تقرير:  زهران معالي

عاد المهندسان الشقيقان يزيد ومفيد علاونة إلى ورشتهما في بلدة جبع جنوب جنين، بعد أن أنهيا جولتهما الصباحية برش المعقمات في البلدة، عبر "جهاز رش وتعقيم تيربو" ابتكراه للحد من تفشي فيروس "كورونا".

داخل ورشة "المجموعة الهندسية" التي يملكانها في البلدة، واصل الشقيقان العمل على مدار يومين، حتى تمكنا من ابتكار جهاز للتعقيم يساعد بلدتهما والقرى المجاورة على مقاومة الفيروس.

مفيد (22 عاما)، وهو طالب سنة رابعة في تخصص الهندسة الميكانيكية بجامعة فلسطين التقنية خضوري، قال لـ"وفا"، إن الجهاز المبتكر عبارة عن منظومة توجيه ميكانيكية 360 درجة، ومنظومة رش مائية، بالإضافة إلى نظام دفع هوائي، وتعمل هذه الأجزاء بشكل متكامل للحصول على أفضل نتيجة تعقيم.

"هذا النظام يعمل على توزيع وتذرير مادة التعقيم وإكسابها قوة دفع بسبب نظام الهواء لنشرها على الأسطح بشكل متجانس وكامل"، يؤكد مفيد.
ويوضح: سارعت التجمعات الفلسطينية إلى تشكيل لجان طوارئ، هدفها تأمين الطرقات العامة، وتعقيهما، ومراقبة الداخلين والخارجين من تلك التجمعات، ومن بينها بلدة جبع، حيث يشكل ابتكاره داعما مهما لجهود أهالي البلدة لتعقيمها بشكل أسرع وبكفاءة أعلى.

ويعمل مفيد ويزيد في الورشة التي افتتحانها منذ قرابة عامين، وتحدثا لـ"وفا" عن أن قلة الإمكانيات وصعوبة التنقل بسبب الإغلاقات وحالة الطوارئ وضيق الوقت، كانت أبرز الصعوبات التي واجهتهما.

ويشير يزيد (24 عاما)، وهو خريج هندسة "ميكاترونكس" تجمع بين هندسة الكهرباء والحاسوب والميكانيك من ذات الجامعة، إلى أن الجهاز يعمل عبر مولد ديزل، ويتم تركيبه على مركبة تجوب شوارع البلدة، وتم ابتكاره بجهودهما الشخصية وبدعم من لجنة طوارئ البلدة.

ويضم الجهاز خزانين للمعقمات يتسعان لـ300 لتر تكفي لتعقيم مسافة أربع كيلومترات في كل جولة، وبلغت تكلفت ابتكاره قرابة خمسة آلاف شيقل، وفق ما يؤكد يزيد.

ويشير إلى أنهما على مدار الأيام الثلاثة الماضية، يعملان بنظام الورديات، حيث يتوجه كلاهما لرش المعقمات على ثلاث فترات، الفترة الصباحية وما بعد الظهر، وبعد السابعة مساء مع بدء فترة منع التنقل.

وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، أجرى الشقيقان عملية تعقيم لشوارع بلدتهما جبع، وقريتي العصاصة والفندقومية جنوب المدينة، فيما يتجهزان الليلة لرش شوارع بلدة قباطية، كما يوضح يزيد.

وينوه إلى أن المرحلة تتطلب ضرورة الحرص وإدراك المسؤولية المجتمعية على الفرد، والتكاتف والتعاون؛ لتوظيف قدرات الشباب وخبراتهم في مثل هذه الأزمات، وذلك لأن "الوطن للجميع وواجب علينا التعاون والتطوع ومساندة الجهات المختصة ولجان الطوارئ".

ويؤكد المهندس الشاب أنه تكمن أهمية التطوع في تقوية روح العمل الجماعي والانتماء للوطن، وأن كل شخص قادر على المساعدة بمجال معرفته وخبرته خاصة في مثل هذه الأزمات، ليساعد في احتواء الوباء والحد من انتشاره.

ويؤكد المهندسان استعدادهما في المجموعة الهندسية لإنتاج مثل هذه الأجهزة بوقت قياسي والعمل على تطويرها ومضاعفة كفاءتها لخدمة المحافظات والبلدان الأخرى في الوطن.

بدوره، قال رئيس لجنة طوارئ جبع راضي غنام لـ"وفا"، إن الجهاز الجديد عمل على تقليل الجهد المبذول في عملية التعقيم، حيث تم الاستغناء عن عدد من المتطوعين اللازمين بعملية التعقيم عبر مرشات كانت تستخدم على الظهر، كما قلل التكاليف المادية اللازمة لعملية التعقيم.

وأكد غنام دور الشباب في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني وأفكارهم، وعلى ضرورة التكاتف للحد من تفشي الفيروس.