العنصرية هو الاعتقاد بأن هناك فروقا وعناصر موروثة بطبائع الناس أو قدراتهم وعزوها لانتمائهم لجماعة أو لعرق ما بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق - وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا.
كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء إلى التعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية، وهي كل شعور بالتفوق أو سلوك أو ممارسة أو سياسة تقوم على الإقصاء والتهميش والتمييز بين البشر على أساس اللون أو الانتماء القومي أو العرقي.
بالرغم من أن التمييز العنصري يستند في كثير من الأحوال إلى فروق جسمانية بين المجموعات المختلفة، ولكن قد يتم التمييز عنصريا ضد أي شخص على أسس إثنية أو ثقافية، دون أن يكون لديه صفات جسمانية. كما قد تتخذ العنصرية شكلاً أكثر تعقيداً من خلال العنصرية الخفية التي تظهر بصورة غير واعية لدى الأشخاص الذين يعلنون التزامهم بقيم التسامح والمساواة.
بحسب إعلان الأمم المتحدة، فإنه لا فرق بين التمييز العنصري والتمييز الإثني أو العرقي، وهناك بعض الدلائل على أن تعريف العنصرية تغير عبر الزمن، وأن التعريفات الأولى للعنصرية اشتملت على اعتقاد بسيط بأن البشر مقسمون إلى أعراق منفصلة. ويرفض جل علماء الأحياء، وأخصائيو علم الإنسان وعلم الاجتماع هذا التقسيم مفضلين تقسيمات أخرى أكثر تحديدا أو خاضعة لمعايير يمكن إثباتها بالتجربة، مثل التقسيم الجغرافي، الإثنية، أو ماضي فيه قدر وافر من زيجات الأقارب.

*أسس العنصرية:
- لون البشرة؛ وهذا ما يعانيه السود في جنوب أفريقيا مثلاً عند إقامتهم في أحد بلدان البيض.
- القومية
- اللغة
- الثّقافات
- العادات
- المعتقدات
- الطبقات الاجتماعيّة؛ إذ يتسلط الأغنياء على الفقراء، ويحقرونهم ويسلبون ممتلكاتهم ويتحكمون بقوت يومهم.

وترتبط العنصريّة بعدة مصطلحات تشترك معها في الدلالة، منها:
·        العرق والإثنية: فالعرق يكون التمييز فيه حسب الاختلافات الفيزيقية، ففيه أقليات محرومة ومضطهدة بالنسبة للجماعات المهيمنة، أما الإثنيّة فالعنصرية فيها تكون حسب الثقافات والممارسات الاجتماعية.

·        التمييز العنصري: وهو يعني السلوك الفعلي في الميل تجاه جماعة أخرى.

*أسباب العنصرية
1.     الاستعمار: يعد الاستعمار سبباً اجتماعياً وإيديولوجياً وسياسياً لنشأة العنصرية، فالاستعمار يبغي تسلط شعبٍ أو بلدٍ على شعبٍ أو بلدٍ آخر؛ فقد تمكن الأوربيون في القرون (من 16 حتى 20) فَرض سيطرتهم على أجزاء كبيرة من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

2.     أسباب اجتماعية وإيديولوجية واقتصادية: كمثل وضع البِيْضِ في الولايات المتحدة، منذ القرن (17حتى القرن19)، كثيراً من السود تحت نير الاسترقاق الذي كان سبباً رئيساً في قيام الحرب الأهلية الأمريكية (1861ـ 1865). ومع أن تحرير الرق تمّ في القرن 19فقد استمر العزل الاجتماعي والتمييز العنصري ضد السود في معظم القرن العشرين.

 3.     تشجيع كثير من الفئات المطحونة اجتماعياً واقتصادياً على التمرد والثورة وعلى سن قوانين لمقاومة العنصرية وتأكيد المساواة، وذلك في المجتمعات التي تمارس فيها العنصرية.
أمثلة

كانت من أولى الأعمال العنصرية وأكثرها انتشارا هي تجارة الرقيق التي كانت تمارس عادة ضد الأفارقة السود، كما توجد أمثلة معاصرة للعنصرية مثل:
·        العزل العنصري ضد الأفارقة السود.

·        الحركة الصهيونية ضد السكان العرب في فلسطين.

·        الحركة العنصرية ضد اليابانيين في أمريكا خلال الحرب العالمية.

·        حركة معاداة السامية ضد اليهود في أوروبا عموما وفي ألمانيا النازية.

·        العنصرية في الامبراطورية العثمانية وتركيا الحديثة ضد الطوائف المسيحية أدّت إلى حدوث مذابح الأرمن والمذابح الاشورية ومذابح اليونانيون وبوغروم إسطنبول،  وكذلك ضد العرب في بدايات القرن العشرين.

·        العنصرية ضد الشرق أوسطيين والمسلمين في أمريكا والغرب بعد أحداث 11 سبتمبر.

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
ويعد (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10/12/1948 المرجع الرئيس لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري؛ فهذا الإعلان يضع المبادئ الرئيسة للحقوق المهنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والحريات الفردية، وإن تلته مواثيق دولية أخرى (عهود) تتعلق بالحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للشعوب، وينص الإعلان على أن كل الناس يولدون أحراراً متساويين في الكرامة والحقوق، وقد سبق الإسلام جميع هذه الوثائق الدولية، فأحق للإنسان حقوقه، وأقر لبني البشر حياة كريمة لا ظلم فيها ولا عنصرية ولا إجحاف.