النائبَان الأميركيتان الديموقراطيتان إلهان عمر ورشيدة طليب طلبتا تأشيرة دخول إلى دولة الاحتلال والإرهاب (إسرائيل) للقيام بزيارة استطلاعية تشمل القدس وعددًا من المناطق، وزيارة عائلة الثانية في الضفة الغربية!! السفير الإسرائيلي في واشنطن أعلن أنّه سيوافق على الطلب وسيسمح للنائبَين بالدخول إلى "بلاده"!!
ترامب يكرههما، هما تنتقدان مواقفه العنصرية وتهوّره. وهو سبق أن نعتهما بصفات غير لائقة أكثر من مرة. أطلق تصريًحا لافتًا فقال: "إذا سمحت (إسرائيل) بزيارتهما يكون هذا مظهر ضعف كبير من جانبها. إنهما تكرهان (إسرائيل) وجميع الشعب اليهودي ولا يمكن قول أي شيء أو فعل أي شيء يغيّر رأيهما. إنه عار"!! مارس انحرافًا واضحًا وأخذ الموضوع إلى غير الوجهة الصحيحة. النائبَان تعترضان على الإرهاب والقمع والاحتلال وسوء المعاملة للفلسطينيين من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي، تنتميان إلى حزب له علاقة ممتازة مع اليهود كشعب بغض النظر عن الخلافات السياسية. وله علاقة مع دولة (إسرائيل) نفسها وبالتالي ليس صحيحًا أنَّ النائبَين تكرهان اليهود كيهود. لهما مواقف نقدية اعتراضية رافضة للسياسات الإسرائيلية وهما تؤيّدان مقاطعة منتوجات المستوطنات، مثل عدد كبير من الأشخاص والجمعيات والمنظمات والحكومات الأوروبية التي لا تناصب اليهود العداء بل تدعو إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وتحترم الشرعية الدولية وقراراتها التي لا يقيم لها وزنًا ترامب ونتانياهو ورفاقه في عصابة الإرهاب في (إسرائيل) !!
موقف هو العار بحد ذاته. رئيس أميركا "الأمة العظيمة" الديموقراطية يطلب منع دخول مواطنتين نائبَين تمثّلان الشعب الأميركي إلى (إسرائيل)!! إنّه موقف يختصر ذهنية التمييز بين أبناء شعبه، وذهنية العنصرية والحقد التي تحكم تصرفاته وقراراته المتهورة. حكومة الإرهاب برئاسة نتانياهو وافقت على طلب ترامب. رفضت منح التأشيرات، خلافًا لما أعلنه سفيرها في واشنطن .
تشاك شامر زعيم النواب الديموقراطيين قال: "ندعو (إسرائيل) للتراجع عن قرارها".
المرشّحة الديموقراطية للرئاسة اليزابيت وورن اعتبرت القرار "عملًا مشينًا" و"لا يخدم (إسرائيل) كحليف موثوق لأميركا"!!
أمَّا المرشح الديموقراطي للرئاسة أيضًا بيرني ساندرز فاعتبره مؤشرًا على "عدم احترام المبادئ الديموقراطية" ودعا إلى العودة عنه. فيما اعتبر رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب جيري نادلر القرار "يقوّض قدرة بلدينا الحليفين على الاستمرار في نقاش صريح ومفتوح".
رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أكدت أنَّ القرار "إهانة للقيم الديموقراطية"، ودعت إلى التراجع عنه.
أمّا السفير الأميركي في (إسرائيل) ديفيد فريدمان فقد أعلن : "إنَّ واشنطن تؤيّد قرار (إسرائيل) منع زيارة إلهان عمر وفريدة طليب"!! فريدمان إسرائيلي أكثر من الإسرائيليين. و(إسرائيل) التزمت القرار الأميركي.
في نهاية الأمر سمحت سلطات الاحتلال للنائبة رشيدة طليب زيارة الضفة الغربية للقاء جدتها التسعينية مفتية واعتبرت المسألة إنسانية. طليب رفضت الشروط قائلةً: "محاولة إسكاتي ومعاملتي على أنّني مجرمة ليس هو الأمر الذي تريده مني جدتي. لقد قررت أن زيارة جدتي تحت هذه الشروط الظالمة تتعارض مع كل قناعاتي حول محاربة العنصرية والظلم والاضطهاد".
الرئيس ترامب تصرَّف بما يتجاوز الأصول واحترام مقام الرئاسة فقال شامتًا وحاقدًا: "إنّها مسرحية متكاملة والفائز الحقيقي الوحيد هنا هي جدة طليب فلم يعد عليها رؤيتها الآن "!!
ليس ثمّة حقد أكثر من ذلك لكن الفائز الحقيقي هو الكرامة والعزّة الفلسطينيتان والجدة التسعينية عنوانهما.
مجموعة من العنصريين في البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية يهينون الإنسانية والقِيَم الأخلاقية والمبادئ الديموقراطية والإنسانية والأخلاقية، تحكمهم شهوة السلطة والكراهية ويسيّرهم الحقد المسيطر على عقولهم وقلوبهم.
تحيّة إلى إلهان ورشيدة وجدتها وإلى كلِّ مَن تضامن معهما ورفع الصوت مُندّدًا بالعنصريين. وتحية إلى فلسطين وشعبها وإلى المسجد الأقصى والمصلّين الذين استُهدِفوا بالرصاص من قِبَل جيش الاحتلال. شراكة ترامب ونتانياهو في منع الزيارة خوف من الحقيقة، وممَّا كانت إلهان ورشيدة ستعودان به وستفعلانه في مجلس النواب في تقديم صورة حقيقية عمَّا يجري بحق الشعب الفلسطيني!!