بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
 النشرة الإعلامية ليوم الخميس 21-١١-٢٠١٩

*رئاسة

الرئيس يتلقَّى مزيدًا من برقيّات التهنئة لمناسبة ذكرى إعلان الاستقلال
  تلقَّى رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس مزيدًا من برقيات التهنئة لمناسبة الذكرى الـحادية والثلاثية لإعلان الاستقلال.
فقد تلقَّى سيادته برقية تهنئة من رئيس جمهورية اندونيسيا جوكو ويدودو الذي جدَّد دعم حكومته الثابت لنضال الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة، تعيش جنبًا إلى جنب مع البلدان الأخرى بسلام استنادًا إلى حلّ الدولتَيْن، وعزمه على مواصلة تطوير علاقات الأُخوّة والتعاون في المجالات كافةً.
كما تلقَّى سيادته برقيّات تهنئة من رئيس مجالس الدولة والوزراء لجمهورية كوبا ميجيل دياز بيرموديز، ومن رئيس جمهورية صربيا ألكسندر فوتشيتش، ومن رئيس جمهورية قيرغيزيا سورونباي جينبيكوف، لذات المناسبة، أعربوا فيها عن أصدق التهاني، مؤكِّدين الحرص على العلاقات المشتركة الجيّدة.

