بلال غيث كسواني

منذ يومين يعمل شبان متطوعون من لجان الطوارئ المشكلة محليا في الأحياء والمخيمات الفلسطينية المحيطة بمدينة القدس بالتعاون مع تنظيم حركة فتح، على تطبيق الإجراءات الحكومية المتعلقة بتقييد الحركة للمواطنين، ويقومون بإجبار المحال التجارية باستثناء المخابز وتلك الخاصة ببيع الأدوية والأغذية على الإغلاق، وذلك لتعويض تقصير الاحتلال بحق المقدسيين في المناطق التي لا تخضع للسيطرة الأمنية والمدنية الفلسطينية.

وتأتي هذه الخطوات المجتمعية لتأكيد تنفيذ القرارات الحكومية في ظل عدم تمكن الأجهزة الأمنية الفلسطينية من الوصول إلى العديد من البلدات المقدسية، وغياب التعليمات الصحية والإجراءات من قبل سلطة الاحتلال، لذلك تشكلت هذه اللجان لنشر الوعي بين المواطنين والتأكيد على تطبيق الإجراءات وتقديم الخدمة لمن يحتاجها من الفقراء والمرضى وكبار السن.

كما تأتي للتصدي لضعفاء النفوس الذين احتكروا بعض السلع في قرى ومخيمات القدس ولم يلتزموا بتعليمات الحكومة، ولوضع حد لقيام بعض أصحاب المطاعم والمقاهي بتجاهل تعليمات الإغلاق التام منعا للاختلاط.

وقال عضو اللجنة التنظيمية في مخيم قلنديا عبد الله اللوزي، إننا نعمل في التنظيمات واللجان الشعبية بإمكانيات محدودة جدا من أجل تنفيذ تعليمات الحكومة لمنع انتشار فيروس كرونا، ونحن شكلنا لجانا ميدانية لتطبيق قرارات رئيس الوزراء بفرض الاغلاق والاتزام بالبيوت، وتوجد لجان لتوعية وإرشاد الأهالي في مخيم قلنديا وكفر عقب عبر مكتب محافظة القدس، وكذلك لجان للتعقيم.

وأضاف، الأهالي يلتزمون بالتعليمات الصادرة عن اللجان المختصة في مخيم قلنديا وكفر عقب بشكل كبير، ولكننا نواجه مشكلة كبيرة تتعلق بالتنقل بين داخل الجدار وخارجه في تلك المنطقة، واتخذنا إجراءات تبدأ من غد الأربعاء للحد من حركة إخواننا المقدسيين بالدخول إلى منطقة كفر عقب والخروج منها عبر شبيبة الحواجز الذين سيمنعون التنقل باستثناء من يسمح لهم وفق القانون.

وقال: "منذ اللحظة الأولى لصدور قرار الحكومة بالتزام البيوت ومنع الناس من الخروج، بدأنا بدعوة المواطنين للتنفيذ على الفور، وطلبنا من كل المحال التجارية الاغلاق، وسنعمل غدا عبر اللجان المختصة للحد من التنقل وسير السيارات في شارع رام الله القدس قرب مخيم قلنديا كفر عقب ومخيم قلنديا".

وأشار اللوزي إلى أن أزمة انتشار الفيروس في بدايتها، ونحن شكلنا لجنة لجمع التبرعات لتوفير الطعام للعائلات المستورة نتيجة عدم التوجه للعمل أو عدم التمكن من الخروج، وشعبنا تجاوب كثيرا مع هذه اللجنة وستقوم بكل ما هو مطلوب منها.

وأكد أن أبناء شعبنا من حملة هوية القدس والضفة متفهمون بشكل كبير لهذه الإجراءات وملتزمون بها ومستعدون لتنفيذ تعليمات لجان التنظيم الموجودة في المنطقة والتي تعمل بالتنسيق مع لجنة الطوارئ في محافظة القدس.

إلى ذلك، قال امين سر حركة فتح كفر عقب شمال القدس ناصر الاشهب، نواجه صعوبات مع غير الملتزمين ونحن نتوجه إليهم بشكل شخصي من أجل الالتزام بتعليمات الحكومة، خصوصا أن لدينا حالة  كرونا في كفر عقب، ونحن شكلنا لجنة طوارئ تابعة للبلدية ولدينا عشرات المتطوعين يعملون على مدار الساعة.

