤسس نفسه وعائلته، لذلك كان لا بد أن نقدم المساعدة كمنحة لهؤلاء الطلاب، وبالتأكيد سيجلبون الخير والبركة  ليعاونوا من يأتي بعدهم الأجيال التي تليهم'.

وتابع سيادته أن الفكرة انطلقت قبل أن يبدأ العام الدراسي، 'في أقل من شهر تمكنا من جمع مبلغ من المال يكفي لمواجهة مصاريف كل الطلبة الذين التحقوا هذا العام بالجامعات'، مضيفا ' لكن المسألة ليست مسألة سنة أو سنتين أو ثلاث، وإنما كل سنة ستتضاعف المصاريف، وبالتالي لا يجوز أن يبدأ مشروع وأن نقول في نصف الطريق أفلسنا، لا أعتقد أن إمكانات وطاقات الشعب الفلسطيني ستعجز عن استمرارية هذا المشروع لكي يصل كل جيل من هذه الأجيال إلى النهاية السعيدة ويحصل على الشهادة الجامعية، وبالتالي نرجو أن يستمر هذا الصندوق بكم ومنكم وإليكم، أنتم الذين تستطيعون أن تبثوا فيه الحياة أو يموت في منتصف الطريق' .

وقال سيادته إنه لا بد أن تكون هناك 'فعاليات أخرى في كل مكان من أجل أن نراكم ونتمكن من مواجهة هذا العبء، وهو عبء جميل أن يسهم الإنسان في تعليم أخ له لا يعرفه، وقد لا يعرفه أبدا'.

وأضاف: 'نريد أن نشعر بأننا قادرون أن نساعد بعضنا بعضا، في أي مكان يتواجد فيه الفلسطيني، لأننا أثبتنا بعد هذه النكبات الطويلة أننا قادرون على مواجهة هذه الحياة بصلابة، وأن نبكي وأن نفرح، لكن الحياة ستستمر حتى يعود الوطن ونبني الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف'.

وأردف سيادته قائلا: 'كان من واجبنا أيها الأخوة أن نبادر منذ أكثر من خمس سنوات ونتحدث مع أشقائنا اللبنانيين أن الفلسطيني محروم من العمل في لبنان وهناك هاجس لدى اللبنانيين بأن وجود الفلسطينيين على أرضهم يعني التوطين، وحاول كثيرون أن يستغلوا هذا الهاجس وبالتالي أن يمنعوهم من العمل ومن البناء وحتى الحياة، وكان لا بد أن نتحدث مع أشقائنا بمنتهى الصراحة لنقول لهم إن الفلسطيني على أرضكم ضيف مؤقت، قد يكون الزمن قد طال أكثر من ستين عاما، ولكنه ضيف مؤقت لا يمكن أن يخطر ببالكم أنه يريد أن يتوطن، هو بانتظار رحلة العودة، لن يبقى ولكن إلى أن يحين ذلك نأمل منكم أن يمنح هؤلاء الناس بعض مصادر الحياة لكي يعيشوا'.

وتابع سيادته: 'بالفعل تجاوبت الحكومة اللبنانية والرئيس شخصيا وتجاوب البرلمان وبدأ يخفف من الأعباء ويفتح لهم المجال لكي يعمل الفلسطيني في مجالات قليلة ولكنها جيدة'. وقال سيادته إن المخيمات جزء من لبنان، ومن سيادة لبنان، ولبنان الحكومة والشعب حر في أرضه يستطيع أن يفعل ما يريد.

وأضاف السيد الرئيس: 'هذا أراح اللبنانيين وطمأنهم ولكن بحاجة إلى مزيد من التطمين والأعمال، ونحن نقول دائما للفلسطينيين، ونعلم أن الأوضاع مقلقة الآن في لبنان، نقول لهم أنتم ضيوف، عليكم ألا تنحازوا لهذه الفئة أو تلك، نحن ضيوف لن نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية'.

وقال سيادته: 'إن حصلت بعض الأخطاء في الماضي فهذه أخطاء لن تتكرر، وبالتالي يمكن للقاصي والداني أن يستعمل الفلسطينيين كمخلب قط في أيديهم، لن نسمح لهم بأن يستعملوا الفلسطينيين كمخلب قط وبالذات في لبنان'.

وحول الوضع السياسي، قال سيادته 'نحن طالبنا الحكومة الإسرائيلية وطالبنا  العالم بأنه إذا أردتم أن نعود إلى المفاوضات فلا بد أن يتوقف الاستيطان، فوجئنا بطلبات جديدة وغير منطقية، أن على الفلسطينيين ألا يقوموا بأي خطوات وأعمال أحادية، وأن يوفوا بالتزاماتهم، هذا كلام جميل ولكنه بلا مضمون، ومن يسمع يصدق، لكن الحقيقة غير ذلك، لماذا لأن إسرائيل هي التي تقوم بأعمال أحادية وأبرز مثال على ذلك هو الاستيطان، والاجتياحات والحواجز وغيرها، ثم قالوا إنه لا بد للفلسطينيين من الإيفاء بالتزاماتهم، والكل يعلم بما في ذلك الإسرائيليون أنفسهم، بأننا أوفينا بكل التزاماتنا دون استثناء، ولا يوجد علينا التزام واحد، سواء في الاتفاقيات الثنائية أو القرارات الدولية ومنها خطة خارطة الطريق'.

وأضاف سيادته: 'غير صحيح أننا نضيع الفرص، ونحن مستعدون لأن نتمسك بأي فرصة لصالح شعبنا وأهلنا حتى يتم استقلال الشعب، وأن يجمع شمل هذا الشعب مرة أخرى على أرضه، وأن يكون قد تمتع بالاستقلال والدولة المستقلة وعاصمتها القدس'.

وحضر الحفل رئيس الوزراء د. سلام فياض، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، ورئيس مجلس إدارة صندوق الرئيس محمود عباس لدعم الطلبة الفلسطينيين في لبنان نمر حماد، وعدد كبير من الاقتصاديين ورجال الأعمال.