*فلسطينيات

عسّاف: حظر عمل تلفزيون فلسطين في القدس قرار سياسي احتلالي يُضاف إلى جرائم الاحتلال لن نعترف به ولن نتعامل معه
  قال المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف إنَّ القرار الإسرائيلي بحظر ومنع أنشطة طاقم تلفزيون فلسطين في القدس واستدعاء العاملين فيه، قرار احتلالي يُضاف إلى سلسلة القرارات الإسرائيلية، التي لن تثني مؤسسة الإعلام الرسمي عن مواصلة عملها في المدينة المقدسة.
وأضاف، في حديث لبرنامج "ملف اليوم" عبر تلفزيون فلسطين، "هذا القرار الصادر عما يسمّى وزير الأمن الداخلي قرار سياسي بامتياز، وهو صادر عن أعلى المستويات السياسية في حكومة الاحتلال، وسيجابه كما جوبهت قرارات الاحتلال الأخرى، وبناء عليه فإنّنا نرفض هذا القرار ولن نعترف به ولن نتعامل معه، وبالنسبة لنا هذا القرار كأنه لم يكن".
وتابع عسّاف: "تسعى (إسرائيل) من خلال هذا القرار إلى حجب عين الحقيقة، ومنعنا من كشف جرائمها وكل انتهاكاتها للقانون، لأنّها تريد أن تمارس ذلك بصمت، لكنَّها لم تحقّق ذلك ولن نسمح لها، وكما أفشلنا ورفضنا كل القرارات الإسرائيلية المتعلقة بحقوقنا الوطنية، فكيف لنا أن نقبل أن تمارس (إسرائيل) هذا العدوان على أهم مقدساتنا على درة التاج مدينة القدس".
وحول توقيت ما جرى فيما يتعلق بحظر ومنع أنشطة عمل تلفزيون فلسطين في العاصمة المحتلة، بيَّن عسّاف أنّ "هذا التوقيت متعلِّق بمواقف الإدارة الأميركية وقراراتها الأخيرة، فتواطؤ الولايات المتحدة الأميركية وتحديدًا إدارة الرئيس ترمب وما صرّح به وزير الخارجية بومبيو، هو الذي يشجّع حكومة الاحتلال على هذه الاستباحة لكل قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة"، وأردف: "كما تتحمَّل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا القرار وتداعياته، فإنَّ إدارة ترمب تتحمَّل مسؤولية كاملة عن كلِّ هذه الجرائم الإسرائيلية".
 وأشار عسّاف إلى أنَّ الإدارة الأميركية التي تدَّعي أنَّها حارسة الحريات العامة وحارسة حرية الرأي والتعبير، هي التي تحمي الحكومة الإسرائيلية العنصرية الفاشية عندما تحاول قمع حرية الرأي والتعبير ومنع عمل مؤسسة إعلامية تقوم بواجبها تجاه المواطنين وتجاه القدس كأي وسيلة إعلامية أخرى، وتابع: "هذا الوجه الحقيقي للاحتلال العنصري البغيض ولوجه الإدارة الأميركية حامية هذا الاحتلال".
وفيما يتعلق بأسباب استهداف الإعلام الرسمي في المدينة المقدسة، قال عسّاف: "الجميع يتابع أنَّ تلفزيون فلسطين وإذاعة صوت فلسطين والإعلام الرسمي الفلسطيني، يولي أولوية خاصة تجاه مدينة القدس وأهلها، لما تمثّله من مكانة خاصة عند أبناء شعبنا، فحكومة الاحتلال منزعجة من عملنا في المدينة ولا تريد لكاميرا تلفزيون فلسطين أن تطاردهم في كل جريمة يرتكبونها وأن تكون لهم بالمرصاد كما حدث في واد الحمص ومعركة البوابات الإلكترونية وعندما تتم اقتحامات المسجد الأقصى بشكل  يومي، وعندما أغلقوا أبواب كنيسة القيامة".
وأضاف: "هم يريدون ارتكاب كل هذه الجرائم في الخفاء لكنَّ هذا لم ولن يحدث طالما فرسان ومناضلو الإعلام الرسمي الفلسطيني في مدينة القدس، ولديهم الإرادة والقرار أن يمارسوا مهمتهم الوطنية مهما كانت قرارات الاحتلال الإسرائيلي".
وطمأنَ عسّاف أبناء شعبنا وأهالي مدينة القدس، الذين اعتادوا أن يشاهدوا ويتابعوا ويعلموا ما يجري في مدينة القدس من خلال شاشة تلفزيون فلسطين وإذاعة صوت فلسطين إلى أنَّ هذه الشاشة والصوت سيبقى مؤتمنًا على حقوق وثوابت شعبنا الفلسطيني مهما كان لذلك من تبعات.
وقال: "إنَّ (إسرائيل) تتابع إعلامنا، وتقوم بالتجسّس علينا وتسجيل كل ما نقوله عبر شاشتنا الوطنية"، مُشدِّدًا على أنَّ الجانب الإسرائيلي سيخسر هذه المعركة كما المعارك السابقة بصمود شعبنا وإرادة الفرسان العاملين في الإعلام الرسمي الفلسطيني، وبالقرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي يحرسه الرئيس محمود عبّاس والقيادة الفلسطينية.
وثمَّن عسّاف المواقف المشرفة التي صدرت وندّدت بهذا القرار وهذه المواقف الإسرائيلية، وقال: "تلقينا مئات المكالمات والتصريحات والبيانات التي صدرت من الفعاليات الوطنية الفلسطينية والمؤسسات مثل نقابة الصحفيين أو نظرائنا في الوطن العربي، ونأمل أن ترتقي هذه المواقف إلى مستوى الفعل الحقيقي ومعاقبة الاحتلال في مكان يوجد فيه".
وطالب عسّاف العالم بالنظر لهذه الأفعال الإسرائيلية وعدم الاستماع لأقوالهم، وقال: "نحنُ نطالب الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المختصة ونظراءنا على مستوى العالم أن تكون لهم مواقف واضحة تتعدّى هذه البيانات تترجم إلى مواقف تحاسب حكومة الاحتلال على الجرائم اليومية ضد شعبنا، وهذه الجريمة الوقحة التي ارتكبتها ضد الإعلام الرسمي الفلسطيني بحاجة إلى رد فعل دولي على كل المستويات".
وتابع: "بعثنا عشرات الرسائل إلى كل هذه المؤسسات والمنظمات والاتحادات الدولية، الذين قدموا لنا وعودا بأنهم سيقومون بمتابعة هذا الموضوع على كل المستويات، ونحن سنتابع ذلك سياسيًّا وقانونيًّا وإعلاميًّا وميدانيًّا، ولن نسلم ولن نستسلم، ولن نخذل أهلنا في المدينة المقدسة، ولن نكون أقل ممَّا يقدّمون، ونؤكِّد موقفنا أنَّنا سنبقى في الميدان، وسنستمر بعملنا مهما اتخذت حكومة الاحتلال من قرارات".

*مواقف "م.ت.ف"
عريقات يُفنِّد أكاذيب الاحتلال بقضية إغلاق مؤسسات فلسطينية في القدس
  فنَّد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أكاذيب حكومة الاحتلال الإسرائيلية بخصوص إغلاقها المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية.
وكانت سلطات الاحتلال ادّعت أمس أنَّها أغلقت مكتب مديرية التربية والتعليم، والمركز الصحي العربي، وحظر أنشطة تلفزيون فلسطين في القدس المحتلة، باعتبارها مخالفة لاتفاق 1993.
ونشر عريقات رسالة من وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه شمعون بيرس إلى وزير الخارجية النرويجي يوهان هولست، مؤرخة بـ11/10/1993، حول المؤسسات الفلسطينية في القدس.
وأكَّد بيريس في رسالته إلى هولست، أن "المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية وكذلك مصالح فلسطينيي القدس الشرقية ومنافعهم تُعتبَر على درجة كبيرة من الأهمية، وسيتم الحفاظ عليها".
وأضاف: "وبناء عليه، فإنَّ جميع المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية -بما فيها المؤسسات الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، والثقافية والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية- تؤدي مهمّة حيوية للفلسطينيين. وغنيّ عن القول إنَّنا لن نعيق نشاطها، وبالعكس، فإنَّنا سنُشجّعها على تأدية هذه المهمّة الهامة".
وذكر عريقات، بنصِّ البيان الذي ألقاه بيرس حول القدس أمام الكنيست الإسرائيلية بتاريخ 9 أيلول/ سبتمبر 1993، والذي قال فيه: "إنَّ (إسرائيل) تعترف بالأهمية الدينية للقدس بالنسبة لجميع الديانات النبوية. وتحترم قيمتها الفريدة في الحياة الروحية واليومية لليهود، والمسلمين، والمسيحيين. ولقد التزمنا وسنظل ملتزمين التزامًا قويًّا بحرية العبادة المطلقة ومواصلة المؤسسات الدينية والروحية في القدس لأدائها لمهامها.
وسنواصل احترام الحياة الدينية في المدينة بمختلف جوانبها، وسنسعى لتوسيع نطاق الحوار الذي نجريه مع المؤسسات الدينية المختلفة.
وسنواصل الامتناع عن اتّخاذ أي إجراء من شأنه أن يشكّل تعدّيًا على حرية العبادة والوصول إلى الأماكن المقدسة، أو يمكن أن يُلحق الأذى بمشاعر الجماعات والطوائف الدينية المختلفة وبحساسياتهم. وينطبق ذلك على جميع سكان المدينة ومَن يحجّون لمزاراتها (لأماكنها المقدسة).
القدس مدينة ذات فسيفساء بشرية، ودينية، وثقافية، إذ يعيش اليهود، والمسلمون، والمسيحيون فيها، مع محافظة كل طائفة على تراثها الثقافي، وأنماطها ومؤسساتها الاجتماعية، ونُظُمها التعليمية. إنَّ التعايش في وئام في القدس يعتمد على استمرار أداء هذه النُّظم، والمؤسسات، والأماكن المقدسة لمهامها".

