تقرير: عماد فريج

يجتمع العشرات من طلبة المدارس مرتين أسبوعياً، في دورات فنية عصرية يقدمها "منتدى الفنون البصرية" في مركزه برام الله، بإشراف كادر من المدربين المتخصصين في الفنون البصرية وذوي خبرة تربوية في تعليم الفنون.

المنتدى الذي يمكن اعتباره حاضنة للتعبير والإبداع، يستند الى منهاج أكاديمي متكامل لجميع المستويات، مُعدّ للأطفال والشباب والكبار من الموهوبين أو من يرغب في اكتشاف عالم الفن.. ويقدم دورات للأطفال من عمر (5 إلى 11 عاماً) تحت عنوان "بستان الفن"، ينتقل بعدها أصحاب المواهب والراغبين إلى برنامج التعليم الأكاديمي من عمر (12 عاماً) فما فوق. ومن خلال 12 مستوى، يحصل المشاركون على شهادة من المنتدى في نهاية كل دورة، مصدقة من وزارة التربية والتعليم بعد كل 6 مستويات أكاديمية.

"إن المنتدى يساهم في تمكين الطفل الفلسطيني من استخدام الفن كأداة للتعبير والتغيير، إضافة إلى مساعدة الموهوبين الذين يحتاجون لمن يمسك بأيديهم ويمنحهم الفرصة لاكتشاف موهبتهم بأنفسهم وتعزيز هذه الموهبة، بالتعليم والعمل والسعي إلى فتح الطريق أمامهم من أجل أن يتقدموا نحو مستقبل أفضل" تقول المديرة التنفيذية للمنتدى الفنانة ديما ارشيد، وتؤكد أنه يهدف إلى إدخال ثقافة الفنون البصرية لكل بيت فلسطيني، انطلاقا من إيمانه أن الفن أداة لإحداث تغيير جذري ونوعي وإيجابي في المجتمعات، يمكّن الانسان من التعبير عن نفسه وذاته.

وأشارت إلى أن المنتدى هو فضاء ثقافي يعطي الفرصة لإنتاج فنانين، وهو بنفس الوقت مكان لاستكشاف المواهب وتعزيزها وفقاً لمنهاج أكاديمي تم تحديثه وتطويره على يد الفنان خالد الحوراني، وتم مراجعته وتقييمه من قبل فنانين فلسطينيين مرموقين، وتدريب المدربين على كيفية إعطاء المنهاج تقنياً وتربوياً.

وشددت ارشيد على أهمية تعريض الطفل لثقافة الفنون، لدورها في صقل الشخصية، وتوفير مساحة آمنة للتعبير عن النفس، وتفريغ الطاقة، إلى جانب التأثير الإيجابي على سلوكيات الطفل من حيث التركيز والحفاظ على البيئة والتواصل والتفاعل مع المجتمع، داعيةً الأهالي إلى تسجيل أطفالهم في دورات فنية من عمر مبكر.

وتضم الفنون البصرية الرسم بمختلف أنواعه، مثل الرسم بالألوان المائية أو الزيتية، والأشغال اليدوية، والأكريليك، والخزف والصلصال، والنحت، والرسم على الزجاج والسيراميك، وصولاً إلى برامج التصميم والرسم على الحاسوب، والتصوير الفوتوغرافي.

وأوضحت ارشيد أن المنتدى بصدد إنشاء مختبر تكنولوجي لتدريب البرامج المتعلقة بالتصميم والرسم والفنون، ليشكّل منصة لاستقطاب فنانين أو خريجي فنون لديهم شغف للبرامج التكنولوجية وبحاجة للتدريب لتمكينهم قبل الدخول إلى سوق العمل.

ويتضمن البرنامج الأكاديمي لتعليم الفنون في المنتدى زيارات للمتاحف والمعارض المحلية، ولقاءات مع فنانين وتربويين من داخل وخارج فلسطين، وورشات فنية في الطبيعة.

كما ينظم المنتدى نشاطات فنية في المدارس للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الطلاب وتعريفهم بثقافة الفنون البصرية.

المنتدى أطلق مؤخراً شراكة حيوية مع منظمة "أطفال بلا حدود" اليابانية، بهدف تعزيز القدرات الإبداعية لكل من المعلمين والطلاب، ضمن مشروع "تعزيز قدرات مدرسي المناهج التعليمية على استخدام الفنون خلال العملية التعليمية"، حيث يستهدف المشروع في دورته الأولى مجموعة من المدارس في منطقة أريحا والأغوار.

كما أطلق المنتدى شراكة حيوية مع مؤسسة دروسوس السويسرية، ضمن مشروع "التمكين الاقتصادي للشباب من خلال الفن"، وذلك بهدف تمكين الشباب الفلسطيني للدخول إلى سوق العمل وخلق مشاريع جديدة مُدرَّة للدخل في مجالات الرسم القصصي والرسوم المتحركة، اضافة الى تعزيز قدراتهم في مجال الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال من خلال الفن.

وتشير ارشيد إلى أن المنتدى بصدد توقيع اتفاقية مع مؤسسة عبد المحسن القطان للمرحلة الثانية من منحة "الفنون البصرية - نماء واستدامة" والتي كانت العمود الفقري للمنتدى في الفترة من 2018-2019، موضحةً أن المرحلة الثانية هي استكمال لما انجز في المرحلة الأولى بهدف تعزيز رؤية المنتدى وأهدافه لإيماننا المشترك بأثر الفنون البصرية على تقدم المجتمع الفلسطيني. وتؤكد أن الفن هو من أقوى الوسائل التي تمتلكها المجتمعات النامية للتعبير عن ذاتها وتسخيرها في نضالها من أجل الحرية وتوقها للعدالة وللتعبير عن تاريخها وواقع معاناتها وأحلامها، كونه لغة عالمية يتحدثها الجميع وحاضنة للتعبير والإبداع.

يذكر أن منتدى الفنون البصرية تأسس عام 2002 تحت اسم "منتدى الفنانين الصغار"، كمؤسسة أهلية فلسطينية غير ربحية.