وأضاف، أن المتطوعين يعقمون البيوت والشوارع والعمارات المرتفعة في الحي، كذللك نوفر دعما نفسيا للذين يحتاجون لذلك في الحي لتهدئة السكان في ظل الظروف الصعبة، وكذلك نحاول منع الناس من التحرك في القرية ونحن اليوم سننفذ بشكل صارم قرار اغلاق المحال التجارية الساعة السابعة مساء.

وأوضح أنه لن يسمح لاحد بالتنقل بأمر من اللجان الشعبية إلا في حال الحصول على تصريح لذلك خاصة حملة هوية القدس القاطنين في كفر عقب، وسننجح بدعم أبناء شعبنا جميعا.

من جانبه، قال رئيس بلدية العيزرية عصام فرعون، لـ"وفا"، إن البلدية وبالتعاون مع البلديات المجاورة والمجلس المشترك قامت بإجراءات عديدة على رأسها تعقيم المواقع المقدسية والسياحية بعد إغلاقها كذلك تعقيم المرافق العامة، ووفرنا مركزا للفرز والفحص لصحة القدس وجهزنا كرفانا كاملا وفق معايير وزارة الصحة.

وأضاف أن المجتمع المحلي شكل لجنة طوارئ ومساندة من أبناء الأحياء في البلدة والبلدات المجاورة ويعملون حاليا على إغاثة ومساعدات المحتاجين وفق الإمكانيات المتوفرة، منوها إلى أن أقسام الصحة وجمع النفايات تعمل بكل طاقاتها من أجل التخلص من النفايات، وكذلك يوجد قسم لطوارئ المياه لتزويد المواطنين بالمياه للحيلولة دون انقطاعها.

وفي شمال غرب القدس المحتلة شكلت اللجان الشعبية هناك بالتعاون مع تنظيم فتح، للعمل على تطبيق قرارات الحكومة وإلزام المواطنين بمنازلهم، وقال مدير مكتب المحافظة في شمال غرب القدس محمد الطري أبو سفيان، نحن بالتعاون مع رؤساء الهيئات المحلية واللجان التطوعية نتجول في القرى ونراقب الحركة ونحاول منعها قدر الإمكان ونراقب الأسعار في المحال التجارية لمنع الاحتكار.

وأضاف، لا يسمح لاحد في شمال غرب القدس بالحركة في القرى العشر سوى للأمور الضرورية بالتعاون مع الجهات المتخصصة من أجل تنفيذ تعليمات الحكومة لحماية المواطنين من انتشار فيروس كورونا، وبحمد الله لم تسجل حالات حتى الآن في شمال غرب القدس بفضل الالتزام الصارم بتنفيذ التعليمات.

وقال، إن اللجان تعمل في مجال تعقيم المنازل والشوارع وفي التوعية وفي ضبط المواطنين ومنعهم من الخروج للشوارع وتتلمس احتياجات الاسر الفقيرة، فما يجري هو تكافل وحماية لأبناء شعبنا.

إلى ذلك قال مسؤول منطقة الوسط في وزارة الصحة الدكتور علي عبد ربه، إننا نعمل بكل طاقتنا ونصل إلى أبعد حد يمكن ان نصل إليه في القدس، ونعي جيدا تعقيدات الوضع هناك، ونحن تواصلنا مع المصابين داخل القدس ونطلب من أبناء شعبنا في القدس أن يحضروا لأقرب منطقة يمكننا الوصول إليها، وعملنا بالأمس في كفر عقب رغم كل قيود الاحتلال من أجل تقديم الخدمة لأبناء شعبنا.

وطالب كل المقدسيين في حال حاجتهم لأي فحص بالتوجه لمراكز وزارة الصحة في محافظة القدس، مشيرا إلى أن التكافل الاجتماعي عالي المستوى، وشعبنا مدرك لخطورة التنقل بين القدس والضفة، ونحن نراهن على وعي أبناء شعبنا والتزامهم بالتعليمات الصادرة عن الحكومة من أجل حماية أنفسهم ومجتمعهم.

وقال، نواجه تحديات كبيرة في محيط القدس، توجد مناطق صغيرة ومكتظة جدا ويصعب فيها تنفيذ الحجر المنزلي بسبب البيوت الصغيرة، ونحن نعمل مع الهيئات المحلية واللجان المحلية من أجل تخفيف معاناة أهلنا في ضواحي القدس عبر استخدام الأندية والقاعات ومؤسسات المجتمع المحلي لتكون مراكز عزل للحالات المشتبه بها.

وأضاف، لا بد من اتخاذ التدابير الاحترازية من أجل حماية أبناء شعبنا القدس في ظل الواقع المفروض عليهم، ونأمل أن ننجح في الحد من انتشار هذا الفيروس".