*مواقف فتحاوية

القواسمي: (إسرائيل) تمارسُ أبشعَ سياسات التطهير العرقي بغطاء إدارة ترمب
  قالت حركة "فتح" إنَّ الشعب الفلسطيني يتعرَّض لأبشع سياسات التطهير العرقي وتعميق نظام الابارتهايد العنصري، من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي، وبغطاء كامل من إدارة ترمب، التي خرقت بقراراتها الظالمة القوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان كافةً.
وأكَّد عضو المجلس الثوري، المتحدِّث بِاسم حركة "فتح" أسامة القواسمي، إنَّ إقدام سلطات الاحتلال على إغلاق المؤسّسات الفلسطينية في القدس، وتسريع وتيرة هدم البيوت والاستيلاء على الأراضي لصالح المشروع الاستعماري الاستيطاني، ما هو إلّا ثمرة العنصرية اليمينية الإسرائيلية، والقرارات الصادرة من قِبَل إدارة ترمب، والتي تستهدف الهُويّة الوطنية والوجود الفلسطيني فوق أرضه.
وشدَّد على أنَّ حركة "فتح" والشعب الفلسطيني سيتصدّون لكلِّ المؤامرات المحدقة بقضيتنا وشعبنا، وأنَّنا لن نستسلم أو نقبل بسياسة الأمر الواقع مُطلقًا، وأنَّ إغلاق المؤسسات الفلسطينية في القدس وأراضي الـ48 لن يغيّر هُويّة الأرض والشعب والوجود الفلسطيني أبدًا.

*إسرائيليات

غانتس يفشل في تشكيل الحكومة ويعيد التفويض لريفلين
  فشل رئيس قائمة أزرق أبيض بيني غانتس، مساء أمس الأربعاء، بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، مُعلنًا إعادة التفويض للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، وذلك قبيل انتهاء المهلة الممنوحة له بساعات قليلة.
وأعلن غانتس أنّه "لم ينجح بمهمة تشكيل الحكومة"، وأنَّ الجهود في هذا السياق استمرت حتى اللحظات الأخيرة دون إحراز أي تقدم".
وبموجب القانون الإسرائيلي، بفشل غانتس ومن قبله بنيامين نتنياهو، بالتوصُّل إلى ائتلاف حكومي، سيكون أمام الكنيست الإسرائيلي مهلة 21 يومًا لترشيح عضو كنيست قادر على ذلك. ولكن في حال أخفق الكنيست في هذا الأمر، فستتم الدعوة إلى عقد انتخابات جديدة، ورجَّحت وسائل الإعلام العبرية أن تجري في شهر آذار/ مارس المقبل.
وقال غانتس في محادثة مع ريفلين إنَّه "ملتزم خلال الـ21 يومًا المتبقية ببذل كل جهد ممكن لتشكيل حكومة جيدة".

*عربي ودولي

مفتي لبنان يُندِّد بالموقف الأميركي المنحاز لأطماع الاحتلال في فلسطين
  ندَّد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال لقاءات عقدها في دار الفتوى اليوم الخميس، بالموقف الأميركي المنحاز لأطماع الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وخاصّةً ما يتعلّق بالقدس ومناطق الضفة الغربية من فلسطين التي لا يمكن إلّا أن تكون تثبيتًا للحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

اليونسكو تتّخذ قراراتٍ جديدةً بشأن مدينة القدس
  أوصت اللجنة الثقافية للدورة الـ40 للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو بمشاركة وزراء ثقافة العالم، في باريس، اليوم الأربعاء، باتخاذ قرارات جديدة بشأن القدس.
وأعربت اللجنة الثقافية خلال الدورة التي يشارك فيها 120 وزيرًا للثقافة، بحضور وزير الثقافة عاطف أبو سيف، عن قلقها من العوائق والممارسات التي تضر بالمساعي الرامية للمحافظة على الطابع المميز لمدينة القدس وأسوارها.
وأكَّدت الدول الأعضاء لليونسكو والجهات المانحة الدولية، أنّها ستقدّم المزيد من الدعم للأنشطة الرامية لصون التراث الثقافي لمدينة القدس القديمة عن طريق التمويل الخارج عن الميزانية.
وأعربت اللجنة عن قلقها بشأن الحفريات والأشغال الإسرائيلية في القدس القديمة، وعلى جانبي القدس وأسوارها.


