تقرير: بدوية السامري

عبر مآذن مساجد بلدة بيتا جنوب نابلس، نعى عبد الغني دويكات، نجله الشهيد اسلام (22 عاما)، الذي ارتقى أمس الأربعاء، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.

بحزن وصمت استقبل أهالي بيتا نبأ استشهاد ابنهم دويكات، بعد غيبوبة دامت عشرين يوما، في ظل الاجراءات والتدابير الوقائية المشددة التي أعلنتها الحكومة لمحاربة فيروس "كورونا".

دويكات كان قد أصيب برصاصتين معدنيتين مغلفتين بالمطاط في الحادي عشر من شهر آذار المنصرم خلال تصديه مع أهالي بلدته لجنود الاحتلال في جبل العرمة جنوب القرية.

في ذلك اليوم، احتضن الشيخ عبد الغني نجله المصاب وصرخ بأعلى صوته لإسعافه، حينها رد عليه جنود الاحتلال باستهدافه برصاصتين معدنيتين، جعلتاه يتراجع، إلا أنه تمكن مرة أخرى من اختضان نجله الذي كان ينزف، لتكون تلك آخر مرة يحتضنه بها قبل أن يدخل في غيبوبة.

أهالي بيتا اعتصموا عدة مرات من أجل تعزيز الوجود الفلسطيني والتصدي لمخططات جنود الاحتلال ومستوطنيه، الذين دعوا لاقتحام الجبل والاستيلاء عليه مرات عدة، وكان آخرها في الحادي عشر من شهر آذار المنصرم.

بات المواطنون ليلة الحادي والعشرين أعلى الجبل، وتوافد المئات من أبناء البلدة للرباط في المنطقة لحمايتها وحراستها؛ لصد اقتحام المستوطنين.

ووصلت قوات الاحتلال، وحاصرت الجبل حينها حسب شهود عيان، وباشرت بإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.

إصابتان لشابين في الرأس، كانت أولاهما للشهيد محمد عبد الكريم حمايل (15 عاما)، الذي ارتقى في اليوم ذاته شهيدا، والثانية لدويكات الذي دخل في غيبوبة منذ تلك اللحظة، وأعلن عن استشهاده أمس.

حزن صامت عم البلدة كما يقول رئيس بلديتها فؤاد معالي.

ويضيف: "ووري جثمان الشهيد الثرى في مقبرة البلدة ليلا، خوفا من تجمهر الكثير من المواطنين، بعد اغلاق جميع مداخل البلدة لمنع دخول أي شخص من خارجها، حفاظا على السلامة العامة، وتطبيقا لاجراءات محاربة انتشار فيروس كورونا".

وقال مسؤول التعبئة والتنظيم في حركة "فتح" منير الجاغوب لـ"وفا": بلدة بيتا لها جذور في النضال الفلسطيني، وبرهنت على ذلك دائما من خلال مجموعات الشهداء الذين قضوا دفاعا عن أرض الوطن عبر مراحل الصراع المختلفة، وآخرهم شهيد الأمس دويكات.

ويرتفع جبل العرمة الذي أصيب دويكات على أرضه 830 مترًا عن سطح البحر، ويضم بقايا قلعة قديمة، فيها خزانات مياه ضخمة قديمة منحوتة في الصخر.

ويعاني "العُرمة" كبقية المواقع الأثرية والدينية في فلسطين؛ التهديد المستمر من الأطماع الاستعمارية الإسرائيلية في السيطرة؛ تحت ذرائع وادعاءات باطلة، ازدادت حدتها بعد إعلان خطة ترمب. وشهدت الفترة الماضية دعوات استيطانية لتنظيم مسارات للمستوطنين للجبل، لكن في ظل التحدي والإجراءات العملية التي تتخذها بلدية بيتا والوزارات المعنية لتثبيت الحق الفلسطيني في المكان، فشلت حتى اللحظة المخططات الاستيطانية