إلى كل صاحب ضمير حي، أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة، أريد أن أكون في أيامي وساعاتي الأخيرة إلى جانب والدتي وبجانب أحبائي من أهلي، وأريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانها، ولا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى، ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا"، كانت تلك آخر رسائل الشهيد أبو دياك من داخل المعتقل.
رفضاً لقرار الإدارة الأمريكية بشرعنة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستنكاراً لجريمة الشهيد الأسير سامي أبو دياك في سجون الإحتلال الإسرائيلي نتيجة إصابته بمرض السرطان، نظّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فـتـح" قيادة منطقة بيروت – الشعبة الرئيسية، إعتصاماً جماهيرياً أمام مقبرة الشهداء في مخيم شاتيلا، قبيل صلاة مغرب الأربعاء 2019/11/27.
شارك في الإعتصام أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين"المرابطون" العميد مصطفى حمدان، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، وكافة الأطر والكوادر والكادرات والمكاتب الحركية الفتحاوية في الشعبتين الرئيسية والغربية، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، ووفد الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، وممثلو الفصائل والقوى الإسلامية الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، والفرق الكشفية وأشبال وزهرات حركة "فتح"، ووجهاء وفاعليات وأهالي المخيم.
بدايةً ألقى العميد مصطفى حمدان كلمة جاء فيها: "نحن المرابطون، أبناء بيروت وكل القوى الوطنية نهرب مما يجري خارج المخيمات، نأتي إلى هذه البقعة الطاهرة التي تدفعنا ونستمد منها الأوكسجين الطاهر حتى نكمل حياتنا".
وأضاف: "سامي أبو دياك بطل من أبطالنا وشهيد من شهدائنا على درب تحرير فلسطين، وهو مثل ومثال لنا جميعاً، أتوجه إلى روحك الطاهرة لنقول لك اطمئن أنت في عليائك، ونحن على العهد والوعد، ونعدك من قلب مخيم شاتيلا أن نحعل من زنزانتك التي استشهدت فيها مزاراً ومتحفاً عندما يتحقق نصرنا العظيم على أرض فلسطين".
واستطرد العميد حمدان قائلاً: "أما فيما يتعلق بإعطاء فلسطين لليهود أقول لم يستطع من هو أكبر من ترامب أخذ قرار من أبو عمار، قرار باعطاء جزء من فلسطين رغم كل الضغوطات، وأثبت أبو عمار وأبناء الفتح بأنهم لم ولن يرضوا أبدًا التخلي عن شبر واحد من أرض فلسطين".
وألقى كلمة "فتح" العميد سمير أبو عفش إعتير فيها أن ما صدر عن وزير الخارجية الأميركية باعتبار المستوطنات هي شرعية والقدس عاصمة للكيان الصهيوني وغور الأردن والجولان هو جزء من الكيان الصهيوني إنما هو عدوان على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى الأمة العربية، ونحن نقول له أنت لا تعرف الشعب الفلسطيني ولا الشعب العربي، ولا يحق له إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق".
وعن الشهيد الأسير سامي أبو دياك قال: "إن الأسير الشهيد سامي أبو دياك قضى ١٧ عاماً في سجون الكيان الصهيوني، مرت سنوات وهو يعاني من مرض السرطان ولم يقدم له الإحتلال الصهيوني الدواء سوى البنادول، ورأى أبو عفش أن استشهاد أبو دياك حرّك ضمائر العالم، ونحن كفلسطينيين سنجبر هذا العدو على إخلاء سبيل كل المعتقلين والأسرى".
ورأى أبو عفش أن توقيع 15 تنظيم فلسطيني على الموافقة بإجراء الإنتخابات من شأنه إنهاء حالة الانقسام ووحدة الجغرافية، هو أقوى سلاح لنا كفلسطينيين وهو وفاء للشهيد أبو دياك وكل الشهداء والأسرى وعذابتهم.
وطالب العميد أبو عفش الأونروا بمساعدات عاجلة، وتشكيل صندوق طوارئ لمساعدة أهلنا وشعبنا في مخيمات لبنان خاصة في ظل الأزمة التي يمر بها لبنان، كونها مؤسسة دولية يجب عليها القيام بواجبها تجاههم.
وأكد أن الفلسطينيين في لبنان كانوا عاملاً إيجابياً في الحفاظ على السلم الأهلي، معتبراً أن لبنان قوي ومعافى هو خير داعم للقضية الفلسطينية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها