http://www.falestinona.com/FWeb/DefaultHomePage

بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية اليوم الاثنين 23-9-2019

 

*رئاسة
الرئيس يهنئ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بيوم اعلان المملكة

هنأ رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الإثنين، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بيوم اعلان المملكة.
ودعا سيادته في برقيتين منفصلتين، الله عز وجل، أن يعيد هذه المناسبة الهامة عليكم وعلى المملكة وشعبها الشقيق بدوام التقدم والازدهار، مثمنا الانجازات الكبيرة التي تحققت في عهدكم الميمون في المجالات كافة.
وقال الرئيس: إن مواقف المملكة بقيادتكم الشجاعة والحكيمة ستظل محل اعتزاز ابناء الشعب الفلسطيني وقيادته، معربا عن تقديره لمواقف خادم الحرمين الداعمة والثابتة ودوره الهام تجاه فلسطين وشعبها في مختلف المراحل وفي جميع الظروف طول مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، ما يؤكد عمق الالتزام بقضايا أمتنا والدفاع عن حقوقها والعمل على استعادة أراضيها ومقدساتها السليبة.

وعبر سيادته عن اعتزازه الكبير بأواصر الاخوة وروابط التقدير المتبادل التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، مشيدا بمواقف الدعم الثابتة التي تقفها المملكة ملكا وحكومة وشعبا إلى جانب شعبنا، عبر مسيرة نضاله من اجل نيل حقوقه واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

 

*فلسطينيات
"الخارجية" تستدعي نائب السفير الاسترالي

استدعت وزارة الخارجية والمغتربين، اليوم الاثنين، نائب رئيس مكتب الممثلية الاسترالية لدى فلسطين وارن هوي في ظل غياب رئيس المكتب.
وأوضحت وكيل الوزارة السفيرة أمل جادو، إنه وبتعليمات من وزير الخارجية رياض المالكي، جرى استدعاء السيد هوي، وذلك على ضوء تصريحات رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون حول ضرورة عدم التحيز وعزل إسرائيل في الأمم المتحدة .
وأبدت جادو عدم رضا وامتعاض الخارجية من مثل هذه التصريحات كون إسرائيل، هي من تعزل نفسها بصفتها دولة قائمة بالاحتلال، وبانتهاكها للقانون الدولي وبممارستها غير القانونية.
وطالبت استراليا باتخاذ موقف علني من تصريحات نتنياهو حول بسط السيادة الإسرائيلية على الأغوار وشمال البحر الميت بدلاً من ذلك، وبالتصويت لصالح القرار الخاص بتجديد ولاية الأونروا خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين في شهر نوفمبر2019 واستمرار استراليا بتقديم الدعم المالي للوكالة.
من جانبه، أكد نائب سفير استراليا موقف بلاده الرسمي المُعلن وأنه سيقوم بنقل الرسالة لوزارة الخارجية الاسترالية.

 

*عربي ودولي
قمة أردنية مصرية عراقية تؤكد على الحل السياسي الشامل للقضية الفلسطينية

 أكد الملك الأردني عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس العراقي برهم صالح، خلال قمة ثلاثية في نيويورك، دعمهم للحل السياسي الشامل للقضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، وأهمية حصول الشعب الفلسطيني على كل حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشريف، على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وشدد القادة في بيان صادر عن قمتهم الثلاثية، بحسب ما نقلته وكالة "بترا" الأردنية، على أن حل الصراع هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة، وأكدوا ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف بناء وتوسعة المستوطنات غير الشرعية وكل الخطوات الأحادية التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ورفض وإدانة ضم أي أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، باعتبار ذلك شرطاً لاستعادة الاستقرار في المنطقة.
وبحثت القمة الثلاثية التي عقدت على هامش اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، آليات تعزيز وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدان الثلاثة، بما يحقق مصالحهم المشتركة، ويخدم القضايا العربية.

 

*اسرائيليات
الاحتلال يقتحم الموقع الأثري في سبسطية شمال نابلس

اقتحمت عشرات الجنود من قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس، وسط اطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات، وهذه البلدة تتعرض لهجمة شرسة واقتحام شبه يومي من قبل الاحتلال ومستوطنيه.

 

*أخبار فلسطين في لبنان
قيادة "فتح" و"م.ت.ف" في لبنان تشارك "المرابطون" في إحياء الذكرى الـ٣٧ لدحر العدو الصهيوني عن سيدة العواصم بيروت
تحت شعار "يا مَن أناروا لنا طريق الحياة والثورة والثوّار لبيروت سيدة العواصم التي دفعت ضريبة الصمود.. لن نستسلم حتى تحقيق كامل الأهداف"، أحيت حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" - مجلس محافظة بيروت، الذكرى السابعة والثلاثين لدحر العدو الصهيوني عن بيروت، بمهرجان خطابي فني أحيته فرقة حنين للأغنية الشعبية، بمنطقة الرملة البيضاء- بيروت، مساء السبت ٢١-٩-٢٠١٩، الموافق الثاني والعشرين من شهر محرّم عام ١٤٤١ هـ.
وحضر المهرجان أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان الحاج فتحي أبو العردات، وأمين الهيئة القيادية لحركة "المرابطون" العميد مصطفى حمدان، وسعادة سفير كوبا في لبنان الكسندر موراغا، وقيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وقادة القوى الناصرية، وممثل حزب الله، وشخصيات وطنية بيروتية، وممثلون عن المؤسسات والهيئات والروابط الأهلية اللبنانية، وحشد شعبي لبناني وفلسطيني، ومشاركة فتحاوية واسعة.
بداية عزفت فرقة حنين النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ونشيد المرابطون تسجيلاً، ثم كانت كلمة المرابطون ألقاها أمين الهيئة القيادية لحركة المرابطون العميد مصطفى حمدان، جاء فيها: "لنبدأ بالطهر الثوري، لنبدأ بالنضال الذي خضناه مع أهلنا في بيروت ضدَّ هؤلاء اليهود الذين جاؤا في غفلة من الزمن يريدون إذلالنا على أغلى أرض، أرض بيروت المقدسة، يومها اتخذ القرار قائدنا الأخ إبراهيم قليلات (أبو شاكر) ، بألا يجعل من بيروت أو زواريبها وحواريها قطعة أرض تباع وتشترى في سوق النخاسة الدولية، أخذ القرار منذ تلك الأيام بأن بيروت ليست سوليدير، عندما يكون مطلوب منا أن ننفذ السلام والربيع العربي تحت أسهمنا، وعندما يضيع هذا الربيع ويضيع مشروع السلا، تصبح تحت أسهمهم".
وأضاف: "عام ١٩٨٢ قال أبو شاكر اليوم هو يوم النزال، يوم الأبطال، قدرنا أن نستشهد جميعًا، فنفذنا نحن قوات المرابطون هذا القرار، وامتزج دمنا مع دم اهلنا الفلسطينيين، كنا نقاتل ولا نرى امامنا الا قباب القدس والطريق إلى الجليل.. إلى تحرير فلسطين وقدسها الشريف، يومها قاتلنا في الرملة البيضا وراس بيروت وعائشة بكار وراس النبع حيث نبع الدماء الطاهرة التي دافعت عن بيروت، قاتلنا في كل مكان، ومنعنا اليهود من الدخول الى الطريق الجديدة ومن لا يعلم التاريخ فليذهب ويعلم أن الكرامة نبعت من سيدة العواصم بيروت.
عندما نفذنا هذا القرار كنا نستلهم كما علمنا أبو شاكر أننا نحن لم نحمل السلاح فقط في عام ١٩٥٢ ولا في عام ١٩٧٥ دفاعًا عن الثورة الفلسطينية ولا في عام ١٩٨٢، لقد حملنا السلاح منذ فالوجة عبد الناصر عام ١٩٤٨ على أرض فلسطين الحرة. إنه الحدث الأهم في تاريخنا يوم صمد عبد الناصر مع أبطال الجيش المصري على أرض فلسطين في وجه أولئك اليهود، منذ تلك الأيام ونحن مستعدون لبذل الدماء والشهادة".
وتابع العميد حمدان: "أيام وستأتي ذكرى رحيل عبد الناصر في ٢٨ أيلول، بالنسبة إلينا هو حدث ارتقاء الجسد، ويوم كلفنا التكليف الشرعي بأن نتعاهد أمام الله وأمام هذا الارتقاء الجلل بأننا سنبقى باستراتيجية واضحة متكاملة على وعدنا بأن نبقى ناصريين. لم نهن ولم نخن وبقينا حاملين هذا الوعد حتى تتحقق وحدة أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج العربي، حتى نحقق حرية الإنسان في هذه الأمة ليس بجحيمهم العربي، أولئك الإخوان الذين حاربوا عبد الناصر واسقطنا مشروع تقسيمهم في هذه الايام، حتى نفرض على الجميع أن العدالة والكفاءة هي المسار الوحيد لحفظ كرامة الإنسان، هذه هي مبادئنا التي لا تكتمل إلا بتحرير كل فلسطين. وسنظل نقاتل ولن نرتخي إلى مناصبكم الورقية، لن ننظر إلى منصب وزاري أو نيابي، ما يعنينا هو واقع أهلنا، ولذلك اقول إننا سنقاتل لنحقق أجمل وعد قطعه أبو عمار عندما قال إننا سنحرر القدس وسيرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس وأسوار القدس".
وتطرَّق إلى ما يجري على امتداد الوطن العربي، فقال: "نحن متفائلون لأن انكسار العصابات المتأسلمة في سوريا العربية سيؤدي الى النصر الكبير على امتداد أمتنا العربية شاء من شاء وأبى من أبى".
وطالب العميد حمدان بتوحيد القوى الناصرية قي ذكرى رحيل الرئيس جمال عبد الناصر الذي يصادف في الثامن والعشرين من الشهر الجاري تحت اسم التنظيم الناصري". مطالباً إياها ان تتخلى عن انانيتها وشخصنيتها والإلتزام باستراتيجية واحجة.
وختم العميد بقراءة سورة "الهمزة" منوّهًا في إشارة إلى انها تعكس حال بعض السياسيين في لبنان.
كلمة فلسطين ألقاها أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان الحاج فتحي أبو العردات، قال فيها: "اليوم مناسبة جليلة وعظيمة نلتقي فيها هنا في بيروت في كل موقع من مواقع الصمود والبطولة، في مواقع المواجهات. الذكرى هي دحر العدو الصهيوني عن بيروت، وهي المدينة العربية الأولى التي دخلها العدو الصهيوني لكن لم يدخلها الا بالقتال والمواجهات البطولية بالشهداء الذين ارتقوا الى بارئهم بهذه التضحيات اللبنانية الفلسطينية المشتركة في كل مواقع النضال حيث تحطمت دبابات الاحتلال، وسقط جنود الاحتلال واسر جنود من الاحتلال، وانهزم هذا الاحتلال من بيروت خلال ايام بفعل ضربات المقاومة الوطنية وتحالف القوى الفلسطينية المشتركة، وإعلان جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ونضال الاخوة اللبنانيين والفلسطينيين.
 في مثل هذه الأيام حصل تطويق لبيروت من قبل المجرم شارون والعملاء الذين كانوا معه وحصلت جريمة العصر مجزرة صبرا و شاتيلا التي احياها معنا في هذه الايام مجموعة من الأحرار الاخوة والاخوات من كل دول العالم يأتون هنا كل عام لإحياء هذه المناسبة، التي يجب أن لا تنسى ونتذكرها دائمًا حتى لا يفلت المجرمون القتلة من العقاب وحتى لا تتكرر مجازر اخرى بهذه البشاعة". وأضاف: "تاريخ الصهاينة والاحتلال مليء بالمجازر من كفر قاسم الى دير ياسين وقانا وبحر البقر وأماكن أخرى. وفي هذه المجازر كانت تقدم للعدو الحماية والنفوذ والفيتو ولذلك هو يتمادى لأنه يعلم أنه بمنأى عن المحاسبة ولكن التاريخ سيحاسبه، والمناضلين الذين ما زالوا على العهد، وانتم أيها المناضلون الاوفياء لعروبتكم وانسانيتكم وشهدائكم وجرحاكم. الشهيد الكبير أبو عمار كان يقول إن النضال هو استمرار للذين ناضلوا قبلنا والذين اتوا معنا والذين سيستمرون بعدنا، فالمقاومة هي في كل زمان والمقاومات هي امتداد لبعضها البعض ما دامت البوصلة تشير الى العدو الصهيوني والاحتلال الصهيوني للقدس، اليوم لا يمكن ان يدّعي احد انه ممكن ان تكتمل هويته دون تحرير القدس، لأن القدس اليوم في عين الاعصار والتآمر بلغ مداه من خلال صفقة القرن التي اعلنها ترامب والتي تنفذ بندا بندا على امتداد وطننا.
نحن نقول من خلال علاقتنا المتواصلة مع اشقائنا من كل الاحزاب اننا بالفعل قد اوقفنا صفقة القرن ونسعى لاسقاط مفاعيلها فيما يتعلق بالحملة على القدس والاونروا واللاجئين وخنق الشعب الفلسطيني ليفكر بالهجرة، وهذا الموضوع لا بد ان ننتبه له جميعًا".
ودعا أبو العردات الأشقاء اللبنانيين إلى توحيد الخطاب والنضال مع الشعب والجيش والمقاومة والشهداء، كما دعا اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الحكومة لإجراء بالتعديلات اللازمة على القوانين لإفساح المجال للفلسطيني أن يعمل وهذا حق طبيعي لأن منع الفلسطيني من العمل يعني منعه من الحياة.
وأكد رفض شعبنا وقيادتنا للتوطين، لافتًا إلى أنَّ هذا أمر متفق عليه في مقدمة الدستور وبعيد عن اي مزايدة، ومشددًا على أنَّ المطلوب تحسين أوضاع الفلسطيني في لبنان.
وكانت كلمة للأسرى المحررين ألقاها الأسير المحرّر نبيه عواضة حيث قال: "حاولوا قبل أيام قليلة تغيير ملامح بيروت، بيروت التي هزمت في أيلول جيش العدو، وكنس مقاوميها طرقاتها من رجس المحتل، وجعلوا من هوائها عربياً باقياً، قومياً ينتصر لفلسطين لا يحمل الا عطر فدائييه، وازيز رصاصها يلوح مع راياتها وسط عبارة واحدة تقر بالهزيمة (يا اهالي بيروت لا تطلقوا النار فنحن منسحبون). حاولوا احتلال بيروت ثانية عبر تسلل عميل رخيص وجبان باع نفسه للنازيين الجدد فكان أن ورث منهم ارهابهم الذي مارسه كقاتل جزار في معتقل الخيام.
ها هي بيروت ترفض العملاء وتقول لهم مكانكم ليس بيننا، لن نسمح لكم بأن تدنسوا ارضنا، ازقتنا، شوارعنا وان كان من مكان لكم فهو على اعمدة الكهرباء، فالمشانق تليق بكم ، ان التعامل مع العدو والخيانة لن تصبح وجهة نظر سياسية، لها من يروج لها ويغذيها، فالسائد في عرف الكرامة ان المقاومة التي هزمت المحتل تهزم أيضا عملاءه".
وكانت كلمة للجمعيات والروابط الأهلية ألقاها الأستاذ خالد عمر، مما جاء فيها: "نحتفي اليوم بانتصارنا على عدو حسب نفسه الأقوى، 93 يوماً استمرت معركة المتحف ولم يستطع العدو وعملاؤه ان يدخلوا بيروت، وعندما دخل بالتواطؤ الدولي لقناه درسًا، حتى صرخ انه ينسحب ويقول لا تطلقوا النار علينا اننا منسحبون. هذا صمودنا وعنفواننا، ما زالوا يسألون كيف دحرناهم، واطلقنا العمل الفدائي ضدهم، نقول لهم باختصار خسئتم اننا رجال عبد الناصر، اننا رجال ابراهيم قليلات، اننا رجال ابو عمار".
هذا وقدمت فرقة حنين للأغنية الشعبية باقة من الأغاني الناصرية والوطنية، ألهبت حماسة الحضور وأعادتهم إلى زمن المقاومة.

