في السادس عشر من كانون الثاني من كل عام يحيي مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب "اليوم الوطني لشهداء معتقلي الخيام وأنصار ومراكز التعذيب الإسرائيلية"، وهذا اليوم كرّسته لجنة المتابعة للمركز.

 وهذا العام أحيا المركز المناسبة بوقفة أمام لجنة الصليب الأحمر الدولية في بيروت، ظهر اليوم الخميس ١٦-١-٢٠٢٠، تضمّنت تقريراً بأسماء الأسرى الشهداء قدّمه الأمين العام للمركز محمد صفا لمندوبة الصليب الأحمر الدولي السيدة رولا سعادة، وكلمات لكل من: عائلات الأسرى الشهداء اللبنانيين في المعتقلات، وشهداء المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والأسرى المحرّرين. ورُفعت في الوقفة الوطنية أعلام فلسطين وصور الشهداء والمعتقلين.

وشارك في إحياء اليوم الوطني ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل والقوى الإسلامية الفلسطينية وقيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثلو اللجان الشعبية، وعوائل الشهداء والمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين.

وكانت الكلمة الأولى لمدير مركز الخيام محمد صفا أطلق فيها التقرير الأولي عن استشهاد 50 أسيراً في المعتقلات الصهيونية. 

ولفت صفا إلى أنَّ معظم الشهداء استشهدوا تحت التعذيب ونتيجة لسوء التغذية والعناية الصحية. وعدّد صفا الجرائم الصهيونية بحق المعتقلين والتي يأتي في مقدمها عمليات الإعدام شنقاً والإخفاء القسري.

وطالب صفا القضاء اللبناني بالإسراع في إصدار حكمه في حق العميل عامر الفاخوري دون إبطاء أو تلكؤ تارةً بحجة المرض وتارة أخرى بحجة الضغوط الأميركية، معتبراً أن مصداقية القضاء تحت المجهر اليوم في الحكم الذي سيصدر عنها. كما طالب بإعادة النظر في جميع الأحكام المخفّفة التي أصدرها القضاء اللبناني بحقِّ العملاء الذين خانوا أوطانهم وقتلوا أبناء شعبهم في المعتقلات.

وفي ختام كلمته دعا صفا إلى حملة وطنية شاملة ضد العملاء والمتآمرين، معتبراً الحملة مكمّلة لثورة الشعب اللبناني التي يشهدها لبنان اليوم ضدَّ الفساد.

وكانت الكلمة الثانية لعائلات شهداء معتقل الخيام ألقاها هلال السلمان وهو شقيق الشهيد بلال السلمان، وجه في بدايتها التحية لأرواح الشهداء الذين سقطوا في لبنان وفلسطين أثناء مواجهتهم للاحتلال الصهيوني. وعاهد السلمان الشهداء على إكمال دربهم ونهجهم، والوفاء لدماء الشهداء التي حررت الأرض وبقيت القضية الفلسطينية حية.

واعتبر السلمان أنَّ لبنان يعيش منذ أشهر عدة قضيايا، أبرزها قضية جزار الخيام العميل عامر الفاخوري، مبدياً استغرابه من تواطؤ البعض لعدم إصدار حكم في حقه ومحاولة تهريبه، ومطالباً القضاء اللبناني البدء في محاكمة هذا الجزار على حد تعبيره.

وفي نهاية كلمته، أعلن سلمان أنَّ عائلات الضحايا في المعتقلات الصهيونية رفعت عدداً من الدعاوى

الشخصية على الفاخوري، لكنَّ القضاء لم يبت بها بعد مطالباً بإعدام الفاخوري لتورطه في قتل 11 شهيداً وتعذيب الآلاف من الأسرى والأسيرات في المعتقلات.

وكانت كلمة لأهالي الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الصهيوني القاها أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في بيروت العميد سمير أبو عفش، حيّا فيها باسم فلسطين الأسرى وأرواح الشهداء الذين قضوا في سجون الاحتلال الصهيوني. ورأى أنه منذ العام 1967 دخل ما يقارب من مليون فلسطيني الى سجون الاحتلال الصهيوني.

وأكّد أبو عفش أن نحو 5 آلاف أسير يعانون اليوم في السجون الصهيونية وتتراوح احكامهم بين المؤبد والاعتقال الاداري، معتبراً ان ما يحصل للاسرى مخالف لكل الشرائع والقوانين الدولية والانسانية.

وشدد ابو عفش على ضرورة توثيق جميع الحالات التي يتعرض وتعرض لها الاسرى والمعتقلين، خاصة بعدما قبلت المحكمة الجنائية الدولية النظر في الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها العدو الصهيوني، وهذا ما ولّد هلعاً لدى قادة الإحتلال على اعتبار أنهم سيلاحَقون قضائياً ويُلقى القبض عليهم في أكثر من 100 دولة في العالم.

وأكد ابو عفش أن موقف منظمة التحرير الفلسطينية واضح فيما يتعلق بالإنتهاكات الصهيونية بحق الأسرى، وهي قدمت لهذه الغاية ملفاً جنائياً الى محكمة الجنايات الدولية.

وكانت كلمة بإسم الاسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال القاها مسؤول العلاقات في الجبهة الشعبية أبو جابر اعتبر فيها أن التضامن مع الأسرى واجب مقدس، مؤكداً أن الأحرار في العالم لن ينسوا قضيتهم وللقول لهم أن البوصلة لن تحيد عن فلسطين.

ودعا ابو جابر كل من يدّعي دفاعه عن الحريات الى النظر لقضية الأسرى الذي يقضي بعضهم عقوبات فاقت ال 35 عاماً في زنازين الاحتلال، مطالباً الهيئات الدولية التحرّك لوقف هذه الاعتداءات بحق الإنسانية.

وكانت الكلمة الأخيرة للاسرى المحررين القاها الاسير لاف المصري رأى فيها أن عودة العميل الفاخوري، فاجأت الجميع على اعتبار أنهم لم يتوقعوا عودة مثل هذا الجزار الى لبنان، مطالباً القضاء اللبناني إلى التحرك وإصدار حكماً مشدداً بحقه لا يقل عن الإعدام.

وطالب المصري بالتحرك لأسر عدداً من الصهاينة لتحرير من تبقى من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.

وفي نهاية الوقفة قدّم المعتصمون مذكرى لمندوبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي رولا سعادة.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان