إسراء غوراني

فوجئ الشاب مهيب فتحي دراغمة من منطقة عين الحلوة بالأغوار الشمالية، بمجموعة من المستوطنين يهاجمونه أثناء رعيه أبقاره، ورشقوه بالحجارة، ما أدى لإصابته بجروح كبيرة.

يقول دراغمة لـ "وفا"، إنه يتعرض وغيره من الرعاة لاعتداءات يومية من المستوطنين بشكل مستمر، لكن الأيام الأخيرة شهدت اعتداءات أشرس، كونهم أصبحوا يهاجمون الناس على شكل عصابات، مضيفا "لولا لطف الله لأدت هذه الاعتداءات إلى استشهادي، حيث تم نقلي إلى المستشفى في وضع صعب، وجيش الاحتلال تدخل كعادته لصالح المستوطنين".

وفي الأونة الأخيرة، كثف المستوطنون اعتداءاتهم بحق المواطنين، مستغلين انشغال العالم في مواجهة وباء "كورونا" المستجد وإعلان حالة الطوارئ محليا وعالميا، لفرض وقائع جديدة على الأرض، كما شهدت الأيام القليلة الماضية عمليات توسيع للبؤر الاستيطانية، ما يعني الاستيلاء على مساحات إضافية من الأراضي.

قبل أيام، استفاق الأهالي على قيام المستوطنين بأعمال توسعة في محيط البؤرة الاستيطانية المقامة على أراضي منطقة "خلة حمد" بالأغوار الشمالية، وإقامة خيام وبيوت متنقلة "كرفانات" جديدة في المنطقة المحاذية للبؤرة، في مخططات واضحة لتنفيذ "صفقة القرن".

كما ينفذ المستوطنون أعمال بناء بالإسمنت وتوسعات في البؤرة التي أقيمت قبل عدة أشهر في منطقة "أبو القندول" التابعة لوادي المالح.

في هذا السياق، يوضح الناشط الحقوقي عارف دراغمة، أن الأسبوعين الماضيين، شهدا اعتداءات متصاعدة من المستوطنين في مناطق الأغوار الوسطى والشمالية، تحديدا في مناطق رأس العوجا، والسويدة، والمزوقح، وخلة حمد، وغيرها.

ويضيف أن المستوطنين كعادتهم يستغلون أية ظروف لتنفيذ سياساتهم ومخططاتهم الاستيطانية، وهم اليوم يستغلون وضع الطوارئ العالمي لتمرير مخططاتهم.

ويشير دراغمة إلى أن البؤر تشهد أعمال توسعة يومية حتى في ظل حالة الطوارئ، ويلاحظ تسارع وتيرة التوسعة خلال هذه الفترة كما يحدث في "خلة حمد".

ويؤكد ان مستوطني "جفعات سلعيت" أقاموا البؤرة الاستيطانية بـ"خلة حمد" في تشرين الأول/ اكتوبر عام 2016، في المنطقة المطلة على تجمع الحمة البدوي، وتمت توسعتها ومدها بالطرق وشبكة الكهرباء والمياه وربطها بمستوطنة "سلعيت"، حيث استولوا على آلاف الدونمات الزراعية ومساحات رعوية واسعة، وينفذون اعتداءات يومية على الرعاة.

ويشير "قبل إقامة البؤرة التي تعتبر اليوم من البؤر الكبيرة في الأغوار الشمالية، هدمت سلطات الاحتلال تجمع الحمة البدوي القريب، الذي تسكنه ثماني عائلات، وهجرت أهله".

ويذكر دراغمة أن عدد المستوطنات في الأغوار كاملة يبلغ 38 مستوطنة بالإضافة إلى البؤر، وفي الأغوار الشمالية وحدها هناك عشر مستوطنات وأربع بؤر حديثة، وجميعها تشهد أعمال توسعة يومية، وتستولي على أراض إضافية بين الفينة والأخرى.

ويؤكد دراغمة أن سلطات الاحتلال كعادتها تساند المستوطنين في تنفيذ مخططاتهم، فمنذ بداية الشهر الحالي كان هناك تصاعد في الانتهاكات من قبل سلطات الاحتلال، وتتمثل بإخطار العديد من العائلات بوقف البناء والهدم، وقيام ما تسمى "سلطة الطبيعة الإسرائيلية" بملاحقة السكان، وفرض غرامات مالية بحقهم، كل ذلك إلى جانب اعتداءات المستوطنين على الأراضي والأهالي وملاحقتهم.

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قد أكد أن 95% من أراضي الأغوار تمت سرقتها والاستيلاء عليها من سلطة الاحتلال (اسرائيل)، ويقوم باستغلالها 12700 مستوطن استعماري اسرائيلي، وأن بقية الأرض في الاغوار 5%، هو ما تبقى لأصحاب الأرض الفلسطينيين وعددهم حوالي 55 ألف مواطن فلسطيني.

وأضاف ان تكثيف الاستيطان في منطقة الاغوار الفلسطينية والبحر الميت، هو جزء من بدء تنفيذ خطة الضم والسرقة والاستيطان "سرقة العصر"