 

*آراء
مَن المُستَفيدُ مِنَ الخلافِ السّعوديِّ-الإيرانيِّ؟/بقلم: د.خليل نزَّال

لا يُمكِنُ لفلسطينَ إلّا أنْ تقفَ معَ المَملَكةِ العربيّةِ السّعوديّةِ الشّقيقةِ عندَما يتعرّضُ أمنُها وسيادتُها وسلامةُ أراضيها للخَطرِ والاعتداءِ أيَّاً كانَ مصدُرُهُ، وليسَ هذا المَوقفُ الفلسطينيُّ سوى تعبيرٍ عن الالتزامِ الثّابتِ بالأمنِ القوميِّ العربيِّ كَكُلٍّ، وبأمنِ واستقرارِ كلِّ دولةٍ عربيّةٍ على حِدة، وهو موقفٌ دأبَتْ فلسطينُ على الالتزامِ بهِ أمامَ كلِّ محاولاتِ العبَثِ بعُمقِها العربيِّ. لقد أثبتتْ تجربةُ السّنواتِ الأخيرةِ وحالةُ الفوضى التي تعمُّ المنطقةَ أنّ الشّعبَ الفلسطينيَّ هو الخاسرُ الأوّلُ في حُروبِ الفِتنةِ العَمياءِ وما خلّفَتْهُ من دمارٍ وخرابٍ في غالبيةِ الدّولِ العربيّة، فقد تُرِكَ شعبُ فلسطينَ وحيداً في مواجهةِ العُدوانِ الإسرائيليِّ المتواصلِ والمدعومِ بشكلٍ سافرٍ منَ الإداراةِ الأمريكيّةِ. ولا يعني الالتزامُ الفلسطينيُّ بأولويّةِ الدّفاعِ عنِ الأمنِ القوميِّ العربيِّ أنْ نديرَ ظهرَنا إلى دُوَلِ الجوارِ، بل على العَكسِ من ذلكَ، تصرُّ فلسطينُ على التّمسّكِ بعلاقاتِ الأخوّةِ وحُسنِ الجوارِ معَ كلّ دُولِ الإقليمِ وتحثُّها على الالتزامِ بمسؤوليّاتِها تجاهَ أمنِ الإقليمِ واستقرارِهِ، وتَجنُّبِ كلِّ ما منْ شأنِهِ حَرْفُ الأنظارِ عن المخاطرِ التي تهدّدُ المنطقةَ، أو النّكوصُ عن واجبِ التّصدّي للخَطرِ المُحدقِ بفلسطينَ وشَعبِها وبمقدّساتِها الإسلاميّةِ والمسيحيّةِ.
فلسطينُ هي الخاسرُ الأوّلُ نتيجةً للصّراعاتِ والفِتَنِ التي تعصفُ بالمنطقةِ، تماماً مثلما أنَّ دولةَ الاحتلالِ الاستيطانيّ الإسرائيليِّ هي المُستفيدُ الأوّلُ منها، وذلكَ لأسبابٍ عديدةٍ أهمُّها أنَّ الأمّةِ قد تمَّ إشغالُها بإطفاءِ الحرائقِ التي تأكلُ وحدتَها وتهدّدُ وجودَها، بكلّ ما يعنيهِ ذلكَ من إطلاقِ يدِ الدّولةِ الصّهيونيةِ للتفرّدِ بفلسطينَ ومواصلةِ سياساتِها الاستيطانيّةِ وعدوانِها وحصارِها وقرصَنتِها ضدّ شعبِنا. من هنا يجبُ أن لا نستغربَ من إصرارِ دولةِ الاحتلالِ على الزجِّ بنَفسِها لتكونَ جزءاً منْ تحالفٍ إقليميٍّ في مواجهةِ "الخطرِ الإيرانيِّ" المزعومِ، علماً أنَّ السياسةَ العدوانيّةَ الإسرائيليّةَ هي مَصدَرُ الخطَرِ الحقيقيّ الذي يُهدّدُ الأمنَ والاستقرارَ في المنطقة بأسْرِها. هذا لا يعني بالطّبعِ السّكوتَ على أيّةِ محاولةٍ من دُوَلِ الجوار، بما فيها إيرانُ، للتدّخّلِ في شؤونِ الدّولِ العربيّةِ، لكنّ القَصدَ هو التنبّهُ لما يسعى لهُ الحِلفُ الأمريكيُّ-الإسرائيليُّ من تأجيجِ الخلافاتِ كيْ تصلَ إلى صِراعٍ لا مبرّرَ لهُ.
لقد كشفَتْ الاعتداءاتُ الأخيرةُ على المرافقِ النّفطيّةِ في المَملكةِ العربيّةِ السّعوديّةِ عنْ هشاشةِ الوَضعِ في منطقةِ الخليجِ العربيِّ، وهي المنطقةُ التي يُمكنُ أن تشتعلَ فيها الحرائقُ بسهولةٍ، لكنَّ إطفاءَها سيحتاجُ إلى عُقودٍ من الزّمنِ، فلم تلتئمْ بعدُ جراحُ الحربِ العراقيّةِ-الإيرانيّةِ ولا جراحُ الاجتياحِ العراقيِّ لدولةِ الكُويتِ الشقيقةِ وما تلاهُ من حَربَيْنِ مدمِّرَتينِ ألحَقتا بالمنطقةِ خسائرَ بشريّةً وماديّةً باهظةً. وبدلاً من تَصعيدِ التوتّرِ يجبُ الذّهابُ إلى حوارٍ جدّيٍّ بينَ طرَفَيْ الخلافِ في الخليجِ العربيِّ ينطَلقُ منْ حلِّ الإشكالاتِ العالقةِ استناداً إلى مبادئِ حُسنِ الجوارِ وعدمِ التدخّلِ في شؤونِ المنطقةِ والتخلّي عن المقامَرةِ بمُستقبَلِها تحتَ أوهامِ بَسْطِ النّفوذِ أو "تصديرِ الثّورةِ". كما أنَّ تَحييدَ الدّورِ التخريبيِّ الأمريكيِّ لهُ الأولويّةُ في إعادةِ جُسورِ الثّقةِ بينَ الدّولِ العربيّةِ والجارةِ إيران، فأمريكا ليستْ معنيّةً لا بأمنِ المنطقةِ ولا بالحدِّ من النُّفوذِ الإيرانيِّ، وكلُّ ما يهمُّها هو المحافظةُ على مستوى مُعيّنٍ من التوتّرِ الخاضعِ للسيطرةِ بما يَسمحُ ببقاءِ الحاجةِ إلى الدّورِ الأمريكيّ بكلِّ ما يَجرّهُ على طرفَيْ الخلافِ وعلى أمنِ المنطقةِ واستقرارِها منْ مخاطر.

*وَقفُ الحَربِ العَبثيّةِ في اليَمنِ الشّقيقِ هو البدايةُ الفعليّةُ لإنهاءِ الخلافِ بين السّعوديةِ وإيران، ولنْ يتمّ ذلكَ إلّا بالانطلاقِ منْ مبدأ الحفاظِ على وحدةِ اليَمنِ ومصالحِ شَعبهِ واستقلالِهِ وعُروبَتِهِ بعيداً عن التدخّلاتِ الخارجيّةِ.

 

 #إعلام_حركة_فتح_لبنان