*آراء

أهواءُ الإدارةِ الأمريكيّةِ ليستْ قَدَرًا محتومًا| بقلم: د.خليل نزّال
  لا أحدَ يستطيعُ أن يجاري إدارةَ ترامب في اتّخاذِ القراراتِ التي تتناقضُ مع أبسطِ قواعِدِ المنطِقِ والأخلاقِ والسّلوكِ السويِّ. صحيحٌ أنَّ نصيبَ فلسطينَ من هذهِ القراراتِ يمكنُ وصفُهُ بنصيبِ الأسدِ، لكنّنا لسنا وحيدينَ في "نادي" المُستَهدفينَ والمتضرّرينَ من السياسةِ الأمريكيّةِ التي يسيُّرها هواةٌ لا تجربةَ لهم سوى الانتماءِ لعائلةِ الرئيسِ أو لمجموعةٍ ضيّقةٍ من المقرّبينَ من دائرةِ مصالحِهِ التّجاريّةِ، وهي دائرةٌ تضيقُ باستمرارٍ، لكنَّ النّواةَ الصلبةَ لها لا تتغيّرُ ولا تتبدّلُ بل تبقى محصورةً في أيدي مجموعةٍ من الذينَ يعتبرونَ المصلحةَ الإسرائيليّةَ كما يفهمونَها هُم أهمّ من مصالحِ أمريكا ذاتِها، وهم في ذلك يشكّلونَ ظاهرةً فريدةً، إذْ لم يشهد تاريخُ العلاقاتِ الدّوليّةِ حالةً تشبهُ حالةَ الهوانِ الذي وصلت إليهِ الادارةُ الأمريكيّةُ في علاقاتِها مع دولةٍ بحجمِ دولةِ الاحتلالِ الاستيطانيِّ الإسرائيليّ، حتّى في عصرِ الانتدابِ والمندوبين السّامينَ أو في جمهوريّاتِ الموز التي كان يديرُها ضابطٌ صغيرٌ من وكالةِ المخابراتِ المركزيّةِ الأمريكيّة. ففي الوقتِ الذي تدّعي فيهِ الادارةُ الأمريكيةُ التزامَها بالمصالحِ الأمريكيّةِ العليا وهي تنسحبُ من الاتفاقياتِ الثنائيّةِ والدّوليةِ، لكنّها لا تسوقُ مبرّرًا مقنعًا واحدًا يسوّغُ قراراتِها المتتاليةِ ضدَّ حقوقِ الشّعبِ الفلسطينيِّ، ولا يجدُ المراقبُ سببًا واحدًا لهذا الانحدارِ الأخلاقيِّ سوى تغليبِ المصلحةِ الانتخابيّةِ الآنيّةِ لترامب ونتانياهو على المصالحِ الأمريكيةِ وعلى الأمنِ والسّلمِ الدّوليّين.

مضى عامانِ على قرارِ ترامب نقلَ سفارةِ بلادِهِ من تل أبيب إلى القدسِ وإعلانِهِ الاعترافَ بالمدينةِ المقدّسةِ عاصمةً لدولةِ الاحتلال، ومع ذلكَ لم يتغير الوضعُ القانونيُّ للقدسِ ولم تهروِلْ دولُ العالمِ للّحاقِ بأمريكا وتبنّي سياستِها العبثيّةِ. والأهمُّ من ذلكَ أنّ تطاولَ أمريكا على الحقِّ الفلسطينيِّ في القُدسِ لم يزحزح الجانبَ الفلسطينيَّ الرّسميَّ والشّعبيَّ عن موقفِهِ الرّافضِ لهذا التطاولِ والمصرِّ على الثباتِ في الوطنِ والدّفاعِ عن عروبةِ القدسِ والتصدّي لمحاولاتِ المحتلِّ التي تسعى إلى الاستفادةِ من الغطاءِ الأمريكيِّ لتقومَ بتجريدِ المدينةِ من هويّتِها. أمّا على المستوى الدّوليِّ فلا تجدُ أمريكا حليفًا لها سوى بعضِ الجزرِ النائيةِ في المحيطاتِ والتي يعيشُ اقتصادُها على مخلّفاتِ القواعدِ العسكريّةِ الأمريكيّة. وما زالت الدّولُ المؤثّرةُ التي تحترمُ تاريخَها ودورَها في المنظومةِ الدوليّةِ متمسّكةً بموقفِها الملتزمِ بالشرعيةِ الدّوليّةِ وبقواعدِ المنطقِ والأخلاق.

نعلمُ أنَّ باستطاعةِ أمريكا أنْ تتّخذَ ما تشاءُ من القراراتِ مهما كانَ حجمُ الخطرِ الذي تجرّهُ على شعوبِ العالَمِ، لكنّ التجربةَ في التّعاملِ مع الشّأنِ الفلسطينيِّ قد أثبتت أنَّ أمريكا تفتفدُ إلى القدرةِ على فرضِ وجهةِ نظرِها وتحويلِها إلى حقائقَ عندما تصطدمُ بموقفِ الإجماعِ الوطنيِّ. من هنا يجبُ التّعاطي مع الإعلانِ الأمريكيِّ الذي يعطي الشّرعيةَ للمستوطناتِ الاستعماريةِ الإسرائيليّةِ كمحاولةٍ للإيحاءِ بأنَّ لهذهِ الإدارةِ العاجزةِ عن حمايةِ رئيسها من الخضوعِ لإجراءاتِ العزلِ التي يتعرّضُ لها في "الكونجرس" قدرةً على المبادرةِ وإنقاذِ حليفِها وشريكِها نتانياهو من ورطتِهِ التي ستودي به إلى السّجن. نعلمُ أن المستوطنينَ والمستوطناتِ يخنقونَ شعبنا ويمنعونَ عنهُ الماءَ والهواءَ، لكنَّ القرارَ الأمريكيَّ المنحازَ إلى غلاةِ المستوطنينَ لنْ يغيّرَ من طبيعةِ الاستيطانِ بصفتهِ عملاً عدوانيًّا يتناقضُ مع القانونِ الدّوليِّ، ولن تجدَ أمريكا من يتبنّى موقفَها لا من العربِ ولا من غيرِهم. في المقابلِ علينا التمسُّكُ بوحدةِ الموقفِ بين القيادةِ والشّعبِ لرفضِ العدوانِ الأمريكيِّ على حقوقِنا، فلا يمكنُ إعطاءُ الشرعيةِ للاستيطانِ أو مصادرةُ الحقِّ الفلسطينيِّ في القدسِ ما دامَ شعبُنا مدافعًا عن ثوابتِهِ ومتمسّكًا بحقّهِ في مقاومةِ الاحتلالِ والاستيطانِ عبرَ مقاومةٍ شعبيّةٍ فاعلةٍ تشاركُ فيها كلُّ فئاتِ الشّعب وتؤدّي إلى تحويلِ الاستيطانِ والمستوطنينَ إلى عبءٍ ثقيلٍ ومُكلفٍ لدولةِ الاحتلال. فالحقُّ الفلسطينيُّ لا يخضعُ لقراراتٍ مغامرةٍ تتخذُها إدارةُ ترامب الغارقةُ في أزماتِها الدّاخليّةِ، وإنما هو ملكٌ لشعبِنا طالما ظلَّ متمسّكًا بوحدةِ الموقفِ وبالإصرارِ على الصمودِ في وطنهِ ومقاومةِ الاحتلالِ والاستيطان.

*شعبُنا وراءَ الخطِّ الأخضرِ هو صاحبُ الأرضِ ووريثُ تاريخِها وليس "طابورًا خامسًا" كما يدّعي نتانياهو وبقيّةُ قادةِ الدّولةِ الفاشلةِ. والمستوطنونَ ليسوا سوى امتدادٍ للاحتلالِ وذراعٍ لهُ لفرضِ الأمرِ الواقِعِ وتكريسِ الوجودِ اللاشرعيِّ في أرضِ فلسطين. شعبُنا وراءَ الخطِّ الأخضرِ باقٍ في وطنِه، والاستيطانُ والمستوطنونَ الغرباءُ إلى زوال.