تقرير: عنان شحادة
منذ ان أعلن عن إصابة شاب ووالدته في قرية أرطاس جنوب بيت لحم، بفيروس "كورونا" المستجد، أغلقت كافة مداخلها الرئيسية للحد من انتشار الفيروس.
وأرطاس كلمة لاتينية تعني الحدائق والبساتين "الجنة المقفلة"، وأطلق عليها الصليبيون في العصور الوسطى اسم "ارتاسيوم"، وحظيت بذلك لموقعها الجميل.
وفقا للناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم، سجلت في أرطاس خمس إصابات بفيروس كورونا المستجد، وواحدة في بيت اسكاريا التي تعتبر امتدادا للقرية، وتعتبر المنطقة الرابعة التي ظهر فيها الفيروس بعد بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور.
محافظ بيت لحم كامل حميد قال لـ"وفا"، إن أرطاس تخضع حاليا لإغلاق بالسواتر الترابية، وينتشر فيها عناصر الأمن ويمنعون التنقل، حفاظا على سلامة اهلها ومنعا لانتشار الفيروس.
وأضاف: أخذت 60 عينة من أشخاص خالطوا المصابين، تحديدا في أرطاس وبيت اسكاريا والخضر، خوفا من تفشي الفيروس، مشيدا بالتزام المواطنين بالتعليمات.
وأشار إلى وجود عشرات المواطنين في الحجر الصحي المنزلي، فيما تم إخلاء المصابين من القرية، موضحا انه اعطى توجيهاته لتسخير كل المقدرات والامكانيات لإغاثة المواطنين هناك، وتوفير كل الاحتياجات المطلوبة، خاصة للعائلات المحجورة.
رئيس مجلس قروي أرطاس أحمد سعد، أوضح أن القرية التي يبلغ عدد سكانها 6200 نسمة، تشتهر بالزراعة، وتعتبر السلة الغذائية لمحافظة بيت لحم، كذلك بالسياحية بحكم قربها من منطقة برك سليمان السياحية، مبديا تخوفه من تزايد حالات الإصابة.
وفيما يتعلق بخربة بيت اسكاريا، أكد ان سكانها البالغ عددهم 250 نسمة، هم أصلا من قرية أرطاس، مكثوا في ارضهم المقام عليها مستوطنة "غوش عصيون" لحمايتها من التوسع الاستيطاني، وبقيت تابعة لمجلس قروي أرطاس، حتى صدور القرار من الحكم المحلي بمنحها العمل على إقامة مجلس قروي خاص بها.
رئيس لجنة الطوارئ في أرطاس سمير أبو صوي، قال "شكلت اللجنة المكونة من 10 اشخاص لمتابعة الأمور، لكن التساهل وعدم أخذ الأمور بجدية، أوقعنا في مصيدة الفيروس".
وأضاف: أغلقنا المداخل بالسواتر الترابية، ومنعنا الدخول والخروج بتاتا، مع أهمية تنظيم عودة العمال من ورش العمل من داخل أراضي عام 1948، ووضعنا آلية للعمل من اجل المساعدة في حصر الأشخاص الذين خالطوا المصابين.
وأشار الى ان شوارع القرية فارغة من سكانها، وصارت هناك مسؤولية على المواطنين، بتضافر الجهود للحد من تفشي الفيروس، مشيرا الى انه تم تعقيم كافة أحيائها وشوارعها.
بدوره، أكد مدير الطب الوقائي في مديرية الصحة ببيت لحم نبيل زواهرة، أن ما يقلل المخاطر في أرطاس هو صغر مساحتها حيث يمكن السيطرة على الفيروس، وبالتالي باشرنا العمل بأخذ عينات المخالطين.
وأوضح ان التعامل مع الحدث جاء بداية من خلال الاستعلام من المصابين الاثنين، حول الاشخاص الذين خالطوهم، والأماكن التي ارتادوها، وعليه انطلق العمل بالاتصال بهم وسؤالهم إن كانوا مخالطين أم لا، وتوسيع دائرة حصر المخالطين وإبلاغهم بضرورة الحجر المنزلي، إلى حين أخذ عينات منهم لفحصها.
وأشار زواهرة الى انه في اليوم الأول تم حجر 155 شخصا في القرية، في حين تم اليوم حجر 80 شخصا، مؤكدا انه لا داعي للقلق إذا ما التزم المواطن بيته، بعيدا عن المخالطة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها